23 ديسمبر، 2024 1:11 ص

رسالة إلى زميلي عضو النقيب الجديد..

رسالة إلى زميلي عضو النقيب الجديد..

زميلي عضو النقابة الجديد..

سواء كنت (عضو) أو (رئيس)..
ربّما تُولد من جديد.. وتحتفلُ بذاكَ اليوم عِيد؛ يوم تولّيكم عِبء المسئوليّة عن زملاء العمل.. ومُكَابدة تحقيق طموحات وأحلام؛ لم تتحقّق في حياتك العملية بَعْد..

رُبّما هو إعلان مولد حياة جديدة.. وواقع أجَدّ بكُلّجِدّ.. لاتعرف إن غدوتّ أهْلاً له أمْ لا.. اختبارٌ يضيفُ لك وللآخر.. دائنٌ أم مدين..
وهي مسئوليّة كبيرة؛ وعبء أكبر أمام  الله ونفسك والعاملين..

فيالها من أمانة ثقيلة..

تلتحفُ فيها بسهام العلم والمعرفة، وتتحصّن بسديد الرأي لذويّ الأمر، ووهب النصيحة، ووصلحُسن المشورة، وعون قوّة الجاه دون بطشٍ، والصّالح من فعل السلطان؛  إحقاق الحَقّ؛ وإنزال العدل؛ ورفع الظلم..

ولم لا تًكُن العبد الصالح؛ الذي يسخّره الله لقضاء حوائج المَكْلوم؛ وليلتمس عنده فَكّ كَرْبه..

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَاماً؛ اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ؛ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ..


فعنْدَ اللَّهِ خَزَائِنُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، وَمِغْلاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ، وَمِغْلاقًا لِلْخَيْر..

ويقول الشاعر أبو العتاهية: أقض الحوائج ما استطعـت/ وكُنْ لهمِّ أخيك فارج / فـأخــير أيّام الفــتى/ يوم قضى فيه الحوائج..!

،،،،،

زميلي عضو النقابة الجديد..

يالها من أمانة ثقيلة..

احذر البطانة السوء.. من يرتدي أقنعة الزيف.. ويشيع عبر طرقات مكتبك بالمديح والإنجاز دون حقيق فعل.. ولا إبداع فكر.. المراء من أجل مصلحة.. واللاهث في مضمار المصالح تصفيقاً وتهليلاً دون أن تغدو ميتادوراً ولا فارساً.. ولاحتى تجيد ركوب الجواد..والممتدة يديه ليأخذك بالأحضان من أجلك الكرسي والمنصب وسلطة القرار وحصانة المكان، وخلف ظهر نصل مسموم.. وبجيبه شكاوي كيدية.. وفي نفسه غدر.. وفي كلمه فتنة.. وفي نيته بيع عند أول من يحلّ محلك.. أو يشاور له بمنفعة أكبر..

ويبرر كل سوء فعله.. ونِتاج شره بوجهة نظر.. غير مبالٍ للحرام والحلال.. ولايعنيه الصالح العام.. ولاحرمانيّة أكل العَيْشِ.. ولا مستقبل وطن.. ولا اقتصاد دولة يترنّح.. ولايشكر الربّ على نعمة.. كم عدد من يقفون فى طوابير يتمنّون الالتحاق بها جهداً وبذلاً وكدّاً وعرقاً وانتاجاً متواصلاً أبداً.. اتقان عمل، وشكر لله عز وجلّ..

ولاترفض نُصْح البطانة الصّالحة.. وتَحْصّن بها بعد ربّك..
تُرِشُدك للأفضل فكراً وقراراً.. وتُعْينُكَ عليه؛ دون غلبة نفسك.. فلاينضح من قلمك قراراً؛ إلا فيه رِضاء الله..
ويُراعى حَقّ الربّ قُبَيْل العَبْد..

فيأتى فيّاضاُ عَليْكَ؛ وعلى أهل بيتك؛ وعلى منتتوْلّى مسئوليتهم بالمَنّ والبركة أولاً؛ قبيل أن يتماسّويصيب غيرك..

الأمْرُ الذى يتغافل عَنْه الكثير مِنْ البَشْر الآن..

فكان لهم من مَذاقات الكَسْبِ ثروات؛ ومناصب؛ وهباءممتلكات بلاحسّ، ودون معنى، وأرقام تخلو من حياة، وبقايا أجساد؛ تفتقد السلامة، وروح خاوية وخالية من شجن الانتشاء، و فكر لاينام، يبحثُ عن راحة وودّ وسكن نفس..

،،،،
زميلي عضو النقابة الجديد..

لاتتوقّف عن استمرار جهاد النّفْسِ البَشْريّة.. ولجم أهواءها.. واغراءات طموحاتها.. وزَيْف زينتها البرّاق؛ دون أثرٍ أو إثرٍ..
ولاتركن فى دِعَة؛ عن مقاومة شياطين الإنس والجنّ.. الذين يبرّرون لك العدوان والفساد والإنحراف..

ولاتنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَنْمَشْى مع ظالمٍ ليعينه؛ وهو يعلم أنّه ظالم؛ فقد خرجَ من الإسلام.) 
كبيرٌ هو الأمل؛والله أكبر بعدله؛ يُعرّى من يُلبسون الحقّ ثوب الباطل؛ مهما كثروا وظلموا؛ فسيدوّى سقوطهم نبوءة صباحات ومساءات رَبّ.. 
ولاتغفل عنهم.. يمنحون المُسْتَحقّ الفُتات؛ لينهبوا؛ويغرفوا الهبات والهبات.. ويدسّون السُمّ فيالعسل؛ حتى لاتراه العين؛ ولكنه لايختفي عن عين ضميرٍ يعرفُ الله.. ولايغفل عن مَكْرُه قلبٌّ يُحبّه ويرعاه.. وثمرة جهاده ومقصده..
ولاتغلق بابك دون مُعْسِرٍ؛ ولاتؤثر صاحب منصب، أو من يغرّك بمكسبٍ..

ولاتجور على حَقّ؛ من أجلِ ذوي سُلطة أوصولجان..

ولاتقصّر فى مَسْعَى لنُصْرة مَكْسورٍ؛ أو تهمل رَفْع فرخاً صغيراً؛ يسّاقط رويداً.. رويدا.. لايزل يتعلّم الطيْرَ.. فتحطّمه دون أن تدرى؛ وتهمل (جَبْر خاطره)..
وتذكّر أن أفضل عِبْادة؛ يتغافل عَنْها كثيرٌ من الناس؛ هى (جبر الخواطر)..
فكم من رفيقِ سوءٍ؛ يتسلّل بكلّ الأثواب التى تغرّالعَيْن؛ وتسلّب اللبّ؛ فيغترّ بنفسه؛ فيؤذي أقرب الناس إليه..
وثانياً وأخيراً؛ تأكّد أخى الحَبْيب؛ أنّ أوّل من تؤذى هو أنت وزَوْجك؛ وأولادك؛ وأهل بيتك..
فدين الظالم لابُد أن يُردّ؛ ولو بعد حين.. ولايعرف موعد ذاكَ (الحين) إلا رَبّي وربّك..؟
ولنا في عمر بن الخطاب رضي الله عنه إسوة حسنة؛ في خطابه إلى أبي موسى الأشعري؛ حين ولّاه القضاء؛ فينقلُ له استراتيجة الربّ في تنفيذ الحَقّ؛ أهديك بعضاً منها:
ـ آس بين النّاس في وجهك؛ وعدلك؛ ومجلسك؛ حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييأس ضعيف من عدلٍ..

ـ ولا يمنعنَّك قضاءٌ قضيتَه بالأمس؛ فراجعتَ فيه نفسَك؛ وهُدِيت فيه لرُشْدك أن تَرجِعَ عنه إلى الحقِّ.. فإنَّ الحقّ قديمٌ؛ ومراجعةُ الحقّ خيرٌ من التَّمادِي في الباطل.. فإنّه من يُخلِصْ نيّتَه فيما بينه وبين اللَّه تبارك وتعالى؛ ولو على نفسه؛ يَكْفِهِ اللَّه ما بينَه وبين النّاس..
ـ ومَن تَزيَّنَ للناس بما يعلم اللَّه منه؛ خلافَ ذلك؛ هتَكَ اللَه سِتْره؛ وأبَدْى فعله؛ فما ظنُّك بثواب غير اللَّه في عاجل رِزْقُه وخزائن رحمته..
،،،،،
زميلي عضو النقابة الجديد..
يالها من أمانة ثقيلة..
ومهاما اجتمع القوم على باطل.. وطالتك سهام الظلم.. وأوجعتك سِيْاط الجلادين.. تأكّد أن رقّة الحقّ لها من قوّة الربّ عضداً وسنداً.. وحصناً يحمي من قوة أشد قذفٍ؛ قولاً أو فعلاً.. ويهبك أمناً، لا يشعرك باستعار اللهب.. مهما تخطّى وعلى واتّقد..

ولأنّ الربّ يعلم حقيقة كُلّ أمْرٍ، وإنْ أخفته زبانيْة الشرّ فى الأرض.. فيرحمنا بوقاية أو بشفاء داء.. ويُفْرِحُنا بنُصْرة ولد.. ويروح النفس بصلاح زوجٍ.. و.. و..
ويكفي حُبّ النّاس..
يكفي دعاء فى الغَيْب لحُسن قولٍ؛ أو طيب فعلٍ..
وفي معين الربّ لكلّ حقّ قدره؛ وشهد فيضه..
،،،،،
زميلي عضو النقابة الجديد..
لاتغلق أبواباً دون سائل.. ولاتحول بينك وبين طالبٍ؛دون أن ترى دمعه.. وتسمع أنّ مسكنته.. بل كُن فضّالاً بكريم جهدك..
ولاتستأثر قدرتك وسلطتك لصالح فردٍ أو فريقٍ.. هو لديك ذو حظوة ما..
فهي أمانة ثقيلة أعانك الله عليها..
وهذه وصيّة الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذرّالغفاري:
ـ يا أبا ذرّ أنك ضعيف.. وأنها أمانة.. وأنها يوم القيامة خِزْى وندامة.. إلا من أخذها بحقّها.. وأدّى الذي عليه فيها..
وأنت ـ بإذنه تعالى ـ قادرٌ على أن تؤدّى ما يجب أنْتكون..
لأنك ـ بفضل الله ـ أيْضاً في غِنى عَنْ كُلّ ماهو فيها كائن..!
وتأكّد أنّ كُلّ من يُحِبّك في الله؛ ولايرضى لك إلا الخَيْر؛ يقف بجانبك ضد ماينوي ضرّك.. حتى..
حتى وإنْ لم تره عَيْنَكَ..!
فالله يسخّر جنوده؛ لمن في الحَقّ يَحْيا سلوكاً؛يُرضى به الربّ وصلاً.. قُبيل أن تُشبع النفس حاضراً مؤقتاً.. لايدوم أبداَ..

أبَدا..!
……

( إهداء

إلى كُلّ زملائي بمناسبة انتخابات النقابات.. وإلى منيتولّى منصباً جديداً.. بإذنه تعالى..)