23 نوفمبر، 2024 6:10 ص
Search
Close this search box.

رسالة إلى النائب وليد الحلي

رسالة إلى النائب وليد الحلي

النائب وليد الحلي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلت وسائل الإعلام تصريحا عن جنابكم الكريم مفاده ( إنّ حكومة الأغلبية ستضم كل مكوّنات البلاد , لكنها ستقوم على الانسجام والقدرة والنزاهة , بخلاف الحكومة الحالية ) , ونحن نرى أنّ هذا التصريح هو التفاف على الشعار الذي رفعه ائتلاف دولة القانون الذي تنتمي إليه , وتفريغ لمفهوم وجوهر حكومة الأغلبية السياسية , وما تفضّل به جنابكم الكريم لا يعدو أكثر من تنظير فارغ المعنى والمحتوى , مع الاعتذار لهذا التوصيف , فحكومة الأغلبية السياسية لا تقوم أو تؤسس على أساس المكوّنات , بل هي حكومة بين أحزاب سياسية تشترك ببرنامج سياسي متّفق عليه , وهذا النمط من الحكومات معمول به في كل الأنظمة الديمقراطية في العالم ومن دون استثناء , ويمثل الجوهر الحقيقي للنظام الديمقراطي .
سيدي النائب المحترم .. كنّا قد اسبشرنا خيرا حين طرح ائتلافكم الموّقر وعلى لسان رئيس الوزراء نوري المالكي , شعار حكومة الأغلبية السياسية , واعتبرنا طرح هذا الشعار في هذا الوقت هو توجه نحو تصحيح المسار الخاطئ في العملية السياسية الذي قام على مبدأ حكم المكوّنات , وبموجب هذا المبدأ تمّ تقسيم العراق إلى ثلاث مكوّنات رئيسية , تشترك وتتقاسم الحكم فيما بينها وفق الطريقة المعمول بها منذ سقوط النظام الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة , وكانت النتيجة هي هذه المأساة التي يعيشها الشعب العراقي , فالانسجام بين المكوّنات الذي تتحدث عنه , مفقود وغائب لاسباب أنت أعرف الناس بها , وهذا الافتراض ساقط ولا وجود له على أرض الواقع , ولوكان هذا الانسجام متوّفر بحده الأدنى , لما وصل البلد لهذا المأزق السياسي الذي نعيشه الآن .
سيدي النائب المحترم .. إنّ جوهر النظام الديمقراطي قائم على أساس دولة المواطنة , وليس على أساس دولة المكوّنات , ولو كان هذا هو جوهر النظام الديمقراطي , لرأينا أكثر من أربعمئة قومية تشترك في حكومة الهند التي هي أكبر الديمقراطيات في العالم , ولرأينا العرب والمسلمين يشتركون في حكم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول الديمقراطية , فتمثيل المكوّنات يجب أن يكون في البرلمان ولا يشترط أن يكون في الحكومة , وتمثيل كل المكوّنات في الحكم بدعة لا تمتّ بصلة للديمقراطية والنظام الديمقراطي , انفرد بها العراق بعد سقوط النظام الديكتاتوري , وربّما هي الأقرب للتقسيم الطائفي في لبنان .
في الختام سيدي النائب .. أرجو أن لا يكون هذا التصريح تمهيدا للتراجع عن شعار حكومة الأغلبية السياسية , فلا مجال للخروج من هذا المأزق السياسي الذي يعيشه البلد , إلا بحكومة الأغلبية السياسية , وأتمنى عليك وعلى جميع السياسيين أن يكفّ عن إطلاق مثل هذه التصريحات الضارة والمؤذية , وأن يفكرّوا مليّا في تصريحاتهم وكلامهم قبل إعلانه على الملأ في وسائل الإعلام , كما أرجوا أن تتقبل هذا النقد بسعة صدر , ولك مني فائق الاحترام والتقدير ووفقكم الله لخدمة بلدكم وشعبكم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات