هذا السؤال طالما راودني وانا اتابع القرارات التي ما زال الاتحاد الدولي لكرة القدم متمسكا بها ويرى انها ملائمة للوضع العراقي فيحرم عليه اللعب على ارضه واستقبال الفرق الصديقة وإقامة البطولات . الا ان وقفة جميلة جدا وقفها الاعلام التونسي بمطالبته العرب بوقفة تضامنية لرفع الحظر عن العراق . فقد عبرت الإعلامية كوثر العرقوبي التي تعمل في القناة الثقافية التونسية بدعوتها الدول العربية لتضامن عربي في ميدان الرياضة وذلك بإعلان الاستعداد للعب في الملاعب العراقية . أليست الرياضة رسالة سلام ؟ ومن يحتاج السلام اكثر ، أولئك الذين يعيشون في سلام ، ام الذين صاروا ضحايا حروب متتالية ؟ الا يبرز دور الرياضة هنا ، ودور اتحادها في محاربة الإرهاب والإرهابيين الذين فجروا الأطفال في العراق وهم يلعبون كرة القدم او قتل مشجعي الرياضة واللاعبين . لماذا يبخل الفيفا على العراقيين ان يعيشوا لحظات فرح وهم يشاهدون فرقهم وهي تخوض مباريات مع الفرق العربية والعالمية ؟الموسيقى تصدح في بغداد وهي تؤدي رسالتها في السلام ، وعندما تقيم الفرقة السمفونية الوطنية العراقية حفلها الشهري تمتلأ قاعة المسرح الوطني بمتذوقي الموسيقى ، والعراقيون يشاهدون الان تحفة السينما الإيرانية فلم “محمد رسول الله” وهم يتوافدون بالالاف لمشاهدة هذا الفلم .. وشهدت بغداد قبل أيام مهرجانها السينمائي السنوي بدورته الثامنة الذي شاركت فيه (110) أفلام من (36) دولة . ويشهد شارع المتنبي ومبنى القشلة التراثي والمركز الثقافي البغدادي عرسا ثقافيا كل جمعة يشارك فيه الآلاف من المهتمين بالشأن الثقافي.
وتشهد القاعات الفنية معارض تشكيلية تزيد على (100) معرض سنويا ، وهو عدد لا يستهان به ، وتمتلا الملاعب الرياضية الكبرى في بغداد والمحافظات بعشرات الآلاف من المشجعين عند إقامة مباريات الدوري ، وتشهد الملاعب الشعبية التي انتشرت بشكل واسع في بغداد والمحافظات مباريات للشباب والفتيان تستمر حتى الواحدة بعد منتصف الليل .. هل يعلم الفيفا هذا؟ وهل يعلم ان بغداد تسهر حتى الثانية بعد منتصف الليل ، في حين ان هناك عواصم تنتهي الحياة فيها بعد ساعة او ساعتين من غروب الشمس .
هل شاهد احد من قياديي الفيفا كيف ان الناس تجمعوا في الاعظمية بمئات الالاف وتجولوا في شوارعها وهم يحملون الشموع ابتهاجا بمولد الرسول الأعظم عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام . ثم الم يصل الى قادة الفيفا خبر المسيرة الجماهيرية الكبرىِ والمارثون الديني الذي زحفت فيه الملايين الى كربلاء لاداء طقوس دينية .. ألم تكن تلك مسيرة سلام ؟.. كل هذه التجمعات البشرية تُعد مؤشرا مهما على استتاب الأمن في العراق وان الحياة فيه اعتيادية جدا. فلماذا تمنع الفيفا رسالة السلام الرياضية عن العراق ؟ هذا سؤال عراقي مطلوب من اتحاد الكرة العالمي الاجابة عليه..