22 ديسمبر، 2024 8:45 م

رسالة إلى مقتدى الصدر: ليس الوقت للنصائح

رسالة إلى مقتدى الصدر: ليس الوقت للنصائح

أي نصيحة هذه التي تقدمها والدماء تجري وأنت تغرد على تويتر : أنصح الحكومة بالاستقالة, وكأنك معارض بسيط ليس لك حق أن تقرر وأنت من شكلت الحكومة, فلا تجعل نفسك طرفاً ثالثاً وأنت قطبها الذي أداروا بك رحى مظالمهم, واعلم إن لم تكن تعلم, إن الذين اغتالوا محمد الصدر قد أحيوه في نفوس كل العراقيين, وقد قتلته أنت حين جعلته للدعايات الانتخابية وجسراً يعبر عليه طلاب المناصب والأموال وفساد العملية السياسية التي ورطت نفسك فيها, فإن هذه الانتفاضة إن انتصرت ستنتصر على محمد الصدر وسيكون ذلك الشهيد المظلوم أحد عناوين الماضي الأليم بسببك, وأن هُزمت انتفاضة الشعب المنكوب فأن الظالم للثوار سيكون محمد الصدر, لأنكم سخّرتم عنوانه ومشروعه وأفكاره بيد الظالمين وقتلة الأبرياء ومهدمي دور المساكين وتجار الحروب وآكلي أموال الأيتام.
فخذ النصيحة بدلاً من أن تعطيها: أن هؤلاء الذين قد داروا حولك ليسوا لك بمحبين ولا لأبيك بمخلصين إنما يتخذون منك وسيلة لجمع الثروات بالباطل وعلى حساب معاناة الشعب المظلوم فأغروك بالدنيا, فسلطت الجلادين على الفقراء ثم تريد أن تنئ عنها بزعمك أنها فتنة فتكون كمن قال الله تعالى عنهم {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة : 49], ولا تتصور أن الظالم سيكون من افسد, فتحاكمه كما كنت تفعل في الحنانة فالوعي اكبر والناس أدركت الحقيقة وأرواح الشباب تزهق كل يوم وكتلتك على رأس سلطة جائرة سيلعنها التاريخ فكتلتك هي من شكلت الحكومة فلا براءة لك مادام حزبك من يقود العملية السياسية ونوابك من منحوا الحكومة الثقة ووزراءك من يرسمون سياسات السلطة إن النصيحة هي من شأن المستضعف الذي لا سلطة له فكيف وأنت زعيم الكتلة الأكبر فليس لك خيار إلّا أن تنسحب من العملية السياسية, ساحباً معك وزرائك وبرلمانييك, فالعمل لبقاء الحكومة هو انتصار لكل من لا يريد الخير للعراق وانتصار لإيران التي سخّرت أنت لها عنوان محمد صادق الصدر, تسفك في الدماء وتغتال الأبرياء وتأخذ من عنوان المرجعية كذريعة لها, فلو كان عنوان محمد الصدر في خطه الوطني العراقي لما تجرأ أحد أن يقول إن المرجعية مع العملية السياسية وصمام أمانها بل لأصبحت صمام أمان الشعب ولقد جعلتها عكس ذلك حين أخضعت حوزة الصدر لمن كان يسميه عجلاً وقد قتله وتآمر عليه وعلى العراق, والانقلاب على أحزاب السلطة ودولها مع بقائك في العملية السياسية أمر سيزيد الطين بلة فسيعتبر انقلاب سياسي لكتلة على أخرى إذ شاركتهم المغانم والمكاسب ففي انقلابك مع بقاءك في مثل هذا الحالة زيادة الصراع وسفك الدماء, فانسحب وتب كتوبة الحر مع ثورة المظلومين وعد إلى جانب المستضعفين وكن في جانب الجمهور السلمي واجعل الشعب يقرر مصيره بيده وكن داعماً له ولا تتحمل مصائب القادم.
واعلم أن هذه الثورة إن سقطت فقط سقط العراق ودماء الشباب أن ضاعت هدراً فستلعنك كل دمعة يتيم وأم ثاكلة, وستنقسم الأمة بين طرف ظالم أنت بحكومتك بجانبه تعلو وجهه ضحكة خبيثة وطرف مظلوم يشكو إلى الله ولن يُضيع الله دعوة المظلوم
فاسحب وزراءك ونوابك ففي ذلك تمهيد لسقوط حكومة الفساد والعمالة والإجرام ونجاة لك من لعنة التاريخ.