17 نوفمبر، 2024 11:21 م
Search
Close this search box.

رسالة اطمئنان على صدى قبل!!

رسالة اطمئنان على صدى قبل!!

استمتع العراقيون بصدى القبل وحرارة العناق الذي أدار تمثيله بمشهد درامي حاذق ومتقن ابطال قيادتهم وفرقاء مسيرتهم الذين جمعهم لقاء المجامله ألحميمي ,بعد إن أوحشهم   الفراق والتنافر والصراع  ,على سفرة العراق وبساطه المزركش, وما حواه  من خيرات وثمار يسيل لها اللعاب, وتتصاغر دونه كل القيم والمبادئ التي أثقلت بها سلالهم التي تاجروا بها  أيام سنينهم الخوالي, والتي مهدت لهم الطريق وفتحته للعبور فوق رمم الضحايا وأكتاف الخيرين والمناضلين الاصطلاء ,الذين أعطوا لهذا الوطن زهرة حياتهم وبريق مستقبلهم وامن عوائلهم واستقرار أبنائهم في سبيل خلاص الوطن وإنقاذه من براثن الوحوش التي كسرت ظهره ومحقت وجوده وجذوته .
فجاء لهم العراق ومافيه  لقمة سهلة مسلفنة دون عناء وتعب, ليبسطوا عليه نفوذهم وهيمنتهم, وليتمطوا فوق فسيح أرضه طولا وعرضا, يأخذهم السرحان والتيه والانتشاء بنصرهم المؤزر, الذي أطبقوا فيه على كنوز وخزائن هذا البلد ,فخطفوه من بين أيدي أصحابه الشرعيين, مكتفين برمي الفتاة وسقط المتاع لجياعه ومشرديه ومحروميه, ليسكتوهم ويخرسوا ألسنتهم وليتركوهم مكشوفين بلا غطاء يحجبهم ويقيهم من عسف الطبيعة وكوارث البشر والته الجهنمية التي تمعن فيهم قتلا وتخريبا ودمار.
فالساده المتخاصمون وأحزابهم  الذين ركبوا متن قيادة هذا البلد وأداروا ناصيته والتحكم بلجامه, لم يضعوا العراق وشعبه في قلوبهم ونصب أعينهم وحسن نواياهم وسلوكهم, فكانت مصالحهم الذاتية والفئوية ألضيقه ابعد مسافة في نظرهم من مصلحة العراق وشعبه ,حيث   التهوا ا بمشاغلهم وامتيازاتهم وتعبئة أرصدتهم وملئ الأماكن الفارغة في مراكز ألدوله ومؤسساتها بمحسوبيهم ومنتسبيهم ومن الحواشي المتزلفه التي تنبت وتترطب في المستنقع البيئي الملائم الذي يمهد لها سبل التوسع والتشظي فيه.
.فالأزمات والاختلافات التي يختلقوها بين الفينة والأخرى لاتعني لهم شيئا ,ولا توقف مسيرتهم أو تعرقل وظائفهم ومكتسباتهم , طالما ظل باب الخزائن مواربا يتناغم مع أهوائهم وطلباتهم , ويدر عليهم وعلى أحزابهم ومنتسبيهم ريعا لاينقطع, فالعيش لايستقيم لهم في الاماكن الراكده التي تظهر فيها ماخفي وبطن من تصرفاتهم ومساوئهم.
 فالازمات التي تشل البلد وتجهض نهضته وعمرانه, وتهمش مؤسساته الدستوريه, وتغيب برلمانه, وتعطل قوانينه, وتسمح بترعرع الفساد وتفشيه على نطاق واسع. كل ذلك يعطي ذريعة وتسترا للتقاعس الحكومي وتردي الأداء الوظيفي والخدمي ,الذي يمس حياة المواطن ومصالحه أليوميه, ناهيك عن الارتفاع المهول في الأسعار الذي ارتفع بشكل جنوني في الأسواق العراقية وبالأخص السلع الاساسيه والضروريه التي تبهض الكاهل المادي لذوي الدخل المحدود من العراقيين, فضلا عن الشحن الطائفي والعرقي الذي يمزق وحدة المجتمع ويفكك عرى تلاحمه بشكله المزري و الفاقع الذي وصل اليه العراق, والانكى من كل هذه التبعات للانقسام والاحتراب بين المتصدرين للمشهد السياسي العراقي’ تنامي ظاهرة الإرهاب وصرامة شراسته, حيث تلاحقت ضرباته الموجعة والسريعة التي يفرضها بحريته وانتقاء أوقاته وأمكنته, حيث حصدت الآلاف من الضحايا الأبرياء للأشهر الاخيره التي تفاقمت بها حدة الخلاف بين السياسين.
 وإذا كانت كل هذه الكوارث التي تمحق بالعراقيين الأذى والحزن والدمار, ستهدئ عواصفها وسيكتنفها الهدوء والسكينة ,بمجرد لقاء مجاملة عابر يضم تحت خيمته من بيدهم القرار,ومن كانوا سببا لإشعال  الحرائق التي عصفت بالبلد كل هذه السنين, على أمل إن يتمخض عن لقائهم كسر الجمود وإذابة العوائق والجليد, ففي  لقائهم ستذوب كل المشاكل وستمسح كل الذنوب والهفوات والتصريحات التي وصلت في بعضها حد التخوين والاشتراك الفاعل مع إلهة الحرب و الإرهاب في قتل العراقيين ,وستنجلي هذه الغمامة السوداء التي أدكنت سماء العراق , وسنعبر هذه الآلام والمحن, ونتجاوز كل العثرات والإخفاقات, وسيعيش هذا الشعب معززا مكرما, لن يدخل الحزن إلى نفوس أبنائه, ولن ينصبوا مآتم العزاء على عزيز قتل غدرا وغيلة بحمم المفخخات وجرائم التكفيريين, لان الاخوه الاعداء   تعانقوا وتعاهدوا على ان يمسحوا كل الغل والحقد الذي   تراكم في  النفوس, وسيقطعوا دابر كل خلاف ينجم عنه مايبدد وحدة  الشعب ويحطم  قواه .
استقبل  العراقيون رسالة التهدئة والاطمئنان,  لكن ليس بالصيغة والهدف الذي ارد المجتمعون ان يوصلوه,   فالعراقيون ماعادت تنطلي عليهم أساليب ومراوغات الساسة واختلاق خلافاتهم, فالعشر سنوات التي خلت من عمر التحرير, كانت كفيلة و كافية لان تجعل منهم محكا لكل تصرفات ومشاكل الساسة وأزماتهم التي يختلقوها فيما بينهم, دون أي اكتراث أو رجوع لشعبهم, فكانوا يعيشون ويتخاصمون ويتصالحون في معزل عن هذا الشعب.
 فمتى كان الشعب في نظرهم موضع اهتمام ومرتكز للقيم والاحتكام ؟؟؟
 العراقيون  يعون  ان هذا الاجتماع يراد منه ذر الرماد في العيون, من اجل الظهور امام الكامرات بالابتسامات العريضه وبكلمات الود والمجامله والتي لاتعبر لهم عن شيء ملموس وحقيقي, لان جوهر المشاكل التي يتصارع من اجلها الفرقاء لم ولن يدنوا منها او يحطوا النقاط على حروفها ستظل مفرقعات مخبوءه تحت طيات نواياهم ومقاصدهم الشخصيه والتي ستنفجر حال الاقتراب منها او المساس بجوهرها .
  كلها اجرءآت شكليه وسطحيه وان أي اجتماع او مؤتمر يسفر عن لقاء المجامله,  وان كان ذلك مستبعدا جدا, سوف لن يرى  النور ولن تظهر له نتائج او بوادر  ناجزه يكتب لها النجاح و تبرئ العراق وسياسيه من سقمه   المستعصي والمتجذر في اصول ونفوس قادته الجدد .لكون اغلب مؤتمرات واجتماعات العراقيين لاتدخل الى لب المشكله وصلبها خشية ان تؤثر على هذا الطرف او ذاك او ان تقلل من مصلحة وامتيازات هذا الحزب على حساب بقية الأحزاب والشخصيات فالمجامله والمحاباة هي التي تطغى على مختلف هذه المؤتمرات, لهذا  تكتفي اجتماعاتهم  بالمعالجة التركيعيه والسطحيه والتي تفرز الحلول الهزيله والخاويه والتي لن تدوم فسرعان مايجهضها بروز المشاكل الحقيقية التي تمس صميم المصالح الشخصية والفئوية للأحزاب والساسة المؤتمرون .
ولنا في مؤتمرات واجتماعات المعارضة العراقية السابقة للنظام البائد خير مثالا  نهتدي اليه, حيث كانت تخرج اغلب اجتماعاتها بحصيلة مفعمة بالتمزق والتشرذم والانقسام ,   علما أنها كانت معارضه مفلسة سلطويا وسياسيا ,.
فكيف وقد انتقلت اغلب رموزها وقادتها إلى حكومة سلطويه تنعم بالمال والجاه والثروة وبيدها المناصب والمرتكزات؟؟؟

أحدث المقالات