7 أبريل، 2024 3:56 م
Search
Close this search box.

رسالة الى الشاعر الكبير ابو الطيب المتنبي

Facebook
Twitter
LinkedIn

تقول كتب التاريخ ان اصدق بيت في الشعر واكذب بيت شعري هو ما كتبه ابو الطيب المتنبي..
((بعيني رأيت الذئب يحلب نملة
ويشرب منها رائباً وحليبا
وعندما تم سؤاله عن قصة هذا البيت الشعري
قال المتنبي : أما من حيث انه أكذب بيت لأن الذئب لا يعرف كيفية الحليب وأصلا النملة ليست بالحلوب .
أما وأنه أصدق بيت من الشعر يقول المتنبي :
كنت مرة في احد أسواق الكوفة بجوار امرأة فقيرة تبيع السمك ، فجاءها رجل غني فاحش الغنى ومتكبر فسألها
بكم رطل السمك ؟ فقالت المرأة : بخمسة دراهم ياسيدي ،فقال الغني : بل بدرهم فقالت ياسيدي : السمك ليس لي وأنا لا أستطيع ان ابيعه إلا بخمسة ، فقال الغني :
اعطني عشرة أرطال ، وفرحت المرأة وظنت أنه سيدفع خمسين درهماً ، ولما اعطته السمك أخذه و رمى لها بعشرة دراهم وانصرف ،فنادته المرأة : ياسيدي ،يا سيدي وهي تبكي فلم يرد عليها فناديته انا أيضاً فلم يرد علي..
لذلك قلت هذا البيت من الشعر :
فقصدت الذئب هو الغني وأن النملة هي بائعة السمك الفقيرة))
ما أجملها من صورة شعرية وما أشبه هذه القصة ايها المتنبي بعصرنا الحاضر في هذه الاعوام .فكم ذئباً موجود في عصرنا الحاضر وكم نملة تشكو همها الى خالقها..
لقد اصبحت اغلب بلداننا العربية تحكمها الذئاب واصبحت اغلب شعوبنا كالنمل وهل يستطيع النمل ان يطالب الذئاب بحقوقه…
ان ارى لو انك اليوم موجود بيننا لهجوتنا بهذا البيت:-
بعيني رأيت الثعالب تحكم غابةً
ويشكي الاسود الجوع والسقم
إِنا بقينا يا ابا الطيب معذرة
السيف كذابٌ والمدح للقلم
نعم يا ابو الطيب المتنبي لقد كنت تعيش في الشام ثم ذهبت الى مصر وبعدها عدت الى العراق واستقريت في مدينة الكوفة وكل تجوالك هذا بدون جواز سفر او تأشيرة دخول فلقد اختلفت الاوضاع بين ابناء وطنك العربي بالكامل فأمة العرب اليوم ممزقة واغلب الحكام جاءوا لسرقة شعوبهم لا لتحقيق العدالة الاجتماعية بينهم…
وقد اختلفت انظمة الحكومات بين دولة عربية واخرى واصبحنا تائهون لانعرف ماذا نفعل ولماذا نفعل فكلنا يا ابا الطيب في الهوى سوى ولم تعد مجالس الادب التي كنت تجلس بها بين المدن العربية موجودة..
لقد قُطعنا الى اشلاء مبعثرة لا ترجو منها الخير….
وللمعلومات العامة ان ابو الطيب احمد المتنبي هو من اهل الكوفة ومات مقتولا عن عمر خمسين سنة من خلال احدى رحلاته بين بغداد والكوفة حيث واجه هو وغلمانه مجموعة من قطاع الطرق واراد الهروب منهم الا ان احد غلمانه ذكره بهذا البيت الشعري الذي قال فيه:-
:((الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم))
فاصبح امام امر واقع ولم يستطيع الهروب وقتل في تلك الحادثة…….

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب