رسالة إلى/ السيد الشهيد محمد باقر الصَّدر(رض)
بواسطة/ الفقيد الراحل السيد حسن شبّر (رحمه الله)
****************************
قارعتَ طغيانَ العُتاةِ مكابدا
ما كنتَ في يومٍ تعيشُ مُحايدا
ما كنتَ في يومٍ تميلُ لبعثِهم
حين امتنعتَ عن الخضوع مضاددا
حتى مضيتَ على الطَّريق مكابراً
و مقارعاً ظلمَ الظلومِ معاندا
كم عذّبوك و قيّدوكَ بقيدهم
حتى انطلقتَ لكي تعيشَ مُجاهدا
جاهدتَ فرعونَ العراق مناضلاً
حُرَّاً شهيداً في الحياة و شاهدا
أسستَ والرَّكبُ الدُّعاةُ مسيرةً
يجري بها نحرُ الحسين معاودا
فتوزّعت منه الفروعُ روافداً
منها تَشُقُّ على البطاح روافدا
تعلي جسومَ الباذرين شبابهم
من عمقِ مقبرة الجموع مراقدا
لتطولَ أجسادُ الدُّعاةِ منائراً
تعلو كأشجارِ النَّخيلِ شواهدا
حتى تهاوى الظالمون خرافةً
ظلّتْ تخيفُ الخانعين أساودا
عضَّتْ على حكم العراق .. تسلّطتْ
و طغتْ و جارتْ في البلاد مفاسدا
قتلتْ رجالَ الدِّين دون جريرةٍ
والموت قد خطَّ المنونَ قلائدا
حتى سبَوا حتى النِّساءَ بليلهنْ
قضّوا عليهنْ في المنامِ وسائدا
ما ذقن طعمَ الأمنيات و نكهةً
للأنسِ في الدُّنيا فنلنَ محامدا
ألقنْ على تيهِ الرَّصيف صغارَهنْ
و مضينَ للإعدام قلباً فاقدا
حتى تراءى المستحيلُ مروءةً
تهدي وقد حَنَّ الإلهُ مساعدا
لم ينجُ مِنْ جُبٍّ رموهُ أَخِلَّةٌ
لكنْ رمَوهُ الحاقدونَ فعاودا
للأهل .. للناس الذين بصبرِهمْ
صبرٌ ليعقوبَ النَّبيِّ توالدا
تدرون هذا .. تعلمون .. تصبُّراً
لمّا تحمّلتِ الجموعُ مكائدا
كانتْ حياةً لا تُطاقُ عصيبةً
كان الرِّفاقُ المجرمون مصائدا
يرمونَ ألوانَ الشِّباكِ بليلنا
كي يكرفوا من يكرفون خرائدا
للقصر .. للحرب الضَّروس .. لبعثِهِ
للقادسيةِ كي يصولَ محاددا
كي يؤذيَ الجيرانَ في عدوانِهِ
هشّتهُ (أمريكا) فصارا مجاهدا
لكنْ وقفتمْ صامدينَ .. أبيتمُ
أنْ تنصروهُ ، إذِ الهطوعُ تعاضدا
فلتلتقوا مَنْ تأملون بجنةٍ
عَدْنٍ بها (الصَّدرُ) الحبيبُ تواجدا
حيّوه .. قولوا : يا شهيدُ توزَّعتْ
دعواكَ و الوصلُ القديمُ تباعدا !!!