22 نوفمبر، 2024 10:16 م
Search
Close this search box.

رسالة إلى السيد العبادي , حرب الديناصورات تحتاج إلى المزيد من الأسنان

رسالة إلى السيد العبادي , حرب الديناصورات تحتاج إلى المزيد من الأسنان

لست ادري يا سيد عبادي أحظك أم حظنا هو الذي سلطك على رقابنا , وجعلك تتحكم بنواصي العباد ,وأوصلك إلى سدة حكم العراق , وأصبحت في غفلة من التاريخ تحكم اخطر بقعة في كوكب الأرض فأنت الآن امتداد لحمورابي ونبوخذ نصر وأبو جعفر المنصور وعبد الكريم قاسم وصدام حسين وكل الذين حكموا العراق سواء رضينا بذلك أم لم نرضى , فأصبحت قدرنا كما كان حكام هذه الأرض , ولأننا عاجزين عن تغيير أقدارنا حيث إننا شعب خانع مستسلم لقدره ( يتقشمر ) باسم الدين والطائفة ( ولحد يتعيقل ويتفلسف ويحجي حجي فارغ والي عنده اعتراض خلي يشوف الواقع إلي نعيشه بالعراق ) . وحيث إننا لا نمتلك سوى الكلمات

لكل هذا نتوجه لك برسالتنا هذه ونتمنى أن تقرئها وتستفيد من مضمونها حيث أنها تمثل رؤية واحد من أبناء شعبك الذي تحكم وأرجو وان يتسع صدرك لكلماتنا وان تتحمل زلات أقلامنا لأننا بالمقابل كشعب مسكين نتحمل أفعال منظومتك الحكومية الفاسدة بالكامل ( ولا نستثني احد من أعضاء الحكومة والمسئولين من الفساد والإفساد ف ( أبيضهم وأسودهم نجس مثل أفراخ الجروة ) , ونتحمل سرقاتهم من قوتِنا وندفعُ ثمن أخطائهم بدمائنا . كما إن العرب تقول : لولا وخز الإبر لما استقام الثوب , ونحن نتمنى أن يستقيم الثوب يا سيد عبادي .

الجميع يعلم انك ورثت تركة ثقيلة من ( أخوكم ) أبو إسراء اعزه الله وأيده بروح القدس فالفساد ضارب في أطناب مؤسسات الحكومة بالكامل , والأرض يحتلها عصابة من شذاذ الآفاق , والاقتصاد في انهيار مستمر, والخدمات شبه معدومة في عموم مدن العراق , وكل هذا لا نحملك مسئوليته ولكنك يا سيد عبادي قد تصديت للمسئولية وانتهى , وصار لزاما عليك أن تتحمل مسئولية كل الذي يحدث في العراق فأما أن ( تكَوم بالحمل ) أو تتنحى وتترك الساحة لغيرك , ولكننا كشعب فوضناك وخرجنا بمظاهرات عارمة تشهد بها رموز جواد سليم في ساحة التحرير ويشهد بها القاصي والداني من أبناء العراق , ورغم كل هذا التأييد الذي لم يحظى به احد غيرك في تاريخ العراق الحديث إلا إنك فشلت في أن تحرك بعوضة فاسدة تعيش على امتصاص دماء الناس من مكانها , فالفاسدين في حكومتك الرشيدة في تزايد ( والخبزة صارت حصرة على الوادم ) . والعراق أصبح دولة غير قابلة للحياة نتيجة عقلية حزب الدعوة التي تدير الحكومة منذ 2003 ولحد الآن .

نورد لكم سيد عبادي أدناه مجموعة من الملاحظات الغير مرتبة لمواضيع مختلفة خاصة بالمشهد العراقي نتمنى أن تُفيدك فخذ منها ما شئت ودع منها ما شئت لأني اكتبها للضمير وليس يعنيني رأي احد .

1ـ الكارثة الأساسية التي تواجهك يوميا وستهز أركان حكومتك مستقبلا هي الهوة بين السنة والشيعة وخوض الحرب ضد داعش بفعالية اكبر عن طريق إشراك السنة بالحرب لأنهم إذا لم يكونوا معك فستستقطبهم داعش ويكونوا ضدك وأنت لا تستطيع أن تحاربهم , السنة الآن

معظمهم نازحون ومناطقهم بيد داعش فالتعامل معهم سهل الآن لأنهم ضعفاء ولكن إذا استمر الحال فإنهم سيكونوا صيدا سهلا بِشباكِ داعش وهنا الكارثة وهذا ما تعيه الولايات المتحدة وتعمل على تجنبه , وتتغاضى عنه إيران الداعم الأساسي للحشد الشعبي وتعمل على توسيع الهوة بين المكون الشيعي والسني بألف طريقةٍ وطريقة. وسقوط الموصل كشف بوضوح الانقسام الكبير بين شريحة كبيرة من السنة العرب والحكومة المركزية نتيجة ممارسات حكومة أبو إسراء اعزه الله وأيده بروح القدس . فالتحدي الأكبر الذي يواجه حكومتك هو تمكين السنة والشيعة من الانضمام إلى جيش واحد يقاتل محور الشر داعش . وإعادة الثقة بين المكونات المتناحرة في العراق عن طريق تبني خطاب عقلاني محترم يعتمد الوطن والمواطن كأساس لبناء الدولة . كما إن حكومتك لكي تنجح فإنها تحتاج أن يكون لها قواعد سياسية ومدنية ومؤسسية حقيقية في المناطق السنية إذا كانت حكومتك تسعى للنجاح ضد تنظيم داعش , ولا يمكن المخاطرة بتثبيط توقعات السنة مرة أخرى , فالحرب ضد داعش تحتاج إلى تجفيف المنابع وتحييد الحاضنة وصدق من قال ( لا تقتل البعوض , وإنما جفف المستنقع ) . فلو استطعت أن تقضي على داعش فستظهر ألف داعش إذا لم يتم احتواء العقلية السنية في العراق .

2ـ يجب أن تقود يا سيد عبادي حملة حقيقية لإصلاح قطاع الأمن في العراق ( الشرطة , أجهزة الأمن , قوات حفظ النظام , وزارة الداخلية ) والتي تأخذ الحصة الأكبر من الفساد في العراق وما الانهيار الأمني الذي حدث عند دخول داعش الأرض العراقية إلا مؤشر واضح عن حجم الفساد الموجود في المنظومة الأمنية والعسكرية في حكومة المالكي طيب الذِكر.

3ـ إن حالة التخبط التي تمر بها أنت وإصلاحاتك التي لن تستطيع تنفيذها ولا تتعدى أن تكون حبر على ورق سببه الأساسي هو فشلك في بناء تحالف سياسي أو تكوين إجماع تقوده أنت للعبور بالعراق إلى مستقبل أفضل , عن طريق ضرب الفساد بكل مفاصل الحكومة وبكل قوة لأنه السبب الرئيسي في احتلال داعش لأرض العراق , حيث إن المواطن العراقي يريد أن يرى إصلاحات حقيقية في حين إن الإصلاحات التي قمت بها لا تعدو أن تكون إصلاحات تقشفية , ولم يرى المواطن العراقي أي محاسبة لأي مسئول عراقي فاسد في العراق ( وكل المنظومة الحكومية فاسدة بلا استثناء مع اختلاف درجات الفساد ) مما سبب لك عزلة سياسية وأصبح موقفك ضعيفا أمام كل الشعب .

4ـ لا يخفى عليك وعلى كل ذو عقل راجح ولب ناصح إن قيادة الحشد الشعبي بيد أبو أسراء اعزه الله وأيده بروح القدس وان الرجل لازالت عينيه ترنو إلى كرسي رئاسة الوزارة الذي تجلس عليه نتيجة صفقة وتخلخل في معسكر التحالف الوطني , وان الذي يحدث في العراق ( بعيدا عن المعارك مع داعش ) بقيادة الحشد ما هو إلا انقلاب ناعم وهادئ سيحصدون نتائجه مستقبلا وانه عند انتهاء صفحة داعش الشر سيصبح الحشد قوة ضاربة بيد المالكي رضي الله عنه , لذلك فأمامك خيار من خيارين الأول أن تكسب ولائهم ( قيادة الحشد الشعبي ) بطريقة أو بأخرى وتُحيد المالكي عن قيادتهم , والآخر أن تجد لهم بديلا وهذا غاية في الصعوبة لان كل المنضويين تحت راية الحشد ولائهم لقياداتهم الحليفة للمالكي كما إن إيران صاحبة اليد الطولى على الحشد وقياداته لا يمكن تجاوزها في هكذا أمر . كما إن بإمكانك أن تنتج أو تُصنع

قوة موازية للحشد الشعبي يكون ولائها لك وحدك وفكرة تشكيل الحرس الوطني جيدة إلى حد ما إذا ضمنت ولائه وإذا تم تأسيسه وفق معايير الوطنية والولاء للعراق فقط .

5ـ المالكي خلال فترة حكمه لدورتين استطاع أن يحظى بدعم الأمريكان والإيرانيين رغم تناقض المعسكرين وهذه تُحسب له , حيث استطاع أن يقف على مسافة واحدة بين الخصمين واستطاع أن يحصل على مباركتهم ودعمهم رغم إن الذي بينهم ما صنع الحداد , وهذه هي السياسة , أما أنت يا سيد عبادي فلا نعرف لحد اللحظة المعسكر الذي يدعمك فتارة نراك ( متأمرك ) وتارة نراك ( متأيرن ) وكأني بك ( أمضيع صول جِعابك( جعاب من لعبة الكعوب وهي لعبة قديمة يعرفها أهل الجنوب في العراق ) ) .حيث إن لديك فرصة تاريخية لم تتسنى لأحد قبلك فالشعب العراقي كله والمجتمع الدولي والولايات المتحدة وإيران والعالم والله كلهم معك لمحاربة داعش ولكن ترددك وضعفك سيضيع الفرصة لهكذا دعم وستضيع منك ومنا فرصة تاريخية للقضاء على شر العالم كله .

6ـ العراق يقترب تدريجيا من المجاعة حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 4.4 ملايين شخص في العراق في مختلف أرجاء العراق يحتاجون إلى المساعدات الغذائية ويعيش نحو 40% من شعب العراق يعيش تحت خط الفقر الوطني , وان تنظيم داعش سيطر على ثلث إنتاج العراق من الحبوب والتي تقدر بنحو مليون طن من القمح ونصف مليون طن من الشعير( والتي تكفي لإطعام 5 ملايين شخص في العراق ) , وأن الحرب ضد داعش أحدثت خللا في دورات الحصاد والزراعة وهذا سيجعل العراق يقترب من حالة انعدام الأمن الغذائي حيث إن معظم الأراضي الصالحة لزراعة الحبوب في وسط وشمال العراق فهي أما بيد داعش أو تجري فيها عمليات عسكرية .

يقول احد أعضاء المندى الاقتصادي العالمي : تؤدي الخسارة المستمرة لمحاصيل الحبوب في العراق إلى ازدياد الحاجة الى الواردات من أجل تلبية الطلب وردم الهوة في إمدادات المواد الغذائية , ولكن نظرا الى الهبوط في أسعار النفط العالمية , ومع إنفاق نسبة متزايدة من الإيرادات النفطية على الجهود الحربية وتسديد الديون , سيواجه العراق صعوبات في تأمين الكمية اللازمة من المواد الغذائية لسكانه . في غضون ذلك يبيع المهربون من تركيا وإيران محاصيل القمح في هذين البلدين الى الحكومة العراقية مدعين انها من انتاج عراقي بهدف الإفادة من السعر المدعوم في العراق والذي يبلغ نحو 600 دولار للطن الواحد , أي حوالي ضعف السعر في السوق العالمية مما يتسبب بمزيد من التدهور في الاوضاع المالية للحكومة العراقية , وهكذا تنحرف هذه الإعانات الحكومية المخصصة لدعم الزراعة والمزارعين العراقيين عن مسارها الصحيح بعيد عن الأشخاص الذين وجهت في الأصل من اجلهم , لا بل أكثر من ذلك , تُحول السيولة التي تستخدمها هذه الإعانات الى البلدان المجاورة بدلا من أن تبقى قيد التداول في الاقتصاد العراقي ( هناك مافيا فساد بقيادة أعضاء من مجلس النواب العراقي ومن أعضاء حكومة بغداد وحكومات المحافظات المحلية هي التي تقود وتنظم عمليات تهريب الحبوب من خارج العراق وتشتري من داعش أيضا وتبيعها للحكومة العراقية على إنها حبوب عراقية للاستفادة من فرق السعر بين الأسعار في العراقي مقارنة بالسعر العالمي ). ( وألف عافية وخل ياكلون بجال خالهم ) .

أعلم كما يعلم غيري يا سيد عبادي إنك تحارب على جبهات متعددة وإن اللذين تحاربهم عبارة عن ديناصورات لذلك فأنت تحتاج المزيد من الأسنان لان حرب الديناصورات تحتاج الى الحيلة والعقل والأدوات وأهمها الأسنان لان أسنان خصومك الحادة والقاطعة والقاتلة لن ترحمك إذا ضفرت بك . كان الله في عونك إذا كانت نياتك الإصلاح أما إذا كنت لا تختلف عن من سبقك فكان الله في عوننا نحن الشعب المسكين .

يقول الإمام الشافعي :

إذا هبت رياحك فأغتنمها

فإن لكلِ خافقةٍ سكونُ

وإن درت نياقَكَ فأجتلبها

فما تدري الفصيلُ لمن يكونُ

ولا تغفل عن الإحسان فيها

فما تدري السكونُ متى يكونُ

[email protected]

أحدث المقالات