17 نوفمبر، 2024 1:54 ص
Search
Close this search box.

رسالة الى الحزب الشيوعي العراقي ـ حميد مجيد موسى , مفيد الجزائري , رائد فهمي

رسالة الى الحزب الشيوعي العراقي ـ حميد مجيد موسى , مفيد الجزائري , رائد فهمي

بداية اود ان اوضح باني لست شيوعيا ولم انتمي لاي حزب سياسي او ديني , انما ان لي علاقة احترام مع كل السياسيين لاني اؤمن بالراي والراي الاخر , ان طروحاتي هي المراقبة للاحداث وتحليلها واعطاء الراي فيها , لذلك عند مخاطبتي في كتاباتي الاخيرة في موقع كتابات للمجلس الاعلى وللدعوة كان من خلال الوقائع والحقائق وقد يكون بعضها شديدة او قاسية الا انها لاتجانب الواقع ابدا , حيث التقيت ببعض الشخصيات المهمة المحسوبة عليهما وكانوا متفقين كل الاتفاق مع الطرح واعتبروها مطبات في مسيرة الدعوة او المجلس , وهنا اود ان اخاطب حزب يعتبر من اعرق الاحزاب العراقية واكثرها نضالا من حيث المبادئ التي يؤمن بها وقدم قوافل الشهداء منذ الاربعينات وحتى اليوم وهو الحزب الشيوعي العراقي الذي تاسس في العام 1934.

لا اريد هنا ان استعرض المطبات التي رافقت مسيرة الحزب الشيوعي العراقي وماذا تحدثت مع اقطاب الحزب في حينه مثل المرحوم عامر عبد الله او الاستاذ الدكتور كاظم حبيب او الاخ الصديق الدكتور عبد العزيز وطبان وغيرهم فذاك ليس موضوع بحثنا , وان كنت اود الاشارة الى ان الحاليين من الشيوعيين العراقيين لايختلفون عن الماضين من حيث الوحدة في المبدأ و الوحدة في التصرف الا بعض الاستثناءات الا ان القاعدة هي ان الحزب الشيوعي العراقي بدا واستمر بشخوص تحتفظ بنضال الشخوص الذين سبقوهم وهكذا , فمثلا لم نجد في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي سوى القليل ممن باعوا المبدا بالمنصب او استغلوا مناصبهم واثروا من خلاله , ففي التاريخ القريب جدا اعتلى مفيد الجزائري ورائد فهمي منصبين وزاريين مهمين الاول وزارة الثقافة والثاني وزارة العلوم والتكنولوجيا ولم يذكر اعداءهم قبل اصدقائهم اي خروقات ادارية او مالية في عهدهما وحتى يومنا هذا يذكرهم الشعب بانهم من انظف وانزه الوزراء الذين حلوا في وقت انتشر الفساد باعلى صوره بين الوزراء والبرلمانيين حتى اصبحت الرشوة والاختلاس وسرقة المال العام عرفا في عراق اليوم . وكذلك الامين العام للحزب حميد مجيد موسى الذي كان عضوا في البرلمان العراقي في الدورة السابقة اصبح حديث الناس في حضوره الدائم لجلسات البرلمان وفي الموعد الرسمي دون تاخير حيث ان الجلسات الفعلية كانت تبدا بعد ساعة من الموعد المحدد حتى ان احدا ساله لماذا يحضر في الساعة العاشرة صباحا والجلسة فعليا تبدا في الساعة الحادية عشرة فكان جوابه انه وقت الشعب وانا احترم الموعد الرسمي . هؤلاء هم رجال الحزب الشيوعي اليوم فكيف كان مناضليهم بالامس ؟ توارثوا الالتزام والانضباط والامانة وعدم المساس بالمال العام .

السؤال المهم هنا لماذا لم يحصلوا على اصوات تؤهلهم لصعود البرلمان واستلام وزارات مهمة ؟ اليس الناس تبحث عن الاكفاء والنزيهين وخدمة الشعب ؟ الم تحث المرجعية على انتخاب الاصلح والاكفاء ؟ هل هناك منافس لحميد مجيد موسى ومفيد الجزائري ورائد فهمي من حيث الكفاءة والنزاهة وخدمة الناس والعلمية والثقافة والتواضع والترفع عن هدر المال العام ؟ اقولها بصوت واضح لم يجرؤ احدا من الاسلاميين والقوميين والعروبيين ان يقارنوا بين انفسهم وبين هؤلاء النماذج الثلاثة .

الجواب موجه الى الحزب الشيوعي العراقي , لقد طرحت ما طرحت اعلاه وانا لست شيوعيا بل لربما من حيث المعتقد اقف على طرف نقيض من عقيدة الحزب الشيوعي ولكني اقف اجلالا واكبارا لممارساتكم العملية حتى اصبحتم نموذجا يتمنى الناس ان يحذو حذوكم دعاة الدين والمتاجرين به ومن الذين شرعوا الفساد وانغمسوا في المال الحرام . نحن نريد ان تكونوا واقعيين , فظروف الماضي تغيرت ونحن نعيش في ظروف مغايرة تماما , فالاخوان المسلمين الذين يمتد تاريخهم الى ثمانين سنة استبدلوا اسمهم الى حزب العدالة والتنمية في تركيا والى الحزب الاسلامي في العراق واصبح لهم مقاعد في البرلمان ووزراء في الحكومة , ولو دخلوا الى الانتخابات باسمهم الاول لما حصلوا على مقعد واحد في البرلمان . ان الحزب الشيوعي وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فقد بريقه واصبح الناس يرون هذا الحزب قد اصبح من تراث الماضي لذلك فمعظم الدول احتفظ الحزب بمبادئه الا انه استبدل اسمه باسماء اخرى .

الحزب الشيوعي العراقي وفي احدى مؤتمراته الاخيرة ناقش موضوع تغيير الاسم الا ان التصويت كان لصالح ابقاء الاسم لانه يعكس التاريخ النضالي للحزب ,وقد صرحت لاحد الاخوان القياديين في الحزب بان القرار كان غير سليم وسوف لن ينال الحزب مقعدا واحدا في البرلمان على الرغم من معرفة الناس بنزاهة مرشحيه وكفاءتهم , وهذا ما حصل فعلا . ان الحزب الشيوعي العراقي تعرض منذ العام 1963 الى تشويه منهجي ومنظم وكانت كل الاحزاب وان اختلفت فيما بينها الا انها كانت متفقة على ازالة الحزب من الساحة العراقية , اضافة الى الفتوى التي تعرض لها الحزب الشيوعي العراقي في العام 1959 باعتبار الشيوعية كفر والحاد , فتفرق الناس عن الحزب واصبح الفرد العراقي وهو المعروف بتمسكه براي المرجعية حتى اليوم يجتاز برامج الحزب الشيوعي عند الاطلاع على برامج الاحزاب والكتل الاخرى لانه لايريد ان يقع في الحرام على الرغم من علمه بان رجالاته هم الذين يخدمون الناس لو سنحت الفرصة لهم لحكم البلاد .واقولها صراحة حتى كاتب هذه الاسطر يود انتخاب مرشحي الحزب الا انه لايريد ان يشذ عن راي المرجعية . على علمي شخصيا بانهم سيحمون الطقوس الدينية ولن يقفوا بوجهها كما وقف بوجهها العروبيون المسلمون لاربعين سنة . هذه حقيقة واقعة وليس هناك من حل امام الحزب الشيوعي العراقي الا ان يختار اسما جديدا و يستبدل اسمه باسم يناسب المرحلة ويخرج بذلك من اطار التحريم وينزل الى الشارع ببرامجه المعروفة التي تخدم الشعب والطبقات الكادحة وسترون كيف ان الناس ستزحف نحوكم لانها متعطشة للنزاهة والعدالة وهذا مافتقده الناس من يوم سقوط النظام السابق واصبح رهينة بيد سراق الشعب والفاسدين الذين يدعون الدين ويتبجحون به . وارجو ان ياخذ الحزب الشيوعي العراقي هذا المقترح ماخذ الجد ويدرسه دراسة واقعية , وعسى ان يشترك المثقفون باقلامهم ويبدون رايهم ايضا لاننا امام نقلة نوعية في اخطر مرحلة من مراحل اعرق حزب في تاريخ العراق .

أحدث المقالات