في البداية اتمنى ان يقرأ السيد المالكي هذه الرسالة وان تسلم له بامانة كما هي :
استطيع ان ادعي اني من المتمرسين في السياسة اضافة حرفة اكاديمية كبيره في المجال السياسي .يا سيادة دولة رئيس الوزراء او ان اعرفك بنفسي. انا رجل محايد ليس له مصلحة مع اي من الاطراف المتواجدة على الساحة السياسية العراقية واكثر من هذا اني من المتضررين على طول الخط من النظام السياسي القديم والنظام الجديد بالرغم من الاغراءات التي قدمت لي سابقا والوقت الحاضر. انا دائما انئ بنفسي عن العمل السياسي وبقيت طيلة عمري ادرس السياسة وتقلباتها عالميا ومحليا بشكل اكاديمي بحت, حتى تولدت لدي رؤى استشرافية قد تصل حدة صحتها مائة بالمائة. لذلك يركن لي اصحاب النفوذ السياسي لمعرفة ما يترتب على المواقف والقرارات التي يتخذونها ولم اخذلهم باي توقع.طبعا دون اي ثمن مقيوض والله شاهد على ما اقول.
ايها الاخ المالكي اني ساعمل لك مستشار بدون منصب رسمي وبدون مخصصات. وسأعرض عليك اشياء لو اتخذتها كان لك فيها خيرا. وان لم تأخذ بها ستزيدك علما وخبرة.
ايها الاخ هذه المواقف التي انصحك بك هي من الاهمية والخطورة بمكان . بحيث ستثير الكثير من المعترضين حتى من اقرب الناس اليك وخاصة مستشاريك.والسبب انت وكل سياسي ذكي يعرفه, وهو انه يمارسون عملهم منطلقين من قالب هم وضعوك ووضعو انفسهم به واغلقوا الابواب على أي رأي يناقض ما هم ماضوه فيه,فهم ليسوا بناة دول بل هم بناة سلطة سرعان ما تزول. وليس لديهم الشجاعة ليغيروا نهجهم الذي هم ماضون عليه. واقول رأيي فيهم انهم سيسيرون بانفسهم وبك نحو الهلاك اذا لم تتدارك نفسك وتنتبه لما هو قادم.
ايها الاخ ربما انت شاهدت بنفسك مصائر الملك واحوال الرئساء كيف تنتهي. فعليك ان تأخذ العبر منهم. المؤمن هو من يتعظ من تجارب الاخرين.
أن حكمك سينتهي سواء بعد شهر او سنتين. وأن استمر لخمس سنين اخر . يبقى عامل العمر الذي لن يمهلك كثيرا اذا سلمك الله من عاديات الزمن. عليك ان تقرأ هذه الخريطة جيدا عليك ان تختلي لنفسك كل يوم نصف ساعة وتفكر بذلك ولسان حالك يقول. ما الذي ساتركه للناس الذين حكمتهم طيلة سنوات. ما الذي سيشفع لي عند الله وعند الناس بعد ان اتنحى او اذهب لملاقاة لابي.
_ هل اعدت المهجرين والمهاجرين الى ديارهم؟
_هل كل الناس في بلدي مطمئنين على ارواحهم واموالهم؟
_هل حققت وحدة البلاد؟
ايها الاخ لن تأتيك فرصة اخرى للتتخذ فيها مواقف بعد ان تترك هذا الكرسي وتسلب سلطتك. لذا انصحك ان تصارع نفسك وتصارع من لا ينظر الا الى مصلحته الانية.
ان اعظم قرار يمكن ان تتخذه الان هو الغاء قانون الاجتثاث وهيئة المسائلة والعدالة. وان اردت ان تعدل! عليك ان تستثني عدد من الاشخاص لا يتجاوز خمسة اشخاص او عشرة لا اكثر. واعمل جاهدا من اجل ذلك . نعم سيندفع الكثير لمواجهتك لكن لن تكون لهم الغلبة حتى لو كانو بالملايين. لانك اتخذت قرارا وموقفا هو يتطابق مع مواقف الانبياء والائمة الطاهريين.
انا على يقين ان التاريخ سينصفك وسيتذكرك الناس فيما بعدبالخير. نعم انه قرار ربما لا يتسق مع النهج الذي اتبعته. لكن الشجاعة والقيادة الذكية تكمن هنا. انه قرار لا يمكن ان يتخذه الا من هو بمنزله القادة الاسطوريين (الانبياء والاولياء ) وبناة الدول الحديثة على شاكلة غاندي,وتتيتو.ونولسن مانديلا.
انك بقرارك هذا سترتقي بالعراق. وهذا القرار لن ينال المجد ذاته اذا اصدره غيرك لأنهم مشبوهون. اتخذه وأطوي صفحات سوداء في حياة العراقيين.
اطلب من الله ان يوفقك لمثل هذا العمل الجبار, انه سميع مجيب .
