رسالة إلى المرجعية الجزء الثاني
لم تكن ثورة تشرين ٢٠١٩ ثورة عبثية أو بطرية بل كانت تعبيرا صادقا عن الواقع العراقي في ظل هذا النظام الفاشل..والفاسد..والظالم ..ولذلك وقف معها الجميع طلابا ومعلمين وأساتذة ..أغنياء وفقراء.. ملحدين ومؤمنين ..صغارا وكبارا ..رجالا ونساء..وكل طبقات المجتمع وكل مكوناته وكان يكفيها لتعبر عن ذلك يوما واحدا فرسالتها كانت واضحة ملخصها أن هذا النظام فقد شرعيته ومشروعيته لذلك لم يكن أمامكم إلا الوقوف معها في وقتها..
بعد هذه الثورة طالبكم المجتمع العراقي أكثر من مرة بموقف واضح من النظام والطبقة السياسية وكان يمكن أن تتم الدعوة والضغط لإجراء استفتاء عام وفق أطر الديمقراطية التي يدعي النظام أنه منها بحيث يمكن معرفة رأي الشعب بأنه مع بقاء هذا النظام وطبقته السياسية أم أنه يرغب بالتغيير وكنا واثقون بأن الاستفتاء سيكون نتيجة مدوية ضد هذا النظام لكنكم لم تفعلوا ذلك..
لقد كان واضحا أن المرجعية تؤيد بقاء هذا النظام مرة بعد مرة وكنا نقول في كل مرة لا بأس فلربما تكون الانتخابات هي الطريق الأسلم للتغيير كما قلتم في بيانكم وكان هذا موقفنا في انتخابات ٢٠١٨ التي أطلقتم فيها قولتكم الشهيرة المجرب لا يجرب ولكنهل تتذكرون ماذا حدث وقتها..فعلى الرغم من دعوتكم للمشاركة لم تكن نسبة المشاركة الحقيقية ١٢ بالمئة والتي أصبحت بالكذب والتدليس اكثر من ٣٠ بالمئة وكان التزوير والتهكير سيد الموقف فيها..
لذلك كان عليكم أن تأخذوا كل ماجرى بنظر الاعتبار ولكنكم مع الأسف كتبتم بيانكم وإجابتكم بعقلية ٢٠١٠ بل كتبتموها وكأن هذا النظام مولود حديث لم يتجاوز السنة من عمره ونسفتم كل مواقفكم السابقةفي خطب الجمعة وخاصة بعدما أوصدتم الباب بوجه الطبقة الحاكمة بعدما بح صوتكم احتقارا لهم وتبكيتا وإذلالا لكرامتهم ولأنهم بلا كرامة ولصوص ومنافقون وشياطين ظلوا يرددون ومازالوا بأنهم جنود المرجعية..
وهنا كان يمكن أن تبينوا للناس دجل هذه الطبقة السياسية وأنكم براء منهم ولكنكم لم تفعلوا ذلك بل فعلتم العكس تماما في بيانكم هذا ورددتم قولكم الذي قلتموه في ٢٠٠٥ بأنكم تقفون على مسافة واحدة من الجميع.. فلعمري إذا كان يصح هذا القول في ٢٠٠٥ لعدم وضوح الفساد والفشل والظلم وقتها فكيف يصح اليوم أنكم تقفون على مسافة واحدة من الفاسدين والمخلصين وأنتم تعلمون جيدا أن الأغلبية المرشحة والتي ستفوز بالمقاعد هم القوى السياسية نفسها التي عاثت فسادا وظلما وإجراما يتزايد يوميا ولكنكم مازلتم تمثلون لهم طوق النجاة..
أرجو أن تتقبلوا كلامي بعين النصح فقد عرفتموني أنني لم أكتب يوما إلا صادقا مخلصا أمينا وكل ما أرجوه وأسعى اليه هو عراق قوي مستقل يحكم شعبه بالعدل والنظام ..
يتبع الجزء الثالث