السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس بوسع أي منصف يحترم مسيرة التأريخ ان ينكر مواقف الجمهورية الاسلامية المناهظة للمشروع (الصهيو – امريكي) ، عبر حراكها الدبلوماسي ، او عبر تدخلها المباشر في المنطقة ، سواء في سوريا او لبنان او العراق ، او بتدخلها الداعم في فلسطين ، او البحرين او قطيف الجزيرة التي يحكمها (الكيان السعودي) ، أو دعمها لبقية المؤسسات وحركات التحرر في الوطن العربي والعالم .
وليس بوسع المنصف ان ينكر بأن الجمهورية الاسلامية تشكل العمق الاستراتيجي لشيعة العراق ، وكونها من الدول التي استطاعت ان تحتفر وجودها احتفاراً ، على الصعيدين السياسي والاقتصادي ، او على صعيد المنجز الصناعي والتقني والزراعي ومواكبة حركة التطور في العالم .
كل هذا لا يحتاج الى مفرط من الذكاء لمعرفته ، ولا تستطيع غرابيل الحقد غير المبرر اخفاءه .
ولكن بنفس الوقت ، لا يمكن اغفال ما لدماء الشهداء في العراق وسوريا ولبنان من فضل واضح على مسيرة التقدم في الجمهورية الاسلامية ، بما شكلت من موانع امام قوى الشر المتمثلة بـ (الثالوثالمشؤوم) وذيوله في جامعة الدول (العبــرية) ، في ان تستهدف الداخل الايراني ، مبقية على الصراع خارج الحدود الايرانية ، ومؤجلة مشروع الانقضاض على الوجود الايراني .
وبالتالي ، فكل قطرة دم سالت في العراق وسوريا ولبنان ، كانت سبباً في رص لبنة من لبنات البنى التحتية في الجمهورية الاسلامية ، وكانت تمثل اضافة لسلم الارتقاء والتطور في ايران الاسلامية ، على الصعيدين (الأمني) والاقتصادي ، بأقل تقدير .
ان انتصارات ابنائنا وفتيتنا العراقيين الابطال من ليوث القوات المسلحة وفصائل المقاومة والحشد الشعبي وسرايا السلام في الحرب ضد داعش ، وخصوصاً في الفلوجة ، هو حصيلة الجهد العسكري العراقي ، والروح العراقية الوثابة ، ممزوجاً بنكهة التعاون بين العراق وايران ، على صعيد الخبرات والتقنيات والالة الحربية .
وبقليل من الانصاف ، نجد ان ايران تمثل الرابح الاكبر من انتصارات العراقيين ، بما يعود عليها من ريع ارباح (بيع السلاح) للجهد التعبوي العسكري العراقي ، وباسعار ربما تكون اعلى من بورصة السوق العالمية ، وبما تضمنه هذه الانتصارات من كبح لجماح طوفان الارهاب ، ومنعه او مشاغلته عن الوصول الى قلب ايران .
ولذا ، فان المحاولات (الاعلامية) لتجيير انتصارات الجهد العراقي لمصلحة الجهد الايراني ، يعتبر خللاً موضوعياً ، من الممكن ان تترتب عليه آثار محلية واقليمية ضد الجهد العراقي ، سواء كان هذا التجيير الاعلامي آت بسبب (تحريك) ايراني مقصود ، او (تحرك) عاطفي عراقي غير مقصود .
ان تجيير الانتصارات العراقية لصالح الجهد الايراني (اعلامياً) ، من الممكن ان يضع (شيعة) العراق بازاء مسؤولية مضافة امام الشارع العربي السني ، ومن المتوقع ان يضعهم في خانة (الاقلية في الوطن العربي والاسلامي) ، بدلاً من اعتبارهم (الاكثرية في العراق) .
نحتاج في المرحلة الانية الحالية الى رسائل مطمئنة للشعب العراقي ، توحي له بأن الضربات ضد الارهاب في العراق ، هي ضربات (عراقية) ضد الغزاة (الدواعش) ، وليست ضربات استعراضية او استباقية (ايرانية) ضد (التهديد) السني لايران .
ان الآلة الاعلامية التي يوظفها (الكيان السعودي) ودول الخليج ، وحاضنات التفريخ التكفيري ، استطاعت (وما زالت) ان توحي للوعي الجمعي العربي والاسلامي ، بان ما يدور في العراق انما هو حرب (شيعية – سنية) بنكهة ايرانية ، معتمدة على الحقد المكتنز في الصدور (المريضة – الغبية) ، ومتكئة على الظهور (الاعلامي) غير المبرر للشخصيات السياسية والعسكرية الايرانية في ساحة الصراع العراقي ضد داعش