رايته متجهما وليس عهدي به كذلك ,لم ابادره السؤال وحسبت ان الامر سينتهي بعد لحظات او دقائق او اكثر من ذلك ,ربما استمر الحال الى ساعة من الزمن ,لكن الامر يبدو مختلفا هذه المرة اذ بقي التجهم واضحا لم تزلزله الكلمات الطيبة التي القيها على مسمعه بين فترة وأخرى و طال به التجهم وربما سيطول الى امد بعيد تحيرت في ذلك الامر واثار في نفسي القلق حول حجم المعاناة التي توجه صديقي والفضول لمعرفة سبب تلك المعاناة وهدفي من تلك المعرفة هو تقديم ما يمكنني تقديمه من مساعدة ليزول عنه ذلك الهم والكدر ويعود باسما غير متجهم لذا لم اجد بد من ان ابادره السؤال:
رفع اليَّ وجهه وبدى مترددا في جواب سؤالي للحظات لكنه في نهاية الامر تمتم قائلا:
وصمت ولم يزد على هذه العبارة .
ان هذه العبارة لا تحمل جوابا ولا تفسر امرا لذا تركت مقعدي وخطوت نحوه وامسكت بيده وهتفت قائلا:
ابتسم لي وشد على يدي كأن تلك اشارة على تأكيد اخوتنا وصداقتنا ثم قال:
ازداد قلقي عليه وفضولي في معرفة الامر هتفت :
بادر الى حافظته واخرج منها ورقة مطوية اشبه ما تكون برسالة ووضعها بيدي ثم قال:
في هذه الرسالة ستعرف سبب تجهمي وحزني .
تناولت منه الرسالة ورحت اقرأها وهذا نص الرسالة او الورقة المطوية كما قلت.
الى…
استمع الى الكلمات…
استمع عبر رسالة صوتية على الهاتف النقال …
اعرف المتحدث وهو بالطبع ليس غريبا عني بل هو يكاد يكون اقرب المقربين.
اردت ان ارد عليه مباشرة وبرسالة صوتية الا اني عدلت عن ذلك لأني وجدت كلماته مثيرة ويمكن ان اجعلها موضوعا ذا محاور عديدة وبأسلوب ادبي مميز .
ذلك هو ما ارتأيت لذا اكتب اول كلمة واجعلها عنوانا تلك هي …الى…
والى حرف جر كما هو معروف تجر الاسم الذي يليها وتكسره.
لم اطلق اسما معينا لأني اريد ان اجعل الرد جماعيا الى اكثر من واحد بل ربما الى اكثر من مجموعة.
الى…
المرسل اليه مجهول وغير معَّرف لكنه في ذهني معَّرف وهو كل من يرسل الكلمات جزافا ويفسر الافكار ظنا دون يقين ويزيد وينقص في العبارات فيشوه الصور الجميلة بضلال القبح ويغشيها بغلائل الشك وسوء النية.
قد يكون ذلك فرد او افراد وقد تكون مجموعة او مجاميع.
الى…
شكرا من الاعماق لكلماتك التي اوضحت لي حقيقة كانت غائبة عن ذهني تضمنها سؤالك الذي سئلت بخصوص مواضيع منشوراتي التي تقول عنها انها تعكس توجه ما …هو برأيك خلاف توجهي الذي انت تعتقد.
هنا اود ان اطرح عليك اسئلة عديدة وهي:
اولا-
هل عبارتك هي استفسار…؟
وهنا يحق لك ان تطالبني بإجابة محددة لتعرف جواب استفسارك وان كان برأي المتواضع انني غير ملزم بوجوب الاجابة فذلك شأني وهو يعنيني وحدي ,ولكن مع ذلك وإرضاء لفضولك فأنا أجيب في سطور لاحقة عن ذلك الاستفسار.
ثانيا –
هل عبارتك هي تعجب …؟
في هذه الحالة ارمي سهام كلماتي التي ستكون حادة عن قوس الصبر الذي اجدنفسي قد ضاقت به ذرعا اذ انني غير ملزم بتقبل افكار ترسمها عقول جاهلة ترصد كلماتي التي اقولها وتحرف مضمونها بحسب افكارها وتظهرها بصورة مشبوهةوكأنها تستعرض خفايا نفوس عاجزة عن فهم جواهر المعاني السامية التي تهدف اليها كلماتي في محاولة منها ان ينال القبح ذلك الجمال.
في الحقيقة انني ارثي لهم بؤس نفوسهم وضيق افق تفكيرهم فهم من حيث لايشعرون يظهرون لي حقيقة الجهل وضآلة التفكير.
الى…
اكتب كلماتي واعلنها صراحة وعلى الملا انني أؤمن اولا وقبل كل شيء بالله العلي العظيم خالق الاكوان وخالق الانسان وكل ما في هذا الكون من اصغر ذرة الى اعظم مجرة .
اؤمن بالله تعالى واحب الله تعالى وحبي لله يلزمني ان احب مخلوقاته ,انها آيات الله تعالى له المجد والقدس والكبرياء.
انا احب كل هذا الكون ولا اسمح لنفسي او فكري ان اكره او احقد او انمي حقدا دفينا يدفعني أن امد يد الشر الى اي كان …أجل ايا كان فهو انسان وكما قال الامام علي عليه السلام): ا ما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق)..
ذلك هو خلقي وتوجهي بعيدا عن فحيح افاعي الضغينة والبغضاء ذلك الخلق هوما اوصاني به الدين القويم وآيات القرآن الكريم واقوال النبي محمد الامين وأله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وهو الذي تدعو اليه الفطرة حب الانسان وحب الحياة .
انتهت الرسالة
حين اتممت قراءة تلك السطور هتفت قائلا:
بعد لحظات من الصمت هتفت قائلا:
نظر اليَّ نظرة طويلة وتناول ورقته المطويةكمن يحدث نفسه لكني لم اتلق منه كلمة تدل على قبول الرأي الذي قلت او رفض ذلك الرأي فقط طوى الورقة وضمها الى حافظة اوراقه ولم ينبس ببنت شفة.