عالم نشيط بعيد كل البعد عن الإملاءات الخارجية والضغوط الإجتماعية, ينفض نفسه ليعد يومه المدرسي بكل نظام وهدوء, فبين أروقة البيت كبيراً كان أم صغيراً, لا تميل عن خطها ومسيرتها, فهذا واجب بيتي, ثابت وحلقة واحدة في مسلسل الحياة الزوجية المليئة بالمتاعب والمصاعب.
تتوجه مسرعة في مشوار خاطف نحو المصباح, وتحمل معها تمتمة عصبية, راحت تصدح في زوايا البيت باحثة عن الأشياء المبعثرة, فبمجرد هطول الظلام, يبدأ الشيطان الكهربائي بالتقافز هنا وهناك, ويغادر التفاؤل والسكون ملامح الأم, وتتلاطم الهموم, وما أكثرها هذه الأيام في دروب الحياة الوعرة, فلا الجلوس يهدئها ولا الوقوف يسعفها, فالكهرباء قد غادرت بيتها.
حقيقة غابت عن أذهان الكثير, ممن يعمل في حقل توزيع الطاقة الكهربائية في المدينة, حيث أن أوج حركة المرأة وخصوصاً العاملة, تبدأ بعد صلاة الصبح حتى إلتحاقها بالدوام هي وأولادها, فهل يدركون حجم المعاناة والإحراج, اللذان تتعرض لهما الأم أثناء حركتها داخل البيت المظلم وهي كالمجنونة؟, فما عليكم إلا الإجابة عن هذا السؤال.
لنكن عقلاء في التساؤل وفي الإجابة, ففي الحياة دروس وعبر, وكل منا يبحث عن حلول ومعالجات لجانب من جوانب الحياة, التي تمس شريحة كبيرة من المجتمع, خاصة موضوعة الكهرباء, والعلاج يتطلب تفكيراً موضوعياً منظماً لكي يتم القضاء على هذه المشكلة, والتي تنعكس سلباً على أداء العاملة, فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك, والحل يكمن في وضع آلية مدروسة لتغطية حاجة المدينة من الكهرباء, وبالتحديد في الصباح الباكر حيث الحياة تبدأ معاركها.
الى وزارة الكهرباء وتحت أنظار السادة المسؤولين: راعوا حقوقنا في الخدمات, وعليكم إعادة حساباتكم, على أمل الوصول لحلول, ترضي عاملات الصباح في أزقة وبيوت, لا تعرف عن الضوء إلا خيوط الشمس, التي أصبحت (قسمة ونصيب) في شروقها الشتوي الخجول, ونأمل بأن نستيقظ كل صباح, والأضواء تملأ المكان, أسوة بباقي البشر في أصقاع الأرض,
الموضوع على درجة كبيرة من الأهمية, لذا الإنتباه …الإنتباه أيها العقلاء في وزارة الكهرباء .