23 ديسمبر، 2024 4:02 ص

رسالة الى الدكتور حميد عبدالله / كتاب من سكرتير الرئيس يأمر الاستخبارات بضرب مقرات الاحزاب بالسلاح الكيماوي

رسالة الى الدكتور حميد عبدالله / كتاب من سكرتير الرئيس يأمر الاستخبارات بضرب مقرات الاحزاب بالسلاح الكيماوي

بسم الله الرحمن الرحيم
( ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
صدق الله العظيم

الدكتور حميد عبدالله المحترم
تحية طيبة
لا اخفيك بأني اختلف معكم في بعض الامور التي يطرحها برنامجكم لكني لا اخذها بحمل القصد منكم في اخفاء الحقائق ،بقدر افتقار المنابع الاصيلة التي واكبت الاحداث ومسبباتها عن قرب بسبب القتل او تغييب السجون او الهجرة خارج العراق
ان حديثكم الاخير عن كتاب سكرتير رئيس الجمهورية لمديرية الاستخبارات العسكرية العامة واجابة المديرية على طلب الرئاسة وجدت من واجبي التأريخي والاخلاقي توضيح حقائق سياقات عمل مديرية الاستخبارات العسكرية العامة وشرح مضمون الكتابين المعروضة في بنامجكم خدمة للحقيقة وجيش العراق.

كما تعلمون ان حرب الثمان كانت طويلة ومنهكة للجانبين، واستخدم العراق وايران السلاح الكمياوي بنطاق محدود اثناء الحرب، فالامواج البشرية الايرانية لم تكن لتتوقف لولا استخدام هذا النوع من السلاح ، واستخدم العتاد الخاص كان ضد القوات الايرانية ومقرات عملائها الذين يعملون معها جنبا الى جنب ، لم تكن موجهه ضد الشعب الكوردي مطلقا والحديث يطول عن تلك الايام وبأمكانك العودة الى شرح قادة الجيش لوثائق المديرية في محكمة الانفال ومنها تلك الوثيقتين انفة الذكر لتتوضح امامك وامام متابعيك الصورة الكاملة عن الحقيقة .
اما فيما يتعلق بسياق عمل مديرية الاستخبارات العسكرية فيتلخص كالاتي:
لمدير الاستخبارات العسكرية العامة خمسة معاونين كل ضمن اختصاصة ترتبط بهم شعب واقسام المديرية
ومن بين هذه المعاونيات الخمسة ( معاونية ايران والشمال ) المعاونية الخامسة التي تتعلق الوثيقتين المعروضة بواجباتها .
ترتبط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة بمرجعها رئاسة اركان الجيش و وزارة الدفاع ، وارتبطت لمقتضيات الحرب برئيس الجمهورية من خلال سكرتيره الشخصي الذي ينقل اوامر القائد العام للاجهزة الخاصة
عند ورود كتاب من المراجع العليا سري وشخصي وعلى الفور ( رئاسة الجمهورية / وزارة الدفاع / رئاسة الاركان ) يصل الى مكتب المدير العام بعد تقديمه بمذكره خاصة من قبل المعاون المختص او من ينوب عنه من ضباط معاونيته في حال غيابه لساعات ، يقرر مدير الاستخبارات احالة الكتاب الى المعاونية المختصة ويجري تدقيق المعلومات الواردة فيه وكتابة مذكرة من المختصين ( المعاون ، مدير الشعبة ، ضابط القسم ) ومن ثم تعرض على المدير العام ، ولكونهم مختصين بالعمل يقوم المدير العام برفع المذكرة بكتاب رسمي بناء على مذكرة المختصين يوقع عليه المدير العام شخصيا ، ليرفع الى المراجع ، فلا يجوز في سياقات عمل المديرية والدولة كما هو معروف ان يرفع الكتاب بتوقيع ضابط ادنى من المدير العام الى مراجع عليا يرتبط بها ، وانما يستطيع المعاون ، مدير الشعبة ،ضابط القسم ان يرسل كتب ويخاطب جهات هم اقرانه رتبة ومنصبا .
وذات السياق يتبع في رفع المعلومات التي تحصل عليها المديرية من مصادرها وملحقياتها العسكرية واجهزة التنصت الى رئاسة الجمهورية والمراجع العليا حيث تبدأ بضابط القسم ، مدير الشعبة ، المعاون المختص ، وتنتهي بمصادقة المدير العام، ولم يحصل مطلقا ان اعاد المدير العام اي كتاب ( معلومات استخبارات ) الى المختصين او حتى عدل عليه ، كونهم هم اصحاب الاختصاص ويمتلكون قاعدة البيانات والمعلومات التي من خلالها تخاطب المديرية مراجعها ، لكن لا يرفع اي كتاب الى المراجع الا بتوقيعه، ويتحمل المدير العام مسؤولية الخطأ والاخفاق امام القيادة وحده ، كونه المسؤول الاعلى.

ما حصل في الكتاب الذي عرض في برنامجكم هو السياق الطبيعي لعمل المديرية حيث
وصل كتاب الرئاسة بتوقيع سكرتير الرئيس الى مديرية الاستخبارات العسكرية العامة ، وهمش عليه المدير. العام حسب السياق ( يطلب حضور اللجنة لتنفيذ التوجيه الخاص باستخدام العتاد الخاص على مناطق العملاء ) وهذه اللجنة مشكلة من قبل الرئاسة في كتاب سابق وهي من اجرت دراسة بأمر الرئاسة في وثائق اخرى عرضت في المحكمة ، تضم ضباط من رئاسة الاركان /دائرة العمليات ومختصين من التصنيع العسكري ومن الاستخبارات العسكرية العميد الركن وفيق عبجل السامرائي كونه المعاون المختص ( معاون مدير الاستخبارات لشؤون ايران والشمال )
وكما نلاحظ في الوثيقة الاولى ان هامش المدير العام كان بناءا على مذكرة المختصين في معاونية ايران ( العقيد احمد الذي ينوب عن وفيق السامرائي احيانا ) وذكر في متنها ابلاغ عقيد وليد ( مدير شعبة الشمال المرتبطة بالمعاونية الخامسة )
وبعد اجتماع اللجنة ، انتخبت الاهداف ورفعت بمذكرة داخليه ( مفقودة في عرض الكتب ) الى المدير العام بتوقيع وفيق السامرائي المعاون المختص (وهذه المذكرة ان وجدت توضح سياق عمل المديرية لكنها للاسف مفقودة ) وبعد ان حصلت موافقه المدير العام على رفعها اعد الكتاب الثاني الذي عرضتموه ووقع عليه المدير العام ورفع الى المراجع رئاسة الجمهورية
الوثيقة الثانية وهامش المدير العام تفسر نفسها بنفسها خصوصا للمختصين في الجيش حيث ليس هناك صنف كيمياوي في الاستخبارات العسكرية ما ذكر فيها ( باستثناء تحديد مواقع العملاء ) ليس من واجبات الاستخبارات العسكرية ك ( الكميات المتوفرة من العتاد الخاص وتأثيره على القطعات العسكرية وطريقة وامكانية التنفيذ بل من اختصاص دوائر اخرى مشكلة في لجنة من قبل الرئاسة كما قلنا انفا .
هذا هو سياق عمل المديرية ، ويعرفه كل ضباطها وجميع العاملين في اركان القوات المسلحة ، فما كتبه وفيق للمحكمة في اجابته للمدعي العام ، و كما قلت جنابك ، هو للايقاع بالمدير العام والذهاب به الى حبل المشنقة لا اكثر كما هو ديدنه مع كل المدراء عندما كان جاسوسا لحساب حسين كامل في المديرية .
اما استعداد الضباط للشهادة على الفريق صابر الدوري كما كتب وفيق ، فهولاء الضباط كانوا في ذلك الوقت ٢٠٠٥ يعملون في مكتب جلال الطلباني مع وفيق السامرائي ! وجميعهم سابقا يعملون في معاونية ايران والشمال .
ودوما ما كان يقول الفريق صابر الدوري في المحكمة ( ان هذه الوثائق مجزءة وغير كاملة) والسبب ان وفيق قبل طرده من الاستخبارات في ايار من ١٩٩١ ،سرق بعض من هذه الوثائق وسلمها مجزءة الى الاحزاب الكردية والامريكان ورفع اسمه وهوامشه منها
فأن لم يكن لمعاون شؤون ايران والشمال اي هامش او حتى ( تذييل) على مخاطبات معاونية ايران فماذا كان دوره اذن كمعاون ؟

ختاما ان الجميع يعرف ، كل مذكرة تصدر من معاونية ايران والشمال يكتبها وفيق بخط بيده ويذيلها بكلمة ( وفيق ) كسياق متبع ، كونه المعاون المختص و قاعدة المعلومات والاهداف والخرائط ومقاطعتها من واجبات واختصاص معاونيته ( معاونية ايران والشمال )
ولا يمكن ان يصدر اي كتاب الى الرئاسة من مكتب المدير العام مباشرة كما قلتم( على عجل من مكتبه ! ) من غير مذكرة من الاختصاصيين فهذه معلومات دقيقه تطلبها الرئاسة والاركان العامة وفي ذروة الحرب ولا مجال للاجتهاد والتسرع والخطأ فالخطأ نتيجته رقبة المدير العام حسب القانون العسكري ، فالاستخبارات العسكرية بشهادة الجميع كان محط فخر القوات المسلحة بدقة معلوماتها عن العدو وكان لها الفخر بتتويج النصر بمعرفة نوايا العدو قبل وقوعها ومباغتة العدو في اكثر من قاطع عملياتي انهت اسطورة الجيش الايراني في زمن الفريق الركن صابر عبد العزيز الدوري فك الله اسره وضباطه الشجعان الاوفياء
واكرر ان بامكان جنابك ومتابعيك العودة لجلسات مناقشة الوثائق في محكمة الانفال لتتضح امامكم الصورة