8 مارس، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

رسالة إلى المرجعية ( الجزء الأول )

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنا ولا زلنا نقول إن المرجعية في النجف أقرب إلى هموم الشعب منها إلى مصالح السلطة لكن بيانكم الأخير بخصوص الانتخابات تضمن في ثناياه دعما واضحا للنظام الحالي الذي اتسم طيلة ١٨ عاما بالفشل والفساد والظلم والإجرام والفوضى ولم يقدم لشعبه سوى الكوارث والويلات وتعطيل الخدمات وسرقة الأموال وقتل العراقيين وقد أكدتم ذلك في كل خطب الجمعة كلها وبياناتكم السابقة بعدما أوصدتم الباب في وجه رموز هذا النظام..

في البدء لابد أن نذكر بموقف المرجعية من ثورة تشرين في أيامها العظيمة فلقد كانت المرجعية تؤكد على فشل هذا النظام وطبقته السياسية الحاكمة في إدارة البلاد وأن المطالب التي رفعها الثوار هي مطالب حقة وأن ماقبل تشرين ليس كما بعدها وأن الحكومة التي مثلت النظام في وقتها عليها أن تستقيل لأنها لم تكشف قتلة الثوار ولم تقدم أي حلول وفعلا استقالت الحكومة وجاءت حكومة أخرى من رحم الفوضى ولكنها حتى هذه اللحظة فشلت في تغيير الواقع أو تقديم القتلة..

إذن ماذا حدا مما بدا بحيث رجعت المرجعية إلى موقفها قبل تشرين ٢٠١٩ وهي التي كانت تؤكد أن ماقبل تشرين ٢٠١٩ ليس كما بعده..فكلنا نعلم أن المليشيات بقيت تقتل الثوار وتغتال الوطنيين أو تضعهم على قائمة الاغتيال وتصدر أوامر قبض عليهم بمساعدة القضاة الخانعين لهم..كما أن الحكومة الحالية لم تنجز شيئا في ملف قتل الثوار ولا المخطوفين وذهبت دماؤهم أدراج الرياح وبقيت الصدى يردد أنات أمهاتهم الثكالى.

نعود الى نص الإجابة والبيان لنقدم تحليلا دقيقا لما حواه من تعميمات خطيرة ومغالطات مكشوفة لم يجدر بها أن تصدر من أعلى سلطة روحانية في البلاد مازلنا نكن لها التقدير والاحترام لمواقفها مع الشعب ولأن هذا البيان أقرب إلى السياسة منه الى الأمور الدينية فلذلك من حقنا أن ننتقده ونبين لكم هفواته وسلبياته ونتائجه من دون القدح في مكانة المرجعية..

تقولون في بيانكم ..((ان المرجعية الدينية العليا تشجع الجميع على المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات المقبلة فإنها وإن كانت لا تخلو من بعض النواقص ولكنها تبقى هي الطريق الأسلم للعبور بالبلد الى مستقبل يرجى أن يكون أفضل مما مضى وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي))..

هذا الكلام كان يمكن قبوله في الانتخابات الماضية أما اليوم فقد أكدتم مرارا وتكرارا على فشل هذا النظام وأن مجمل التجارب السابقة أوصلتكم وأوصلت أغلبية الشعب العراقي إلى نتيجة واضحة أن لافائدة ترجى من هذه الطبقة الحاكمة التي تزداد سوءا مع كل فرصة جديدة تعطى لهم ولأن المجرب لايجرب فقد جربتم معهم ذلك وفشلوا أكثر من مرة والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فكيف بأكثر من ذلك ..

ومع ذلك فهناك مغالطات في هذه العبارة فما دخل نسبة المشاركة بخطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي فسواء أكانت نسبة المشاركة ١٠ بالمئة أو ٩٠ بالمئة فالنتائج سيتم إقرارها والعمل بها وهذا ما حصل فعلا في انتخابات ٢٠١٨..لا علاقة لنسبة المشاركة بالفوضى والانسداد السياسي بل نحيطكم علما إن نسبة المشاركة القليلة هي التي جعلت الطبقة السياسية في وقتها مرعوبة فاضطرت لاختيار رئيس وزراء من خارج كتلها لإنقاذها من ورطتها..

نعود إلى الفقرة أعلاه وبالتحديد جملة ((وإن كانت لاتخلو من بعض النواقص)) وهي بالتأكيد أراد من صاغها أن يسفه ويقلل من الأركان والشروط الواجب توفرها في الانتخابات لكي يصح المسمى عليها ولكي تكون نزيهة وعادلة وقادرة على التغيير ..هذه النواقص يا سادة هي الركوع والسجود في الصلاة ومن دونها لا يمكن أن نسميها صلاة ..هذه النواقص ياسادة هي الأساس في رفض الشعب للانتخابات وفقدان ثقته بها..

لذلك كان على البيان أن يصارح الشعب بشفافية وكان على المرجعية قبل أشهر أن تطالب بتحقيق شروط الانتخابات الحقيقية ومن أهمها تفعيل قانون الأحزاب الذي لو تم تطبيقه لما شاركت هذه الأحزاب الفاسدة والمليشياوية في الانتخابات ولما تجرأت هذه القوى الفاسدة على تأييد بياناتكم وهي ضدها ولما نافقت عليكم وأنتم توصدون الباب في وجهها ..وحينها كان يمكن أن يتضمن بيانكم ذلك ليقرر الناس الأصلح في المشاركة أو عدمها حتى لايتم اتهامكم بأنكم تحمون هذا النظام الفاسد..
…يتبع
صفحة 1 من إجمالي 16 صفحة 2 من إجمالي 16

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب