9 أبريل، 2024 5:48 ص
Search
Close this search box.

رسالة إلى صديقي المدني المتحمس لتيار الحكمة

Facebook
Twitter
LinkedIn

حهل أنت سعيد لمشهد السيد عمار الحكيم وهو يعلن تشكيل تيار الحكمة ، مثلما صفقت وانت ترى سليم الجبوري يقرر تشكيل حزب مدني ، وايضا لاتنسى عزيزي انك كنت منتشيا وانت تسمع خطابات جبهة الاصلاح البرلمانية ؟ وتتابع بمنتهى الرضا تحليلات النائب مشعان الجبوري عن الفساد .
للأسف، لستُ مستعدّاً ياصديقي لأشاطرك هذه المتعة والنشوة التي هبطت عليك فجأة ، وأنت نخيرنا ان خطوة عمار الحكيم الاخيرة ستنقذ العراق من الضياع وتؤسس لدولة المواطنة ، وتنسى أنّ الرجل وحزبه طالبوا قبل سنوات بالغاء قانون الاحوال الشخصية لانه يساوي بين الرجال والنساء ، .
لا تنسَ أيها الصديق المدني ، أنك بصدد تلبية طلبات قوى سياسية دينية مقطوعة الصلة بتوجهاتك وبأحلامك لبناء دولة العدالة الاجتماعية ، وأن هذه الجهات التي تعتصم وتناور على نظام سياسي ، كانت هي التي رسخت وأسست ودافعت عنه طوال 14 عاما ، وحاولت بكل ما امتلكت من قوة وسلطة ان تعزلك عن المشهد السياسي ، وان تحوّلك الى مجرد متفرّج .
ولهذا ياصديقي ، أتمنّى عليك ان تسأل نفسك اليوم وليس غدا : هل تيار الكرامة ومعه حزب سليم الجبوري واحزاب اخرى ستشكل قريبا باسماء وعناوين مدنية ستبني لنا دولة مؤسسات ، يتساوى فيها الجميع ، شعارها الكفاءة وليس الولاء للمسؤول أو الزعيم ؟
من الرابح في هذه الالاعيب السياسية ، هل المواطن الذي يتعرض كل يوم لانواع من الخديعة والسرقة والقتل على الهوية والظلم والإهانة والإقصاء ، أم السيد عمار الحكيم الذي التي خرجت علينا امس ليقول ” ان الالحاد ينتشر بين الشباب ويجب مواجهته بقوة وضربها بيد من حديد ” ، من المستفيد الارملة العراقية التي تستجدي راتبا من الدولة ، ام احزاب وقوى سياسية استولت على كل شئ في البلاد .
أيها الصديق المدني : عليك ان تعرف، أيضاً، أن قطار الانشقاقات الحزبية انطلق مستهدفا احزاب تعيش على المحاصصة ، وبنت قواعدها قو على تبادل المنافع ، ليبني نظاما لايختلف عن القديم سوى بالاسم والعنوان ، وقد وجدوا في الفوضى السياسية الجديدة ، فرصة للحصول على ما تبقّى من الكعكة ، وإنك ياصديقي ستجد نفسك واقفاً على الرصيف، في وضعية المتفرج، انتظاراً لإشارةٍ ممن يجلسون في عربات القطار، كي تقفز في العربات الخلفية، ، بحثاً عمّا تبقّى من الوطن .
لم يحدث في تاريخ الامم ان غيبت الدولة المدنية الى هذه الدرجة من العدمية. غيّبها الخطاب السياسي ، والشعار الديني ، وهوس هتافات المبايعة . والمدنية التي كانت حلم ، صارت تهمة وعيباً خلقيا لا تتلاءم مع دولة الفضيلة التي يريد ان يبنيها السيد عمار الحكيم .
ياصديقي وانا اكتب اليك هذه الكلمات ، أتذكر الدرس الذي يلقيه علينا المؤرخ الأميركي هوارد زن :” لا تنسَ أبداً أنك مواطن، لا تدعهم يكذبون ويصنعون منك شماعة لفشلهم، شاغب عندما يكون ذلك ضروريا، وتمسك بحلمك بقوة، فهو طريقك الوحيد لكي ننجو من الغرق في رمال الكذب”!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب