23 ديسمبر، 2024 5:33 ص

رسالة الى الدكتورة علوش بغداد تبكي 

رسالة الى الدكتورة علوش بغداد تبكي 

عندما اتجول في شوارع بغداد واسير بين احياءها وازقتها  اسمع انين اماً فقدت فلذت كبدها ارى دموع اباً عق في رعايته ابناءه نكروا خيراته دارو ظهورهم له ….. هل انا في حلم ام كابوس اهذه هي عروس الشرق اهذه من تمنى الشيخ زايد رحمه الله ان تشبه بها الامارات رغم كل الحروب الهوجاء ورغم كل ما تحملته من اطنان القنابل طيلة اكثر من ثلاثين سنة لم تلبس بغداد ثوب سوادها كما لبسته اليوم كل شيء في بغداد حزين الشارع مثقل بأطنان المهملات بلا لون وهو من كان يتشح بالزراق لوناً من شدة بريقه …….الجدران متسخة بصور النكرات والدعايات بلا رقيب ولا حسيب ….. 
الطرق بلا انظمة او خطوط تائهة بأمزجة سالكيها …. اشارات المرور عمياء تريد من يعينها لترى بعدما كانت حكم الناس بالعدل فتاهت بوصلة عدلها …..كل شي اليوم في بغداد يبكي طرق بلا دليل وجدران كونكريتية ضيعت معالم المدينة …. انارة عمياء بلا نور واعمدة صدأة بلا طعم لو لون …..أيعقل ونحن في القرن الواحد وعشرين والصحراء تغلب على المساحات الخضراء لتملأ الجو اتربة والبيوت والطرق اوساخ وان وجدت الخضرة فتركت مهملة بلا ادامة …. في باريس رأيت بأم عيني كيف يعتنون بالاشجار وكيف يشكلون هندستها من اسبوع لاخر ترى قصات واشكال هندسية تختلف عن الاسبوع الذي قبله لترى الشوارع في كل يوم كأمرأة بحلة جديدة جميلة وترى في بغداد الرشيد قبلة العالم انذاك تعجز امانة بغداد عن توفير يد عاملة ترتب الاشجار وان عملت تترك ما فعلته مهملاً على جوانب الطرق …..أيعقل طيلة الثلاثة عشر سنة ولم تخلق ساحة جديدة او شجرة مفيدة …..
 في كل دول العالم لكل مشروع ايجابياته وسلبياته الا في بغداد أيعقل بين مول ومول يبنى اخر والادهى من ذلك ان ساحات وقوف السيارات في كل دول العالم اجورها رمزية حتى كردستان العراق التي لا تبعد كثيراً الا في بغداد اجور الكراجات من ثلاثة الى خمسة الاف والادهى من ذلك ان البيوت هدمت وتحولت الى كراجات تحت رحمة اصحابها وبداخل الازقة والاحياء ودون رقيب وبالمقابل امانة بغداد تحاسب على الدعايات بالرسوم الفلكية وتحاسب على تبليط الطرق والطرق مكسرة مليئة بالحفر والمطبات ……
بلديات لا هم لها الى جني الرسوم والاموال دون فائدة او مردود على ارض الواقع ….. اسبشرت خيراً حين نصبت السيدة علوش امينة لبغداد لخلفيتها وشهادتها وزاد تفائولي انها امرأة والمعروف عن المرأة نظامها ودقتها نعم اليوم امانة بغداد ليست اسوء من الامانة في زمن عبعوب لكن بالمقابل هي ليست احسن حالاً فما زلنا نغرق في اول حبتين من المطر ونحمد الله ان سمائنا رحيمة بشحة امطارها وقد تكون هذه الشحة بفضل دعاء الدكتورة علوش في صلاتها حتى لا تظهر عورة الفشل …. نحن لا نطلب المستحيل فقط اعيدوا لنا بغداد في سبعينيات القرن الماضي اعجزتم عن هندسة الاشجار وتنظيم الطرق وانارت الاشارات المرورية افتونا يرحمكم الله