لم أجد عنوان ملائم للموضوع هذا سوى هذا العنوان المعبّر برأيي كونه نابع من وسط مادّة التهكّم الشعبي لكشف المسمّيات بأسمائها دون نفاق فوجدته يليق بحزب يدّعي الإسلاميّة انعطف بحدّة عن مساره المفترض .. فمن الممكن من الناحية العمليّة , العلمانيّة أن يتعاون حزب كحزب البعث علماني مع أيّة جهة تساعده في الوصول إلى سدّة الحكم أجنبيّة كانت تلك الجهة أم عربية أم إسلامية أم أم فسوف لن يجد ذلك التشدّد الكبير من الاعتراض على ما يقوم به لوجود نوتع من “التفهّم” لما يتخذه بهذا الصدد , كما سيلاقيه أيّ حزب إسلامي أو ديني كحزب الدعوة مثلاً أهدافه المعلنة “العودة لعهد الصفاء الأخلاقي النبويّ الأوّل” , لأن حزب البعث أو غيره من أحزاب علمانيّة على مفترق طرق مع الاحزاب الدينيّة في مفصل واحد أو أكثر من مفاصله الايديولوجيّة , فالأحزاب العلمانيّة على الأقلّ لا تؤمن بما تؤمنون أنتم به وفق العلاقة التقليديّة “الكلاسيكيّة” يا منتمون لحزب الدعوة ويا قادته فلا يلام على ما يفعل .. فمن المعيب حقّاً أنّ حزباً يدّعي الايمان بالله ويحدّد مساره التحزّبي بالله على هذا الأساس ويمتثل لأوامره وينتهي لنواهيه , كما يُفترض ؛ أن يوصله إلى سدة الحكم في النهاية ويستعين به أو بها جهة تكره الإسلام أصلاً وعقيدتها أو ايديولوجيّتها مبنيّة بكاملها على هذا الأساس ! وفق جميع تفاسير المذاهب فيما لو نحيّنا نصوص القرآن جانباً ورضينا بتفاسيرها المختلفة فقط ولو على حساب وضوح الإسلام لعامّة الناس لا لخاصّتهم فقط , ومحسوبة تلك الجهة او تلك الجهات من ضمن الكافرين بنظر القرآن أيضاً !! , وأعتذر مقدّماً إن كنت بهذه الحدّة في التعبير مع حزب طالما أعضاءه ضحّوا بحياتهم لأجل شعاراته السامية الّتي رفعها قادة الحزب فصدّقوها , لكنّها الحقيقة , إذ كان المفروض وأنتم المؤمنون بالله واليوم الآخر تمتنعوا عن استلام الحكم من “الكفّار” لا مباشرة ولا غير مباشر وأن لا تتعاونوا مع أيّة جهة كافرة , هذا أمر الهي ليس من عندي ولا من عند من تعتبرونهم كفاراً كحزب البعث !! ولا من عند غيره .. كان الأولى تقاتلون الاميركيين وحلفائهم كما أمركم الله عبر نصوصه القرآنيّة الواضحة الّتي لا تستطيع حجبها نوايا المفسّرين مهما “استلسنوا” ! وعبر وصايا وعبر أحاديث الرسول ووفق نهج آل البيت ؛ لا أن تصطفوا مع تلك الجهات ضدّ شعبكم فتدخلون مع جيوشها بلدكم وكأنّه ليس بلدكم بلد الجيران !!! كارثة دينيّة والله العظيم أتيتم بها يا قادة حزب الدعوة وتماهيتم بها كثيراً حتّى استسلم روع كلّ من بظنّهم أنّهم من أتباع آل البيت لما أصبح أمراً اعتياديّاً رؤيتهم “كيري” أو غيره وسط أعضاء حزب الدعوة العتاة يوجّهون لهم الأوامر! بعد أن ظننتكم أنا من الناس من المستحيل بل من سابع المستحيلات يقدم شيعة سيّد المجاهدين عليّ بن أبي طالب وخليفة الرسول في الجهاد ضدّ الكفّار على ما أقدم عليه من ادّعوا الإسلام وضحكوا على عقول العامّة سنّةً وشيعة كماسبق وضحك عليهم آل سعود وأحزاب الربيع العربي الاسلاميّة من بعدهم !! .. أنتم مرتدون عن الإسلام بحسب نصوص القرآن الكثيرة لا أريد تسطيرها هنا فلسنا في موقع حوزة نجفيّة أو قمّيّة أو صالة من صالات وعّاظ السلاطين فبإمكانكم مراجعتها من القرآن مباشرةً والاطّلاع عليها لتعلموا أيّ منكر فعلتموه حين خالفتم أمر الإله بآياته الصريحة والواضحة والّتي تنهى عن ما فعلتموه من ارتداد عن الدين مكشوف وواضح كفلق الصبح , كما وليس في نيّتي أن أكون من الّذين يحاولون حصركم في خانة “الإسلام السياسي” الّذي لا علاقة له بالإسلام المحمّدي .. القرآن يا سيّدات ويا سادة واضح وضوح الشمس في نصوصه ولا يحتاج تفسير لأنه نزل بلسان عربي مبين يفهمه كلّ من يدّعي أنّه لم يفهمه “ولن ينفعه التمارض في الاستيعاب من ادّعى أنّه لا يفهمه!” على الأقل تجنبوا أن تقعوا في العيب إن كنتم لم تدركوا بعد أن الله أمركم بعدم موالاة الكفار إن كنتم تظنون انكم مسلمون .. أنتم حزب إسلامي كما تقولون .. والإسلام نهى عن التعاون مع الكفار فكيف يستعين بهم للوصول للحكم !!! .. خالفتم امراً إلهياً جهاراً نهاراً فكيف تقولون أن حزبكم حزب دعوة للإسلام !! على من تضحكون !!؟ .. أن تضحكوا علينا فلا مانع فنحن نتحمّلكم ونتحمّل مصائبكم “السودة ” فهي ليست أوّل مرّة ولا أنتم الحزب الإسلامي الوحيد الّذي وقع في فحشها أو ارتدّت على عامّة الناس أفعاله المشينة اعتقالات وإساءة فهم للدين انعكس على تصرّف وسلوكيّات الكثير من عامّة المسلمين .. لكن على الله! فلا اعتقد أو يعتقد غيري تستطيعون أن تتجرّعوا ذلك فتتقبّلوا فكرة أنّكم تضحكون على الله أيضاً !! مع قليلاً من مراجعة الذات ستكتشفون الهاوية الدينيّة والمأزق التاريخي الّذي وقعتم فيه فلا قيامة لكم بعده , حلّوا الحزب وفكّكوه أشرف لكم على الأقل ستكون عمليّة تطهير للذات قبل العرض الأكبر على الله إن كنتم تؤمنون حقّاً بالله وباليوم الآخر ولم يشتطّ بكم التوريث الديني جانباً عن فهم الدين الفهم الأوّل الصحيح فظننتم أنّ اعتناق الإسلام مجدّداً “بفرزه السياسي” وفق حتميّة تمطّط المقاصد الخاضعة بطبيعتها للمؤثّر الزمني “عمليّة حياتيّة منافسة” إن لم يخنّي التعبير ؛ للأحزاب الأخرى الّتي لا علاقة لها بمقاصد الدين وغاياته ! ..