نعم لقد أغضبني جدا ماصنعه نجم الكرة الأرجنتيني ،مهاجم نادي برشلونة ، ليونيل ميسي ، الذي تقدر ثروته بنحو 130 مليون يورو بحسب موقع سبوكس الألماني، البرغوث كما يطلق عليه والذي صنفته مجلة ” فرانس فوتبول ” واحدا من أغنى لاعبي كرة القدم في العالم ، أقول أغضبني حين أهدى حذاءه الرياضي لدعم الفقراء في مصر …يااااه ، ألهذه الدرجة ، حتى انت ياميسي ؟!! هل أسقط في يدك وعدمت حيلة ولم تجد وسيلة أخرى مناسبة – إعلاميا على أقل تقدير- غير حذاءك لتدعم بها فقراء مصر ؟ ألم تجد صكا ، حوالة مالية ، سبيكة ذهبية ، سيارة سبورت رياضية ، ساعة رولكس ، بذلة ارتديتها خلال حفل تتويجك كأفضل لاعب في العالم لتهديها لهم ؟ فانيلة تحمل الرقم 10 سجلت وأنت ترتديها هدفا حققت به رقما قياسيا جديدا ؟ كرة قدم ترتبط لديك بذاكرة هدف تأريخي سواء مع ناديك الذي يتربع على عرش الليغا حاليا او منتخبك الوطني ؟ حذاااااء ياميسي لدعم فقراء مصر مصحوبا بابتسامة ساخرة امام الكاميرا على هامش استضافتك ببرنامج Yes I’m Famous تنم عن احتقار لهم واستخفافا بمعاناتهم بحسب ” المورفو سيكولوجي” او علم نفس الشكل وقراءة الوجوه الفرنسي ؟ نسيت حين رعاك النادي الكاتالوني وتكفل بعلاجك طفلا من مرض نقص هرمون النمو يوم لم تكن تمتلك تكاليفه الباهظة عندما كنت في الثامنة من عمرك حتى أصبحت نجما يشار إليه بالبنان ؟، حقا ما قاله الشاعر :حتى الكلاب إذا رأت ذا غنية … انحنت إليه و حركت أذنابهاو إذا رأت يوما فقيرا عاديا … نبحت عليه و كشرت أنيابها اما رسالتي الى سفير اليونيسيف الإقليمي ، كاظم الساهر ، مع خالص التحية ، ومن غير زعل ، انما هو عتاب محبة بعدما اعلن عزمه الانسحاب من برنامج المواهب الموجه للأطفال “The Voice Kids” ابتداء من الموسم الثاني ، لعدم استطاعته مواصلة المشاركة في البرنامج عضوا في لجنة التحكيم بسبب عدم قدرته على رؤية دموع الأطفال بعد خروجهم من البرنامج، الأمر الذي جعله عرضة لحالة نفسية صعبة خلال تصوير حلقات البرنامج !!.وأردف الساهر في مقابلة على هامش حفل ( بلاتينيوم ريكوردز) ، انه ” وخلال تصوير الحلقات كنت كثيرا ما أدخل إلى غرفتي، وأصبح عصبيا مع أصدقائي، وأقول لهم أنتم ورطتموني، لأن هذا البرنامج مؤلم جدا وسأنسحب لأن الألم في داخلي قاتل، وخصوصا عندما أرى دموع الأطفال”. لقد فهم الكثير من محبيك ومعجبيك من هذا الكلام في طول العالم العربي وعرضه انك لا ترى تلك الدموع خارج الأستوديو مع انك سفيرا لليونيسيف لآسيا وشمال أفريقيا ، ولذا فانت تريد مغادرته لترتاح مع ان طوفانها قد بلغ سور الصين العظيم ولم تعد تخفى على أحد يخصص من وقته دقائق معدودة لمشاهدة التلفاز على مدار الساعة ، طوفان دموع بريئة يمتد كسرب حمام من بغداد الى الصين.واضيف ، ترى هل سيحول انسحابك من برنامج الأطفال من دون انهمار دموع العراقيين منهم والسوريين واليمانيين والليبيين والصوماليين والفلسطينيين داخل بلادهم وخارجها ؟ هل سيريح اعصابك ويزيل قلقك عدم رؤية مثيل لها هنا وهناك ما دمت بعيدا عن كرسي التحكيم ؟ اذا كانت الدموع التي تؤلمك وتغضبك وتقلقك داخل الأستوديو هي لأطفال خسروا المركز الأول في مسابقة وهم مع ذوييهم على علم مسبق بشروطها وضوابطها تحدد الفائز بشخص واحد فقط مع انتفاء وجود ضير يذكر في خروجهم منها او بقائهم فيها حيث نالتهم اضواء الشهرة وهم بعمر الزهور ، فهناك الاف الأطفال يموتون ويبكون من دون ان يعلم بهم احد ….!!صديقي الساهر …ان كنت قلقا ومتألما لأجل اطفال خسروا في مسابقة غنائية هي بمثابة تقليد – كوبي بيست – لبرنامج امريكي يحمل العنوان ذاته، فمحبوك قلقون الى حد الوجع لأطفال خسروا حياتهم بلغم ارضي او برميل جوي او صاروخ بحري ..خسروا آباءهم قتلا او اعتقالا او اختطافا او اغتيالا او فقدانا او تشريدا ، خسروا أمهاتهم جوعا و حسرة وحزنا وحرمانا ، خسروا صحتهم بفقر دم وسوء تغذية وثلاسيميا ولوكيميا وإسهال شديد وإعياء اشد ، خسروا مدارسهم ، خسروا مستقبلهم وتوجهوا الى سوق عمالة الأطفال وما ادراك ما سوق عمالة الأطفال لإعالة اسرهم المعدمة الى حد الكفاف ، خسروا كرامتهم بتسول وكدية ونشل وادمان تديره عصابات منظمة ولا أمان ، خسروا كلاهم وقزحياتهم وربما عذريتهم ايضا باغتصاب واختطاف ومن كلا الجنسين ، خسروا اصدقاءهم اما بهجرة او نزوح او تهجير او لجوء او سفر او رحيل أبدي ، خسروا مساجدهم ومزارعهم ومنازلهم ، خسروا أعمامهم واخوالهم واشقاءهم ..خسروا اوطانهم ، خسروا طعامهم وشرابهم وباتوا يلوكون الصخر خبزا ، لا تحزن ولاتقلق لأطفال خسروا في مسابقة ،كونك سفيرا اقليميا لليونيسيف لشمال افريقيا وآسيا ، بقدر حزنك وقلقك على اطفال باتوا يهرولون خلف خبز لاوجود له في بيوتهم المستأجرة أو خيامهم أو أكواخهم أو عشوائياتهم وخلف طعام لاوجود له في قدورهم المسعرة ، ماراثون خلف الحياة بدافع الجوع وخشية الهلاك بعدما أضناهم الجوع وأخذ منهم كل مأخذ بعد طول العز في جري محموم فيما بينهم ضمن مسابقة ببرنامج The cries of KIDS ليس له نظير امريكي لأنه برنامج عربي وعراقي بإمتياز وبنسبة 100% .بناء على ذلك فنحن لا نريد قلقا ولا دموعا منهمرة بخشوع ، بل طعاما نحارب به الجوووع وزيارات متكررة كما صنعت ” جولي ” تحت زخات المطر – والله اعلم نيتها الحقيقية ان كانت انسانية أم هوليوودية – كما صنع بابا الفاتيكان حين قبل أقدام 12 لاجئا بينهم ثلاثة مسلمين قبيل عيد الفصح بما يعرف بـ” خميس العهد” ، الى مخيمات النازحين ومعسكرات اللاجئين لتفقد الأطفال وتسليط الأضواء على مأساتهم والتعريف بمعاناتهم ، واصرخ يااااا ضمير ، اصرخ بوجه الي يظلم يا ضمير ، يا اااااا ضميييييير . اودعناكم اغاتي