23 ديسمبر، 2024 4:46 ص

رسالة إلى السيد رئيس الوزراء العراقي المحترم

رسالة إلى السيد رئيس الوزراء العراقي المحترم

لم يسمع أغلب العراقيين سابقا عنك قبل ان يتم تنصيبك رئيسا علينا كلنا , وربما هذا اختبار قاس لك ولبعض المبادىء التي يتطلع العراقيون إلى لمسها على ارض الواقع خاصة وأنك تنتمي الى حزب ينادي بالاسلام وهذا شيء رائع. ولكن كما يقول المثل الانكليزي الكلمات رخيصة ويقول شكسبير الأفعال تتكلم أقوى من الكلمات ولهذا المطلوب تطبيق يلمسه ليس الوصوليون فقط بل البسطاء من الناس الذين ذاقوا كل أنواع العذاب والقهر على مدى عقود. سنثق بك تماما اذا أقدمت على بعض الخطوات:

أولا: أنت تنتمني إلى حضارتين متناقضتين ومتنافستين وعليك أن تختار الحضارة التي تعتقد أنها الأفضل: فأنت وقفت رافعا يدك اليمنى واقسمت بالولاء للعرش البريطاني قبل أن يتم منحك الجنسية البريطانية مع أنك عربي عراقي المولد: فعليك ان تتنازل عن احدهما كي تكسب قلوبنا: فبريطانيا تنتمني إلى حضارة تميزت عبر العصر الحديث بالحروب على شعوب فقيرة ومسالمة وبنت دولتها بسرقة كل ما وجدته في بلدان افريقيا وآسيا وحتى أمريكا: انها يا سيد حيد العبادي لعنة في تاريخ البشرية الحديث على المستوى السياسي فسيرتها التاريخية السياسية الخارجية مخجلة وملفها يتوجب تقديمه إلى محاكم دولية وخاصة ملف الارهابي توني بلير. أما العراق فينتمي إلى حضارة كانت ومثلت أكثر الحضارات تسامحا عرفتها البشرية. فانت أما أن تساير هذه الحضارة أو تلك الحضارة وهذا شرط كبير كي نثق بك. عليك أن تتذكر قول تشرشل: لا صديق دائم و لاعدو دائم بل مصالح دائمة ومقارنة هذا القول بالمثل العربي الرائع: احسن إلى الناس تستعبد قلوبهم: فأي قول ستطبق في حالة تضاربت مصالح بريطانيا مع مصالح العراق؟

ثانيا: عليك أن تقوم بتفعيل وزارة العدل وأن تكون هذه الوزارة تنهج منهجا العدل والمساواة: فهي ستنظر بملفات السجناء كافة واطلاق سراح الأبرياء ومعاقبة من يستحق العقاب وهذا يتضمن جميع المسؤولين في حكومة نوري المالكي, بدون هذا الشرط فان سياستك ستكون فاشلة تماما. فوزارة الداخلية يجب أن تتلقى الأوامر من وزارة العدل وليس العكس كما رأينا منذ وصول الديمقراطية الأمريكية الملعونة.

ثالثا: عليك يا محترم الاهتمام بشكل كبير بوزارتي التربية والتعليم العالي أيضا: فلن يحدث تقدم ببلد ما ما لم تكون وزارة التربية ذات أهمية كبرى في سياسة البلد: فهي مستقبل العراق وتطوره, أما وضع وزارة التربية بيد غير تكنوقراطية لارضاء الحزب الفلاني أو فلان الفلاني فهذه كارثة كبيرة .

رابعا: عليك أن تخبرنا عن أملاكك الخاصة وحساباتك المصرفية كي نقوم بمقارنتها لاحقا ومعرفة من أين لك هذا, وهذا ينطبق على كل مسؤول في حكومتك. فقد اغتنى الكثير من الوصوليين والسياسيين منذ الغزو الأمريكي المشؤوم, فهل ستضع حدا لهذا.

وهذا ينسحب على جل أفراد عائلته وبقية من اغتنى على حساب الدولة العراقية . وكذلك عليكم يا سيد رئيس الوزراء تقديم كشف بالممتلكات العقارية العائدة لكم ولأفراد عائلتك داخل وخارج العراق.

خامسا- توفير الخدمات الأساسية للمواطنين: الكهرباء والماء على الخصوص , الأهتمام بنظافة العراق من شماله إلى جنوبه وبناء المدارس والمستشفيات. فأحد عشر سنة مضت ولم تقوم

الدديمقراطية على طريقة الكاوبوي بتقديم أهم مستلزمات الحياة الضرورية: أليس هذا مضحكا ونوعا من الأرهاب!

سادسا- ضبط الحدود جيدا وخاصة مع الجارة العزيزة جدا ايران الاسلامية جدا: فهذه الدولة عبر تاريخها الطويل لم ترحم أحدا ولن ترحمنا يا سيد حيدر العبادي, كذلك عدم الاكتراث بالبعثة الدبلوماسية الايرانية ببغداد والعراق. وعندما تزور ايران أطلب منهم رفع علم العراق مع العلم الايراني.

سابعا – السيطرة تماما على فرق الموت التي تصول وتجول بالعراق ولو لم يستطع رئيس الوزراء ضبطها: فهو إما ضعيف جدا أو يخاف من هذه الفرق أو أنه يساند هذه الفرق.

ثامنا – عليك بقبول قرار مجلس النواب بتحديد ولاية رئيس الوزراء الى ولايتين ليس أكثر: لو وافقت فستكون مثلا يحتذى به وتثبت للجميع بأنك انسان نزيه وشريف وستدفع بالعراق إلى الأمام كثيرا.

ثامنا- عليك استدعاء سفراء الدول التي غزت العراق 2003 والطلب منهما الأعتذار وتعويضات عن الغزو الهمجي والا ستقطع علاقاتك الدبلوماسية معها (خاصة بريطانيا والولايات الامريكية) وربما تقديم شكوى ضدهم في محكمة لاهاي. وحتى لو اذعنت هذه الدول الشريرة لمطالب العراق فعليك تقليل من تمثيلهم الدبلوماسي ببلادنا.

تاسعا – فليكن الامام علي بن أبي طالب وليس تشرشل مثلك الأعلى في الصدق والشهامة والرجولة, وعليك ان تكون مسلما قبل أن تكون شيعيا.

عاشرا- عليك بالألتفاف إلى الأرامل والأيتام وتقديم المساعدة الضرورية لمسح دموع الحزن الذي سببه الغزو اللهمجي, وعددهم كبير لكن ميزانيتنا ستساعدك على مثل هذه المهمة. فلا تجعل طفل العراق مثل الطفل شادي في أغنية فيروز أنا وشادي. اتمنى عليك سماع هذه الأغنية صباح كل يوم قبل ان تتوجه إلى مكتبك.

لو طبقت هذه الأجراءات سيكون اسمك لامعا في تاريخ العراق الحديث وسيذكرك الناس على مدى أجيل كثيرة قادمة بالخير وأنك كنت رجل مبادىء: فهل ستلتزم بمبادىء الخير أما ستضطر إلى التقاعد و الهجرة إلى بريطانيا أو امريكا, إن غدا لناظره لقريب.