واهم جداً من يعتقد إن منتخبنا الكروي كان يخوض مبارياته في الدوحة من أجل الفوز فقط ، الحقيقة الاكثر سطوعا ان اسود الرافدين كانوا يسّطرون ويبعثون رسائلاً ولا أوضح الى ثعالب السياسة في البلاد ودروساً في الروح الوطنية من أجل رفعة العراق .
نعم هي رسائل الروح الوطنية الى أولئك الذين يتقاتلون بدناءة ودونية، على مساحة الوطن بأجمعه، من اجل كرسي هنا ومنصب هناك وحفنة من الدولارات يبيعون فيها ضمائرهم في سوق النخاسة السياسية !
ففيما يفرق الثعالب الشعب الى امم وكيانات ومكونات ومحازبين وولائيين وفرقا ناجية واخرى الى الجحيم شمالا وجنوبا شرقا وغربا ، كان الاسود يوحدون الشعب العراقي من اقاصي شماله الى اقاصي جنوبه ويرسمون الفرحة الغائبة عنهم على الشفاه .
لم يكن أي من الاسود ينتمي الى منطقة وملّة ومذهب وحزب، داخل العراق وخارجه ، كانوا ينتمون جميعاً بما فيهم الذي لايتكلم العربية أو الكردية أو التركمانية ،بما فيهم الذي لايعرف لماذا هو شيعياً أو سنياً مسيحياً او مسلماً صايئياً أو آيزيدياً، عزفوا لنا جميعا اغنية ” الارض بتتكلم عراقي“ وعراقي فقط مع الجوقة الكبيرة من الجمهور الذي كان يردد قبلهم وبعدهم الاغنية ذاتها التي لايعرفها سياسيو الدولار والولاء ولن يعرفونها أبداً !!
لم تكن عيونهم ، وهي تذرف دموع الفوز على اليابان ، ترنو الى كأس سبق ان ظفروا به في ظروف اكثر فسوة من الآن ..
كلا ..كانت عيونهم ترنو الى العراق.. الى الملايين الاربعين ليسعدوهم وينسوهم للحظة عابرة واقعهم الأليم ويذكرونهم ان في العراق اسود قادرة على ان تلتهم الثعالب في لحظة تأريخية ينتصر فيها العراقيون على حرامية القرن وسرّاق الحلم العراقي ببلاد آمنة مستقرة وحياة كريمة لايهددها السلاح المنفلت ويفرغ خزائنها اللصوص لجيوبهم او لجيوب الآخرين !!
رسائل لن يجيد قراءتها الثعالب بكل تأكيد ، وان استطاعوا قراءتها لن يفهموها ، فوادي الثعالب غير وادي الاسود ، وعقلهم غير عقلهم ووطنهم غير وطنهم وحلمهم غير حلمهم !