منذ أن أدلى السفير الأمريكي السابق في العراق كريستوفر هيل بتصريحه الخطير حول دور المملكة العربية السعودية , وقيام صحيفة الغارديان البريطانية بنشر برقيات سرّية بعث بها السفير كريستوفر إلى وزارة الخارجية الأمريكية والتي تثبت دور المملكة العربية السعودية وجهاز مخابراتها في زعزعة الأمن والاستقرار في العراق من خلال الدعم المالي المباشر للمنظمات الإرهابية والتحريض الطائفي المستمر من خلال سماح الحكومة السعودية بصورة دورية لرجال الدين في المملكة بإصدار الفتاوى التي تحرّض على العنف الطائفي , والعراقيون يتابعون باهتمام ردة فعل الحكومة العراقية حول هذه التصريحات والوثائق الخطيرة التي نشرتها الغارديان البريطانية .
وللأسف الشديد إنّ ردة فعل الحكومة العراقية ممثلة بالخارجية العراقية والقضاء العراقي ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي , لم ترتقي حتى للاستفسار عن صحة هذه المعلومات الخطيرة من الإدارة الامريكية , إلا من بعض ردود الأفعال الخجولة لبعض السادة النواب والتي لا ترتقي حتى لأن تكون (( ضرطة في سوق الصفافير )) .
ففي الوقت الذي كنّا نعلّق فيه الآمال على القضاء العراقي ممثلا بجهاز الإدعاء العام , بتحريك دعوة قضائية في محكمة الجنايات الدولية وفتح تحقيق دولي حول صحة هذه المعلومات , بموجب المادة أولا وثانيا من قانون الادعاء العام العراقي رقم ( 159 ) لسنة 1979 , إلا أنّ الادعاء العام هو الآخر تقاعس وصمت كما صمتت وزارة الخارجية العراقية ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي وكأنّ الأمر لا يعنيهم .
وإني إذ أتوجه لكل المنظمات المدنية والقانونية في العراق بتحريك دعوة قضائية في محكمة الجنايات الدولية حول تصريحات السفير الأمريكي والوثائق المنشورة في صحيفة الغارديان البريطانية وفتح تحقيق دوّلي حول دور المملكة العربية السعودية وجهاز مخابراتها في موجات القتل والإبادة التي يتعرّض لها الشعب العراقي , خصوصا إنّ الوصف القانوني لهذه الجرائم الإرهابية التي تقف ورائها السعودية , تعّد جرائم دولية وإبادة جماعية استنادا للاتفاقية الدولية الخاصة بنظام روما الاساس التي عقدتها الأمم المتّحدة عام 1998 .
مرة أخرى أهيب بكل المنظمات المدنية والقانونية في العراق أن تتحمل هذا العبأ وتنهض به , لأننا شعب مبتلى بحكومة وبرلمان فاسدين لا تعنيهم دماء العراقيين وانتهاك حرمات بلدهم , وأتوجه بشكل خاص للمنظمات القانونية بتحريك هذه الدعوة من أجل دماء أبناء شعبنا التي سفكت , وحرمات بلدنا التي انتهكت على يد هذا الإرهاب الأسود الذي تدعمه حكومة الشر في السعودية , أملي بكم كبير أيها العراقيون الغيارى , فلا تتقاعسوا كما تقاعست حكومتنا اللاموّقرة .