نحنُ مسجونين في سجن كبير مساحته بمساحة الوطن ولازال السجان يُعذبنا بكل وسائل التعذيب البشعة , السجن كئيب مظلم وعلى جدرانه كتابات المساكين الضعفاء ,الذين يطالبون بالحرية والكرامة من أجل الخلاص من هذه القضبان الحديدية , التي تكونت بسبب الجهل والطائفية والخراب الذي خلفه النظام البائد , تعودنا أن نعيش تحت رحمة الجلاد ولا نملك الشجاعة والقدرة لكسر القيود والأغلال التي تطوق أعناقنا وتربط أيدينا وتمنعنا من الحركة والثورة بوجهه الظلم لحفظ ما تبقى من كر امتنا . نتظاهر بالقوة والصمود والإباء لكن جُل طموحنا هو أن نرى خيط من الضوء يدخل إلى هذه الزنزانة المظلمة لا أن نحاول الخروج منها وتحطيم أبواب الذل والمهانة والتخلف.
نصارع بعضنا البعض داخل الزنزانة ويهين احدنا الآخر وينتقص منه ويصفه بالمذلول وكلانا يُعذب بصورة يومية وكل من يصرخ أكثر يتضاعف عليه العذاب أضعاف. كيف لنا أن نعيش خارج هذا السجن ونحن نستهين بالآلاف من الدماء وصرنا إذا سمعنا باستشهاد خمسين أو مئة شخص لا نتأثر وإذا تأثرنا فبعد أيام قليلة نعود مره أخرى للبحث عن قضية سياسية أو دينية أو اجتماعية لنتصارع عليها ونجعل منها حفلة للسب والتسقيط حتى نكون اضحوكه لسكان العالم . وكل يوم يمر علينا نبتعد فيه أكثر فااكثر عن استخدام العقل والحكمة . ياإمام المظلومين ياموسى الكاظم أيها النور الساطع و الطيب من الطيبين أنت قلت في قولك (عونك للضعيف من أفضل الصدقة) والضعيف اليوم يسكن في بيت من الصفيح على أطراف المدينة قرب مكب النفايات و المتمكنين مادياً من الشيعة الباحثين عن الشهرة والرياء يبنون المساجد , لكي يتفاخروا فيها ويوهموا العامة بأنهم متقون زاهدون يبحثون عن رضا الله سبحانه . لقد امتلأت المدن بالمساجد وفي المقابل هناك الآلاف من الفقراء يتسولون في الشوارع تحرقهم حرارة شمس الصيف وفي الشتاء يتيبس الدم في عروقهم . الضعيف اضطر للتطوع جندي في صفوف الجيش من أجل جلب لقمة العيش لعائلته ,وإن كان في هذا التطوع الموت المؤكد لأن الأحزاب الفاسدة أخلاقيا وإداريا التي تدعي التشيع سرقة كل شيء إلا الهواء وأغلقت أبواب النعمة ,ولم تؤمن لهم العمل والوظائف المدنية,لكي تبعد هؤلاء البسطاء عن ساحات الحروب . المسؤولون في الحكومة المصليين الصائمين يسرقون قوت الشعب ويبكون على مصائبكم في كل محفل ديني ياسيدنا أيها العبد الصالح . أنهم يفرضون التدين على الناس بالإكراه وبالخداع وهم يمارسون الرذائل خارج البلاد بأموال الشهداء والفقراء. هناك ألف هارون لارشيد يعذب المظلوم ويطلق سراح المجرم ويكرمه , هكذا يفعل
السياسيين الشيعة مع الإرهابيين من القاعدة وداعش يكرمونهم بسجن خمس نجوم تقديراُ لهم ,لأنهم استباحوا دماء العراقيين وبعدها يطلقون سراحهم بصفقات سياسية مدفوعة الثمن . أما شيوخ المنابر الدينية فهم بلاء آخر بعد السياسيين , فمحاضراتهم أصبحت بدون فائدة مجرد محاضره لساعة من الزمن وتنتهي ولا يوجد فيها أي نفع للعامة بل فيها زراعة لبذور الجهل وتخدير لعقولهم ولا تجد لها أي تأثير وانعكاس على حياتهم وتعاملاتهم اليومية . والمقاول الشيعي يسرق أموال المشروع, الذي يخدم الشعب ويبني موكب من أجل إقامة الشعائر الدينية. كذالك يفعل التاجر الشيعي فهو يرفع الأسعار في أوقات المناسبات أو الأزمات ,ليثقل كاهل ذوي الدخل المحدود ليجني ثروات طائلة على حساب الشيعة المساكين أبناء طائفته . ياإمام الأخيار ووصي الأبرار إن شيعه العراق في هذا الزمن الصعب والموت يتربص بهم من جميع الاتجاهات ليحتز رقابهم ,ونحن نتجادل فيما بينا عن المرجعيات الدينية وأي منها أكثر أهمية واعلميه ,وتقسمنا إلى سستانيون وصدر يون وحكيميون ويعقوبيون وشيرازيون وغيرها الكثير من المسميات ,التي أضعفت وحده الطائفة واثارة بداخلها الشقاق والنفاق . أيها البر التقي والإمام الوفي إن القصر الذي وقف عليه الطاغية العباسي هارون الرشيد , وهو يخاطب السحابة ويقول أمطري هنا أو أمطري هناك أينما تمطري فإن خراجك لي ,اليوم هناك الكثير من القصور في بغداد وفي كربلاء والنجف وعمان ولندن وبيروت ,يملكها قاده الشيعة السياسيين في الحكومة أو خارجها وهم يدعون التواضع والزهد,اشتروها بالمال الحرام عن طريق السرقات والمقاولات والمخصصات على حساب المساكين المحرومين . ونحن اليوم أيها الرضي الزكي والبدر الطالع بين فساد وإجرام القادة من السياسيين الموالين الشيعة الذين يعذبونا في هذا الوطن السجن الكبير وهم كالجلاد السندي بن شاهدك الذي دسّ لك السم وقتلك وبين ورثة هارون الارشيد المتمثلين بالبعث ألصدامي والقاعدة وفروعها من الجماعات الإرهابية التي تعتاش على دماء الأبرياء لا يعرفون عن الحياة والإنسانية والرحمة أي شيء سوى فكر التكفير ولغة الموت .