تمر المرحلة السياسية في الوقت الحاضر, بتشنجات وتحديات صعبة, وصلت الى درجة التهديد والوعيد؛ لما بها من فقدانٍ, لمكاسب بعض الكتل والأحزاب, وصعود أخرى, وهي شبه مهمشة فيما مضى.
الانتخابات الأخيرة, جعلت هذه التيارات والكتل قوية بما يكفي, لتتحمل مسؤولية كبيرة, في تبني عملية التغيير, في الخارطة السياسية.
تلبية لمطالب الشعب, وتأييداً لرأي المرجعية الرشيدة, التي أرادت أن تنقذ البلاد من شبح التقسيم والتفكك, فلقد سعت هذه الكتل والأحزاب؛ الى تغيير الوجوه القديمة, التي لم تستطع أن تقدم شيئاً خلال مرحلتين سابقتين, عندما كانت مفاتيح الإصلاح السياسي بيدها, بل ترك البلد تائهاً يبحث عن نفسه, بين التسقيط والتنكيل بالأخر, والفساد والإفساد, والمناداة بالفدرالية, جاعلين العراق يعيش بين مطرقة الإرهاب, وسندان الحكومة الضعيفة.
رسالة واضحة كتبها المالكي, الى رئيس البرلمان سليم الجبوري, قبل زيارته له, مفادها, أننا نستطيع فعل أي شيء, متى نشاء, ففي عملية اختطاف العضاض سيناريو مكشوف, وأبعاده مبيتة, لتصل الى رئيس الكتلة, التي ينتمي لها العضاض, وهو رئيس البرلمان, وهذه واحدة من المحاولات اليائسة, والقادم ربما لا يبشر بالخير, لأن السيد رئيس الوزراء لن يتنازل, او يسلم الكرسي الذي جلس عليه بسهولة.
اتفقت غالبية الكتل والأحزاب, على أن التجديد للولاية الثالثة, سيكون المسمار الأخير في نعش العملية السياسية في البلاد؛ بسبب تخبط المالكي, وعدم إيفائه بالوعود, وتفرده بالرأي, مما جعل العراق على حافة التقسيم الطائفي, ولكن الطامة الكبرى, أنه ينتمي للبيت الشيعي الرافض لتصرفاته, وطريقة قيادته للبلاد, حين جعل منه رئيساً للوزراء, بعد أن كان يحلم, ليكون رئيساً للبلدية!.
رئيس الجمهورية فؤاد معصوم, تعهد أمام الكتل الكردية, الى عدم التجديد للمالكي, وكذلك سليم الجبوري, تعهد لجميع ممثلي الأخوة السُّنة, وعلى رأسهم متحدون, بعدم التجديد, أيضاً.
الولاية الثالثة, ولدّت انشقاقاً قوياً, بين هادي العامري, وحسين الشهرستاني, من جهة, والمالكي من جهة أخرى, هنا يتبين أن رئيس الوزراء, وأعضاء حزبه بدت تصرفاتهم هستيرية, غير مدركين, لحجم البلاء الذي أصاب البلد؛ بسبب الولايتين السابقتين, واللتين كانتا وباءً على العراق, وشعبه.
أخيراً, سُئل مجنون, أتحب أن تصلب من أجل قبيلتك؟, فقال: لا, ولكن يسرني أن تصلب قبيلتي, من أجل أحلامي!.