حين نتحدث عن التكليف الشرعي فأنتم من تحددوه … وحين نتحدث عن الامر بالمعروف فهو وظيفتكم والنهي عن المنكر فإنه إختصاصكم … وحين نقول لابد أن نزيح الفاسدين ونحافظ على الأرض والعرض فهي أيضاً مسؤولياتكم لا نستطيع أن نتكلم وانتظرناكم ولاشيء يذكر للأسف أيها الاجلّاء ، مجرد مجاملات وعبارات تعويمية لا تقدم ولا تؤخر قد أدرجتموها في صنف الحكمة في استيعاب الكل وسكتنا عنكم وعن الفساد وهو يأكل شعبنا بذريعة الإئتلاف الشيعي الوقح الذي لم يؤشر عليه إلا حياءً او استخفافاً الى أن وصل بنا الحال نحن العراقيين لفقدان أرضنا وبيع نسائنا وأطفالنا بالجملة من قبل داعش وقبلها مفخخاتهم تضرب وتضرب دون توقف ، ولا من استنكار ولا شجب ولا حساب وكان الضحية هو المقتول والقاتل يكافئ بالأوسمة والشرعية ويزوركم بين فترة وأخرى وأنتم تدعمون ذلك فقمع شعبنا في الفلوجة وأنتم ساكتون وفي النجف في الزركة وفي كربلاء الرهيبة وحرق أنصار ومؤيدي محمد الصرخي أحياءاً وبالتيزاب وهذا العنف لم يتكلم عنه احداً وكانت القضية طبيعية إذ أن الاف العمليات الاجرامية والقتل المنظم الذي إستهدف الأبرياء في جسر الشهداء والأيام الدامية ولا يوجد كلام ولا خطاب وسكوت من ذهب لصالح الحكومات الفاشلة واخيراً مجزرة شباب سبايكر الرهيبة وقتل الاف الابرياء وايضا سكوت رهيب ودخلت داعش وسقط اكثر من ثلث العراق وصفرت الميزانية لصالح دولة القانون وسيدهم السارق الاكبر نوري كامل المالكي الذي انفق خلال فترة حكمه أكثر من 1000 مليارد دولار حسب ماصرح به رئيس لجنة النزاهة النيابية السابق السيد بهاء الاعرجي طبعا في السرقات والمشاريع الوهمية والرشاوى حتى وصلت رشاواه وكلاء كبار للمرجعيات الدينية لغرض التأثير على القرار لكل المراجع وفي كل العالم تحرك باتجاهات كبيرة وخنق كل شيء لصالحه وطارد اعدائه وسجنهم واعتقل وقتل وشرد ودمر كل شيء وانتم ساكتون لا تتكلمون ومن يتكلم فانه يجلد بأسمائكم الدينية فهو سيطر على المساجد والجوامع والمواكب والعتبات ورجالها وحتى افتتح الملاهي والمراقص والدعرة والجون وكلها تعمل لبناء رمز دعوجي اسلامي بطريقة داعرة جديدة على طريقة اسلام ال سعود وهم ولاة الامر كما يدعون وخدم الكعبة وفي نفس الوقت يسكرون ويزنون ويلوطون ويسرفون بلا حدود ووعاظ السلاطين تصبغ بلحاهم التي توضع ليلا على فروج العاهرات وهم سكارى .
إن الرمزية والاستهتار بالمال العام لم يحرك فيكم ساكناً ولم تتفوهوا بكلمة حق أو باطل وشعاركم السكوت من ذهب !!! فأقول لكم أنتم رجال دين لم يضعكم احد بل وضعتم انفسكم في مقام النصيحة والوعظ والارشاد او في مقام النبوة او النيابة العامة للامام -ع- فاين انتم من فسادهم وافسادهم واين انتم من الثورة الحسينية والاصلاحات لامير المؤمنين -ع- فهو لم يفتح اي بلاد للمسلمين اي لم يوسع الرقعة الجغرافية للامة الاسلامية لانها كانت كبيرة بلا مبادئ فجاء لغرض شحنها بالقيم والمبادئ الحقة فحارب حروباً مخيفة جدا الاولى واقعة الجمل التي كانت تقودها زوج النبي -ص- عائشة بنت ابي بكر وفي قيادتها الكثير من الصحابة بل ومن كبارهم والمراد منها كان الاصلاحات في الامة ومنع كل صحابي ان يستغل منصبه او علمه او قرابته من النبي-ص- لمصالحه الخاصة فالرسالة الاسلامية عظيمة جدا ولابد ان تجسد الروح الحقيقية للاسلام والانسان بشكل عام كما حارب في صفين ولاة الجور الظلمة الذين استغلوا المال العام لاسرهم واقاربهم واحزابهم الاموية واخيرا حارب الخوارج الذين كانوا من العباد واصحاب الجباه السود ومن الحفظة لكتاب الله لانهم لم يعرفوا الا ظواهر الاسلام والنسك بلا عقل او حكمة وكان يخطب -ع- في صلاة الجمعة قائلا -ع- (دخلت اليكم او اقبلت اليكم في جلبابي هذا فان خرجت بغيره فاعلموا اني خائن لكم ) فتأملوا مراجعنا الكرام هذا القول كيف دخلوا إلينا بأحزابهم وكيف حالهم الان ؟ ألم تكن خيانة برأيكم ؟؟ ولا يحتاج الى دليل اكبر واوضح من وضوح الشمس من وراء غربال وخاصة السيد حيدر العبادي الذي أقر بشكل واضح بما يلي: ( انهم وعوائلهم المسؤولين اعتادوا على نوع من الرفاهية هم واولادهم فليس صحيحا ان نحاصرهم الان فلابد ان نراعيهم ونقدم لهم ) ولا اعرف السيد العبادي ماذا يريد أكثر لهم ؟ ولا ندري ماذا قدموا للبلد غير الدمار والايذاء والفوضى الكبيرة والاحتلال الداعشي وتصفير ميزانية البلد وافقار الشعب .. فماذا تنتظرون هل تأخذون استخارة جيدة او لا وتضعون مستقبل شعب بائس يقف على الاحتمالات ؟؟ أم يكفي كلامكم وشعبنا تمزق بالكامل قسم يقتل يوميا بالمفخخات وقسم جائع عاطل وقسم لا يجد ماء صالح للشرب أكلته الامراض والاوبئة وقسم فر الى الخارج ومات بالحار غرقا واكثر اولادنا واخوتنا ماتوا واستشهدوا في الجهاد تلبية للوطن ونداء المرجعية وهم هم والفساد هو الفساد والوجوه الكالحة اللعينة مازالت والكل تحملكم المسؤولية لانهم يقولون ان المرجعية ورطتنا بهم وانتخبناهم بفتاوى وتوجيهات من المرجعية … فما اريده سماحة المرجع منكم هو ان تفتون بفتوى تدينونهم او تتبرئون منهم لانهم مازالوا بنفس الافكار ونفس الطريق ومن الان نصبوا مواكبهم وسيخرجون يلطمون ويبكون وانتم معهم ويطبخون للزوار من اموال السحت المسروقة وكل الاحزاب من الان بدأت حملاتهم الدعائية وصورني بالخدمة الحسينية !!! وشعبنا مازال جاهلا يصدق فنريد منكم توضيح موقف وبصورة كتابية للبراءة من الأحزاب السارقة وبالأسماء وإن بقيت الوضعية المأساوية وارتباطات المصالح فهنا لن تثمر الا الدم والخراب وبالنتيجة الاعراض عنكم وعن الدين وقد تصل الحالة الى تطور خطير يتوجب حرب رجال الدين بشكل علني فأدركوا العراق ومصالحه ومثلما حرككم الشعب بالتظاهرات ولن تتحركوا بشكل فاعل سيزيحكم الشعب بشكل تام ويلغيكم من الوجود ويبحث عن البدائل ونرجع للمربع الاول كما واحذركم من صولة الحليم اذت غضب واقول لكم ما قاله امير المؤمنين-ع- لعامله مالك الاشتر حين كان واليه على مصر (( والبس لهم جلباباً من اللين )) كما ان السياسي او القائد الحقيقي لابد ان لايحابي على المصالح العامة ويحاول ان يمسك العصا من الوسط فبين الفساد والاصلاح لاتوجد منطقة تسمى الوسطية او الوسطى فعند ذاك تكون الامور ضد الحق البين مع الفساد ولو تلميحا او تلويحا له بالبقاء كما ان طريقة الاستيعاب الواعي لابد ان تقتصر على الاخطاء فقط وتصحيحها لا على الجرائم وامضائها فمنهج امير المؤمنين -ع- خير شاهد على ذلك وفي رسالة له لواليه على البصرة فال -ع- ( ولئن كان مابلغني عنك حقا لجمل اهلك وشسع نعلك خير منك ) وقوله في نصيحة اخرى لاحد ولاته -ع- ( واني اقسم بالله قسما صادقا لئن بلغني انك خنت من فيء المسلمين شيئا صغيرا كام او كبيرا لاشدن عليك شدة تدعوك قليل الوفر ثقيل الظهر ضئيل الامر ) وهنا منهج عدم المحاباة والسياسة والتلاعب بالالفاظ للقادة الدينيين واما الخروج من هذا المنهج فهو كارثة كما ذكرها القران الكريم وكيف يتحول العالم الى خارج نطاق البشرية ان خان الامانة قوله تعالى ( ان هم الا كالانعام بل اضل سبيلا ) وقوله تعالى (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ) وبقيت كلمة يجب ان تدركوها جيدا ان الثورة ولاصلاحات قائمة ويجب عدم تسويفها لانها ان انقلبت بكم فلن تكون عواقبها حميدة ولا تساووا بين الجلاد والضحية وانت اعلم منا بذلك ونريد منكم كلمة لا عبارات تعويمية لاتدلل على شيء خارجي وتنطبق على الجلاد والضحية وحري بكم ان انتج العراق ثوارا اصلاحيين لدعمهم لا الى خوار عزائمهم والقائد من يقود الجماهير للحقوق لا الى الظلم والوهن والدم فقط والله المستعان.