احييك اما بتحية الاسلام واما بتحية الغرب ، واما بالتحية الحزبية النضالية او الرفاقية.
فأيهما تختار فلكم الخيار سيدي .
أخاطبك من نفس البلد الذي عشتَ فيه أنت لسنوات طويلة، وأدعوك الى ان تبذل جهدك ولو بقرار واحد قبل ان تَرحَل او تُرَحّل، استغلها فرصةً، وبالتعاون مع ما يُسمّى عندكم ب( الجمعية الوطنية) .
ادعوكم سيدي الى تمرير وتقنين مشروع قانون مساعدة الاطفال الاجتماعي كما هو الحال في بريطانيا وهو ما يُسمّى بقانون ( child benefit) ، وهو قانون يسري في معظم بلاد الغرب في بريطانيا وسائر الدول الأوربية .
ولمن لا يعرف هذا القانون فهو قانون انساني اجتماعي تقوم الدولة بتخصيص حصة نقدية شهرية للطفل الذي يُولَد في بريطانيا او ممن يحمل الجنسية البريطانية او ممن يمتلك حق الإقامة في ذلك البلد.
وقيمة المساعدة ما يقارب مبلغ المائة دولار لكل طفل شهريّاً ولغاية بلوغ الطفل السابعة عشرة او الثامنة عشرة من عمره.
وتكون تلك المساعدة لجميع الاطفال في البلد بغض النظر عن حجم الدخل الذي يدخل الى العائلة الواحدة سواء كان الدخل عالياً ام منخفضاً فإن مستوى الدخل لا يمنع من صرف المساعدة للطفل ، وان عدد الاطفال ليس محدداً بعدد، ومهما بلغ عدد الاطفال في الاسرة الواحدة فإنه لا يتضرر بمقدار المساعدة، فكل طفل يأخذ نصيبه وحصته من تلك المساعدة، والتي يستلمها الأبوان من الدولة بواسطة اعطائهم رقماً حسابيّاً بنكيّاً.
ولو طُِبّقَ ذلك القرار ( مساعدة الاطفال) في العراق من بعد السقوط لفاض على العراق خيراً وفيراً لجميع ابناء البلد، بعربهم وأكرادهم، بمسلميهم ومسيحييهم، بصابئتهم ويزيدييهم، بجميع أشرادهم وأورادهم…
لا ان أٰفضِّل أحداً على أحد، ولا أن أُفضّل ابناء حزبي على غيرهم، وما شاكل.. كالذي حدث في عراق الاحزاب الاسلامية وحكومات المحاصصة التي ما انزل الله بها من سلطان .
السيد العبادي :
لقد أطحتم بمن كان قبلكم بسقيفة ( كما يدّعيها) الطرف المُقصى، ومن المحتمل جداً ان تكون طريقة إقصائكم بنفس الطريقة التي أقصيتم انتم بها من كان قبلكم، واني اذ انصحكم باتخاذ الاجراء المناسب لهذه الخطوة لتكون لك سُنَّة حسنة لتحصل على أجرها وأجر من يعمل بها.
واذا قلتم ان ميزانيتنا خالية ، قلنا لكم ان هذا الاجراء ضروري كضرورة دفع مرتبات البرلمانيين وحماياتهم ومرتبات أعضاء مجالس المحافظات ومتعلقيهم، ومرتبات الرئاسات الثلاث وحواشيهم، ومرتبات المستشارين وجلاوزتهم، ومرتبات الفضائيين وبيشمركيتهم ، ومرتبات اهل الدمج وغيرهم ..
واذا قلتم ان هذه القضية مستحيلة في هذا الوقت ، قلنا لكم اذا كانت الاسماء والعناوين التي طرحناها آنفاً لا تحقق شيئاً للفقراء والمعوزين من ابناء شعبكم، فإن مشروع مساعدة الاطفال ( child benefit) فإنه سيضمن وصول لقمة العيش الى المستحق من ابناء بلدكم وهي مساعدة زهيدة من صافي حلال رزقه او تصرفون له ذلك الحق من اية طريقة مشروعة انتم اعلم بها، وهو وحق للمواطن الفقير وغيره، والمهم من ذلك اننا سنضمن وصول الحق للفقير والمهضوم من ابناء بلدكم المنهوب من قبل غالبية قياداته وحواشيهم ونوابهم ومستشاريهم وغيرهم.
السيد العبادي المحترم:
ارجو ان تكون قرائتكم لرسالتي هذه وانتم تأخذونها بعين الاعتبار بسبب ما يمر به البلد من ظلم وجور وغبن وخصوصاً للطبقة الفقيرة والمسحوقة في بلد يُعَد خامس أغنى بلد في العالم بما يمتلك من مخزون للثروات النفطية والاستخراجية والزراعية والطبيعية، ونرجو ان تكون اجابتكم لنا من خلال الخطوات العملية والاصلاحية التي تقومون بها او من خلال خطاباتكم الموقرة.
اخوكم الناصح
من البلد الذي تحمل جنسيته انت ومجموعة من رفقاء دربك.
المواطن العراقي