23 ديسمبر، 2024 11:45 ص

السيد مقتدى الصدر يعلن انسحابه من العملية السياسية,ويمنع استخدام ارث واسم عائلته المجاهدة في التنافس السياسي والانتخابي,ثم تتوالى استقالات اعضاء الكتلة الصدرية من الحكومة والبرلمان,بطريقة صنمية تكسوها طبقة المغالاة المعهودة في الشارع العراقي, الذائب في ثقافة الاذلال الشخصي الموروث,بحالة تنم عن مستوى ضحل لثقافة معدمة ,وموغلة في التخلف,فلعلهم يطيرون فرحا عندما يسمعون القول الخاص بالانسحاب (بان السيد مقتدى قال من العملية السياسية),من انه لايعني هذا ان اعضاء البرلمان او مجالس المحافظات يجب ان يكونوا سياسيين,بل في المجالس النيابية والمحلية يكون التمثيل مفتوح فيها للسياسي والاقتصادي والفنان والرياضي والمثقف والتاجر ,وعليه فبقائهم لايعني انهم خالفوا قرار السيد مقتدى,بل الرسالة تخص السياسيين منهم فقط,لانهم لايملكون بضاعة يتاجرون بها في الانتخابات غير انتمائهم للخط الصدري,اما المرشح لبقية المجالات فيرتكز لخبرته واختصاصه وتاريخه الشخصي,الخ.
السيد عمار الحكيم يتوعد بفصل كل من صوت بنعم لمادة امتيازات النواب والمسؤولين التقاعدية(التي اصدرت تحت قانون التقاعد الموحد),وكأن اعضاء كتلته تلاميذ مدارس الابتدائية,المعروف بأن معلميها يؤمنون بلغة التأديب,الخ…..
دولة القانون احتار اعضائها بين تكذيب قائمة بهاء الاعرجي ,الخاصة بأسماء المصوتين بنعم لمادة38 المتعلقة بامتيازات التقاعد البرلمانية,وبين تبريرات حيدر العبادي الذي لايريد ان يتخلى عن امتيازاته ,وكذلك تبريرات الحكومة التي رفضت مادة الامتيازات المثيرة,وقد ادانها الشارع العراقي في تظاهرات عارمة اجتاحت مدن ومحافظات العراق.
المالكي في الانبار يعيد صورة الطاغية صدام عندما كان يزور جبهات الحروب العبثية(شاهدنا رؤساء دول عدة يلتقون بجنودهم وسمة الانضباط والترتيب واضحة في اغلبها,اما التشجيع على الفوضى,واسكت خلونا نحجي كما كان يشير حمايات المقبور للناس,لايمكنها ان تجعل من الجيش الوطني محايدا في العملية السياسية) يطلق مبادرات ارتجالية تخص بقايا البعث البائد,ويعلن ان المحافظة امنة وستمنح عشرة الاف حصة عسكرية في الجيش العراقي,الذي لازال كما يبدوا في طور التجديد,فبينما يهاجم الجيش الارهابيين في الانبار,تباغته الجماعات التكفيرية في مناطق اخرى,وتثبت انها لازالت متواجدة في خط المواجهة على طول جبهة المناطق الساخنة.
متحدون القائمة العربية السنية تتخبط بين الاجندات الخليجية التركية وبين الخلل في انتمائها الوطني ,فلايمكن لاحد ان يفهم كيف يستاء هؤلاء من وجود الجيش العراقي الاستشهادي في محافظة الانبار,المليئة بقصص الرعب لمدارس الذبح البربري والنكاح المشاعي للتكفيريين الغرباء عن بلادنا…..
ان الشعب العراقي ونخبه المختلفة(الثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية والاجتماعية)
يتحمل المسؤولية التاريخية لحماية هذة الدولة من الانهيار والفوضى,وتقع على عاتق نخبه المغيبة قسرا او تعففا عن العملية السياسية ومشروع بناء العراق الديمقراطي الحديث,المسؤولية الاكبر في اعادة بناء الثقافة الوطنية الحديث
, والعمل بجد من اجل تأهيل الانسان العراقي المتعب بالتركات الثقيلة, التي خلفها تاريخ بلده السياسي المضطرب,ذلك الذي يعتقد ان المرحوم عبد الكريم قاسم هو الزعيم الوطني الوحيد الذي مر ببلاده,لانه كان رئيسا متواضعا وزع الاراضي والبيوت على الفقراء,بينما في العرف السياسي المهني يعتبر الرجل الكارثة الذي حول النظام المدني الملكي على علاته وتبعيته للاجنبي الى نظام عسكري,عبر من خلاله نظام البعث الدموي الى السلطة,واليوم التاريخ يعيد نفسه مع الفارق,فالشعب لازال يعتقد ان الزعيم او الرئيس او المسؤول الذي يوزع قطع الاراضي والوظائف هو المنقذ للبلاد,وليتهم يستذكرون ثلاجات واكياس السكر والطحين والعاب الاطفال والتلفزيونات الملونة التي وزعها الطاغية المقبور في القرى والارياف بعد استلامه الحكم من الخبيث المقبور البكر ,بينما كانت اغلب تلفزيونات المدن بالاسود والابيض,فتبين ان هذه التكنولوجيا لن تأتي بجديد,بل بصورة قبيحة دائمة الظهور لهز اكتاف قائد الضرورة.
الشعب عليه ان يفكر مليا بتراثه القبلي العشائري البائس,والذي تشجع الكتل البرلمانية الحالية على بقائه,من اجل ضمان بقائهم في السلطة,بينما تعد السلطات القبلية من اخطر السلطات المتداخلة مع النظام والقانون في الدولة المدنية,وعليه ان يجد مخرجا لحالة التيه الدائمة التي تدخله فيها التيارات السياسية المتعددة الاهواء والاغراض
 والاتجاهات, وان يفهم ان مرحلة الاصطفافات والانتماءات وتعدد الهويات انتهت بفكرة اندماج المجتمعات الوطنية المتعددة الثقافات,وذوبانها في دولة المواطن,وان ثرواته التي تنهب منه يوميا,لايمكن ان توزع عليه بشكل عادل ان اصبح رقما مهمشا,مهمته الثرثرة والانقياد السلس من قبل ذئاب السياسة الى صناديق الولاء والاستسلام والطاعة العمياء,انها رسالتنا والكلمة الفصل كلمتكم,لسنا مثاليين ,ولكننا نشترك مع الاخرين ممن يعشقون بلدهم دون تمييز,في التذكير والتأشير على نقاط الضعف والخلل,فمن يعيش الكارثة لايمكنه وصفها كمن يراها من الخارج….