الموقف من الحكومة السعودية يعتريه التخوين والتوجس في جميع الميادين بسبب الاجندات التي مارستها طيلة السنوات الماضية منذ أن تغير وضع الدولة العراقية عام 2003 وحتى يومنا الحالي ، فهي لم يهدأ لها بال الا بخلخلة الوضع في بنية العراق ومجتمعه ولا ننسى المؤتمرات التي دعمتها المخابرات السعودية سواء في دول الخليج ام في تركيا الحليف الاخواني الخبيث على حين غفلة واستمر هذا المنهج العدواني الى هذا اليوم بعد الخراب الذي حصل في العراق بالمعول الذي استخدموه أداةً للتدمير من تنظيم القاعدة الى النصرة الى داعش وكلها صناعات في أروقة مخابراتهم من خلال شراء المرتزقة واقناع الخونة من البعثيين وما تبقى من حثالاتهم لضرب بنية العراق التحتية وتكسير اعمدة الدولة العراقية ولا يتصور أحد أن كتابتي تجاه السعودية تنبع من طائفية او استهداف لدولة دون غيرها بل أنا ضد اي تدخل خارجي في بلدي العراق حتى لو كانت ايران وقد كتبت سابقا مقالات عدة منتقدا تدخلها في الشأن العراقي .
هناك حالة من الاستدامة السياسية على دعم كل مؤتمر يعمل على خلط الاوراق السياسية العراقية وايقاع المشاكل بين هذا الطرف او وهناك من الدمى التي يحركونها ولديهم الاستعداد لذلك أمثال طارق الهاشمي والشيخ الجنابي والسيد الحسني ونجل حارث الضاري الذين برزوا في مؤتمر استنبول خلال الثلاث سنوات الماضية ثم مؤتمر الدوحة والمؤتمر الذي عقد في كردستان وصولا الى مؤتمر عمّان الاخير وانتظارا لمؤتمر باريس الذي سيضم في أروقته كل المتباكين على نظام البعث والذين يمتلكهم الشوق لأيام البعث السوداء .
وقد تكللت جهود النبهان سفير السعودية في أن يوصل يوم أمس 11/5/2016 واليوم كذلك شحنة من المساعدات السعودية كما يبدو لها ان تكون الى أرض مطار بغداد الدولي
والتي تمت من خلال التنسيق الذي قام به السفير السعودي في العراق والمعروف عنه برجل المخابرات السعودية القوي والذي تدرب العمل المخابراتي في الولايات المتحدة الامريكية وهذه الدفعة من (المساعدات) والتي تليها دفعتين أخريين ليوم غد وبعد غد تدخل في دائرة الشك والحذر مما يخطط له هذا السفير وأروقة مخابراته في الرياض ويعترينا الشك عندما يصر الر جل على ايصال كل الشحنات مباشرة الى بعض الايدي ولا نعلم ما هي هذه الايدي في ظل الوباء الداعشي بل حتى ابناء العشائر المخلصين الثائرين غير مسموح لهم الاطلاع على ماهية هذه الشحنات والمشكلة أنها جاءت على شكل دفعات بعد انعقاد مؤتمر ما يسمى بالمعارضة من ضباط النظام السابق وبعض البعثيين وقياداتهم اضافة الى بعض الوجوه المشبوهة من رجال اعمال داعمين للارهاب في العاصمة الاردنية عمان ، وأنا هنا لا أقول يجب منع المساعدات عن ابناء المنطقة الغربية من النازحين فهم يكتوون بنار الارهاب الداعشي ومغلوب على أمرهم ويستحقون من يعينهم على تلك الحياة الجديدة الصعبة ولكن فيما لو ارادت دولة مثل السعودية ان تقدم مساعدات الى مجتمع دمرته كليا من خلال دعمها سياسيا ولوجستيا للمجاميع الارهابية وهم ما يجعلنا نشك من أن مؤتمر ما يسمى بالمعارضة هو من يقف خلف هذا التنسيق الممتد من عمان الى باريس الى بغداد مع السفير السعودي ثامر السبهان وعناصر بعثية أوغلت كثيرا في قتل العراقيين ويسدلون اليوم على وجوههم روح البراءة والخوف على الشعب ،، ولذلك نقول للحكومة العراقية لا تأمني طرفا اقليميا مهما تحلى بالوداعة والسمو الاخلاقي ويجب ان تمر تلك المساعدات عن طريق الحكومة العراقية ويكون لها دراية كاملة بما فيها من ملغومات قد يتفاجأ فيها البعض وهنا لا أقصد المتفجرات التي نعرفها بل المتفجرات السياسية والمخططات التي يريدونها بالتعاون مع المجتمعين في عمان ؟؟؟؟ تساؤل كبير نضعه أمام الحكومة العراقية ….