11 أبريل، 2024 11:04 ص
Search
Close this search box.

رسالة الى السيد مصطفى الكاظمي

Facebook
Twitter
LinkedIn

سعادة رئيس الوزراء المحترم:

تحية وبعد:

لا شأن لي فيما قيل ويقال عنك ،ولا شأن لي في تاريخك الغامض وصندوقك الاسود، وكيف وصلت لمنصبك ومن هي الجهة الداعمة لك شرقية كانت أم غربية، ولا شأن لي في كيفية إختيار كابينتك الوزارية ،ولا شأن لي إن كنت ذا توجه علماني أم أنك تدور كسابقيك في فلك الاحزاب الدينية ..

ولكن وبما انه قد وصلت لهذا المنصب الخطير والحساس بعد مخاض عسير فشل فيه أقرانك من ان يروا النور ويرثوا كرسي الحكم، فأنت اليوم قد أصبحت محط أنظار الجميع ليس من قبل شعبك في الداخل فحسب، بل ملايين العراقيين الذين شردوهم أسلافك الجلاوزة الطغاة في الداخل والخارج، وكذلك محط انظار الدول الاقليمية والعالمية التي تربطها مصالحها في العراق.

أنت اليوم وطاقمك الحكومي الظاهر للعيان امام امتحان عسير ، فستبارزون دولة عميقة مدت جذورها منذ الاحتلال فإما ان تحتثها وتذيبها أو تذيبكم كما أذابت وصهرت أسلافكم سيئي الصيت، ولا تنزعج مني إن صارحتك وقلت لك بأنك جزء منهم فتلك حقيقة لا تنكرها انت ولا نجهلها نحن، لكنه لم نسمع منك يوما أنك خرجت بتصريح عن هذه المنظومة وفضحت أياً من اركانهم وكنت تتربع على اهم جهاز امني في العراق وهو جهاز المخابرات !!!!!
وعلى افتراض انه تحت ناظريك جميع ملفات السياسيين وقادة الاحزاب والمليشيات والوزراء ورئسائهم فلا محالة أنٌ في جعبتك الكثير!!

من هذا المنطلق سعادة الرئيس فإن اردت ان يكون لك اي مقبولية لدى الشعب وتأسيسا لبناء قاعدة جماهرية من شعب عظيم قدم خيرة شبابه قربانا على مذبح الحرية فعليك التزامات كبيرة أهمها:
ان تتقدم من فورك في عزل الفاسدين من قضاة ومسؤولين، والذين كان لهم دورا بارزا في مناصرة القتلة بل دفعهم وشرعنة اجرامهم وغضهم الطرف عن الفاسدين بل مشاركتهم حتى ملأت بسبب غياب أو ضعف سلطة القضاء وبسبب السياسات الطائفية والتسلطية سجون العراق والاقبية والزنازين وجرف الصخر بالأبرياء والمظلومين من جهة ومن جهة اخرى عملت جهات ثانية مستغلة ضعف الاجهزة القضائية والرقابية على تعطيل جميع مناحي الحياة ونهبت ميزانية العراق حتى خوت من الدينار والعملات!!
ثم بعد ذلك عليك اتخاذ قرار مصيري بمنع جميع الذين شاركوا في قتل الابرياء وتدمير العراق ونهبه من السفر ووضعهم تحت الاقامة الجبرية، ومن ثم تشكيل محاكم نزيهة علنية بدءاً بمن تلطخت أيدهم بدم شباب ثوار تشرين المباركة وشهداء معسكر سبايكر وفتح ملف داعش وخيانة تسليم الموصل واعادة الاعتبار لشهدائها واعادة بنائها بجهود دولية بعد اعطاء الضمانات بالضرب بيد من حديد على الاحزاب المتسلطة التي اوقفت عجلة الاعمار وكانت عوامل طاردة لكل الدول والشركات وتوقفت بسببهم المنح والمساعدات..
كما يستوجب عليك ان تتحرك بتشكيل لجان من كبار المشرعين والقانونيين والسياسيين ذوي التاريخ المشرف لاعادة كتابة او تعديل الدستور دون محاباة لقومية او مذهب على حساب الاخر والانفكاك من المحاصصة البغيضة ووضع مصلحة العراق فوق الجميع وفوق كل اعتبار ،وقبر ذلك الدستور الذي كان سبب لكل رزية وبلاء عاناه الشعب العراقي كما يتوجب عليك ايقاف مهزلة الانتخابات الصورية وإقرار قانون انتخابات يقطع الطريق على الفاسدين من العودة ..
اما عن كيفية ايقاف الهدر المالي فذلك موضوع يحتاج منكم جهدا استثنائيا، فميزانية البلد تهدر في رواتب ومخصصات اقرها برلمان لم يرع الشعب، يوما في قراراته وهو مشترك في الخراب والتشرذم، فقد اقر رواتب فلكية للرئاسات الثلاث واعضاء البرلمان والمستشارين وحماياتهم ومخصصاتهم ،فلا يوجد لها مثيل في جميع دول العالم وليتهم شبعوا وانكفوا !
فمع كل هذه الرواتب الفلكية فعيونهم التي اسأل الله ان يطمس عليها هي على خزينة الدولة فنهبوها بعقود وهمية وعمولات تفوق بعضها فائدة الشركات، ولا تسألني عن رواتب الرفحاويين والسجناء السياسيين التي اصبحت تغيض الشعب باكمله وهم بعشرات الألوف والتي لو تم اعادة تدقيقها لربما تتراجع الى عدة مئآت ممن يستحقون ذلك فعليا، وستوفر للدولة ميزانية تشغيلية تنهض بالعراق سريعا.
واخيرا فلا تتوقع سعادة الرئيس ان الشباب المنتفض الذي اعاقته جائحة كورونا أنه سيستمر بصمته وملازمة بيته، ولا تظنوا ان صمته هو استكانة او قبولا بكم فقد وضعوا شروطهم في اختيار من يمثلهم ومن يحكمهم ولا محالة انك قد طرقت مسامعك تلك الشروط ولا اظنها تنطبق عليكم تماما ، فنفس الوجوه والكتل والاحزاب ونفس الطريقة التي نصبت أسلافك قد نصبتك !!
لكن ما زال هنالك بصيص امل وبارقة تلوح امامك ،فإن تمكنت من فك طوق التبعية والعمالة عن عنقك وتبرأت من تلك التركة الثقيلة وبدأت من فورك بسماع انين شعبك وتنفيذ مطالبه وتقدمت خطوة بالاتجاه الصحيح فستجد الشعب يبادلك بذراع وان أتيته مشيا سيتقدم اليك هرولة ..
وإن الفرصة مواتية لك اليوم طالما ان المجتمع الدولي معك وقد بارك لك منصبك وفتح ذراعيه لإسنادك ، فلا تركن بعد اليوم الى مشورة اكثر من حولك من قادة كتل او ساسة او معممين لانهم قد تم تجريبهم وانهم بطانة فاسدة لا يهمهم الا متاعهم وحساباتهم البنكية، وحكم عقلك وضميرك وليكن الشعب ظهيرك بعد ان تكون انت ظهيره ،ولا ترتمي في حضن اي دولة مهما عظمت فلا امان لهم، فكلهم يبحثون عن مصالحهم التي لا تكتمل الا بمعاناة الشعب العراقي وافقاره ، لكن وازن في العلاقات، ولا تجعل لإيران عليك سلطانا ولا لأمريكا ولا أي دولة بل ليكن رقابة الشعب وصوته وهديره هو الطريق والمنجى..
عندها سيتمسك بكم الشعب ليس لفترة سنة او يزيد بل سيرفعكم فوق الاكتاف لحكم مديد ..
آملا ان تصلك رسالتي هذه وتعمل ما استطعت بما ورد فيها ..
ولا تخيب ظن من بقي عنده بصيص أمل في نهضة العراق، والعراق قد عانى الكثير على ايدي أسلافكم واحزابكم التي ارتضت لنفسها الخيانة والدناءة ،وقد صبر الشعب عليكم صبر ايوب او فاقه صبرا..
والسلام…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب