10 أبريل، 2024 12:54 م
Search
Close this search box.

رسالة الى الاخ (قاسم سليماني)

Facebook
Twitter
LinkedIn

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس بوسع أي منصف يحترم مسيرة التأريخ ان ينكر مواقف الجمهورية الاسلامية المناهظة للمشروع (الصهيو – امريكي) ، عبر حراكها الدبلوماسي ، او عبر تدخلها المباشر في المنطقة ، سواء في سوريا او لبنان او العراق ، او بتدخلها الداعم في فلسطين ، او البحرين او قطيف الجزيرة التي يحكمها (الكيان السعودي) ، أو دعمها لبقية المؤسسات وحركات التحرر في الوطن العربي والعالم .
وليس بوسع المنصف ان ينكر بأن الجمهورية الاسلامية تشكل العمق الاستراتيجي لشيعة العراق ، وكونها من الدول التي استطاعت ان تحتفر وجودها احتفاراً ، على الصعيدين السياسي والاقتصادي ، او على صعيد المنجز الصناعي والتقني والزراعي ومواكبة حركة التطور في العالم .
كل هذا لا يحتاج الى مفرط من الذكاء لمعرفته ، ولا تستطيع غرابيل الحقد غير المبرر اخفاءه .
ولكن بنفس الوقت ، لا يمكن اغفال ما لدماء الشهداء في العراق وسوريا ولبنان من فضل واضح على مسيرة التقدم في الجمهورية الاسلامية ، بما شكلت من موانع امام قوى الشر المتمثلة بـ (الثالوثالمشؤوم) وذيوله في جامعة الدول (العبــرية) ، في ان تستهدف الداخل الايراني ، مبقية على الصراع خارج الحدود الايرانية ، ومؤجلة مشروع الانقضاض على الوجود الايراني .
وبالتالي ، فكل قطرة دم سالت في العراق وسوريا ولبنان ، كانت سبباً في رص لبنة من لبنات البنى التحتية في الجمهورية الاسلامية ، وكانت تمثل اضافة لسلم الارتقاء والتطور في ايران الاسلامية ، على الصعيدين (الأمني) والاقتصادي ، بأقل تقدير .
ان انتصارات ابنائنا وفتيتنا العراقيين الابطال من ليوث القوات المسلحة وفصائل المقاومة والحشد الشعبي وسرايا السلام في الحرب ضد داعش ، وخصوصاً في الفلوجة ، هو حصيلة الجهد العسكري العراقي ، والروح العراقية الوثابة ، ممزوجاً بنكهة التعاون بين العراق وايران ، على صعيد الخبرات والتقنيات والالة الحربية .
وبقليل من الانصاف ، نجد ان ايران تمثل الرابح الاكبر من انتصارات العراقيين ، بما يعود عليها من ريع ارباح (بيع السلاح) للجهد التعبوي العسكري العراقي ، وباسعار ربما تكون اعلى من بورصة السوق العالمية ، وبما تضمنه هذه الانتصارات من كبح لجماح طوفان الارهاب ، ومنعه او مشاغلته عن الوصول الى قلب ايران .
ولذا ، فان المحاولات (الاعلامية) لتجيير انتصارات الجهد العراقي لمصلحة الجهد الايراني ، يعتبر خللاً موضوعياً ، من الممكن ان تترتب عليه آثار محلية واقليمية ضد الجهد العراقي ، سواء كان هذا التجيير الاعلامي آت بسبب (تحريك) ايراني مقصود ، او (تحرك) عاطفي عراقي غير مقصود .
ان تجيير الانتصارات العراقية لصالح الجهد الايراني (اعلامياً) ، من الممكن ان يضع (شيعة) العراق بازاء مسؤولية مضافة امام الشارع العربي السني ، ومن المتوقع ان يضعهم في خانة (الاقلية في الوطن العربي والاسلامي) ، بدلاً من اعتبارهم (الاكثرية في العراق) .
نحتاج في المرحلة الانية الحالية الى رسائل مطمئنة للشعب العراقي ، توحي له بأن الضربات ضد الارهاب في العراق ، هي ضربات (عراقية) ضد الغزاة (الدواعش) ، وليست ضربات استعراضية او استباقية (ايرانية) ضد (التهديد) السني لايران .
ان الآلة الاعلامية التي يوظفها (الكيان السعودي) ودول الخليج ، وحاضنات التفريخ التكفيري ، استطاعت (وما زالت) ان توحي للوعي الجمعي العربي والاسلامي ، بان ما يدور في العراق انما هو حرب (شيعية – سنية) بنكهة ايرانية ، معتمدة على الحقد المكتنز في الصدور (المريضة – الغبية) ، ومتكئة على الظهور (الاعلامي) غير المبرر للشخصيات السياسية والعسكرية الايرانية في ساحة الصراع العراقي ضد داعش 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب