18 ديسمبر، 2024 7:18 م

التأريخ يثير الإنتباه كما أن الصور التي ظهرت على شاشات التلفاز لاتقل أهمية عنه ، والرسائل السياسية التي نفذت عبر الإشتبكات التي حدثت ليلتها أهم ، بدءاً من استقالة المرجع الديني الحائري الذي أعلن عن تركه العمل الديني و لجوئه إلى البيت مثلاً أو رحلة إستجمام أو أخذ قيلولة !؟ فلم نسمع يوماً عن رجل دين ترك عمله الديني ! لأن هذا العمل ليس تجارياً أو اجتماعياً فهل اعتزال المرجع المبجل يشبه تهديم بناية متجر أو غلق مطعم؟ واضح جداً أن القرار سياسي يتعلق بالدين وهذه حرب السياسة والدين ، التي عانت ومازالت تعاني منها المجتمعات حتى يومنا هذا .
وقد فتح المرجع باب النار بتسليم المرجعية إلى الخامنائي للميل والإنتماء إلى المرجعية الإيرانية ، أما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، رد على قوله بثبات المرجعية في محافظة النجف فقط ، مغرداً : أن قرار رجل الدين خارج ارادته بأيعاز أو ضغط من أحدى محركات الشر والإستعمار والإستغلال إيران.
الأهم في القضية أن موقف السيد الصدر بحسب ماجرى منذ ليلة ٣٠ من شهر اب ، وجه رسائل أهمها سيطرته على أنصاره الذين انسحبوا فور بيانه يوم ٣٠ اب الذي دعاهم فيه بصوت حازم ووجه متجهم بدت على ملامحه الإنزعاج ، الى ترك المنطقة الخضراء ، ومن يعلم ربما انسحب وفقاً لإتفاق سري لتنفيذ مطلب حل البرلمان فهل ممكن بعد اعتصامات طالت نحو خمسة اسابيع وتصريحات وتحليلات ومواقف تذهب دون فائدة؟ كما تلتها مواجهات مسلحة ورمي طلقات متسلسلة وقاذفات وهجوم مستمر طوال الليل ، ادى إلى وقوع قتلى وجرحى فرضت على الجميع اللجوء فعلياً إلى التهدئة واولهم الصدر بعد صدور توسلات إلى ضرورة مسك السلمية بذريعة الحفاظ على دماء العراقيين ، نعم نريد الحفاظ على دماء المواطنين لكننا نريد كرامتهم وحقوقهم ، التي ستذهب هباء دون تغيير حقيقي جذري ، لكن السؤال كيف نتخلص من الفساد؟ الذي يحاربه الجميع ! فلو كان الجميع نزيهون ويحاربون الفساد من المفسد هل أنا أم حضرتكم أيها القراء الكرام ! ؟ .
وبعودتنا لقرار وتوجيه الصدر بالإنسحاب نرى أنه علَّق القضية تاركاً الأمر مفتوحاً … لأنه ألقى كلمات سريعة بوجه غاضب وترك المكان ، ولم يقل لنا ماهي اجراءاته بشأن نتائج الإعتصام من أجل فك البرلمان من قبل القضاء أو اللجوء إلى حل نفسه بنفسه.
إن مايثير غضب النفس ويُقلق من المستقبل ويؤذي القلب هو أن حكم العراق بات في دائرة حرب وصداع وصراع شخصي يدفع ثمنه غالبية الناس ممن تلقوا ظهر يوم ١٩ اب خبر حظر المركبات قبل ساعات قليلة من حدوث الإشتباكات وكان يفترض على القيادة الأمنية منح المواطنين وقتاً للعودة إلى منازلهم على الأقل قبل فرض الحظر بصورة سريعة ، أما في الليل بحسب ماذكره بعض المواطنين فأن الطلقات التي تناثرت على المنازل القريبة من منطقة الإحتراب الذي سماه البعض بالفوضوي تلك أيضاً مصيبة ، والمصيبة الأكبر لو كانت قد استمرت الملحمة لأيام، فكيف يتصرف المواطن الذي يكسب قوته ومعيشته من عمله اليومي؟
قبل أسابيع كان من المؤمَّل أن يربح الصدر الجولة وتخضع القوى لقرار قمع الفساد ، أما قبل يومين بخروج الإعتصام من السلمية مع تصاعد دخان الإحتدام بين انصار التيار وقوات الحشد بدا المصير والموقف مجهول وغير متوقع ، وبالفعل برز الصدر على الشاشات داعياً للإنسحاب ولكن هل هذه هي النهاية؟
ماجرى ذهب وعدَّى ورحم الله القتلى الشهداء لكن المشكلة الأعظم والأمر الأهم هو صراع قوتين أو جهات على الحكم بتدخل دول وشخصيات دينية لجعل العراق فريسة وساحة مغنمة ، من يعلم أحياناً الإنفجار يولّد الهدم وأحياناً أخرى يولد البناء والعلاج ، والله أعلم ماسيحدث مع حكم العراق الذي فسدت فيه الولاءات الملوثة وأصحاب الجهل والعصابات والسكراب والمحراب .

رسائل ليلة 30 آب

التأريخ يثير الإنتباه كما أن الصور التي ظهرت على شاشات التلفاز لاتقل أهمية عنه ، والرسائل السياسية التي نفذت عبر الإشتبكات التي حدثت ليلتها أهم ، بدءاً من استقالة المرجع الديني الحائري الذي أعلن عن تركه العمل الديني و لجوئه إلى البيت مثلاً أو رحلة إستجمام أو أخذ قيلولة !؟ فلم نسمع يوماً عن رجل دين ترك عمله الديني ! لأن هذا العمل ليس تجارياً أو اجتماعياً فهل اعتزال المرجع المبجل يشبه تهديم بناية متجر أو غلق مطعم؟ واضح جداً أن القرار سياسي يتعلق بالدين وهذه حرب السياسة والدين ، التي عانت ومازالت تعاني منها المجتمعات حتى يومنا هذا .
وقد فتح المرجع باب النار بتسليم المرجعية إلى الخامنائي للميل والإنتماء إلى المرجعية الإيرانية ، أما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، رد على قوله بثبات المرجعية في محافظة النجف فقط ، مغرداً : أن قرار رجل الدين خارج ارادته بأيعاز أو ضغط من أحدى محركات الشر والإستعمار والإستغلال إيران.
الأهم في القضية أن موقف السيد الصدر بحسب ماجرى منذ ليلة ٣٠ من شهر اب ، وجه رسائل أهمها سيطرته على أنصاره الذين انسحبوا فور بيانه يوم ٣٠ اب الذي دعاهم فيه بصوت حازم ووجه متجهم بدت على ملامحه الإنزعاج ، الى ترك المنطقة الخضراء ، ومن يعلم ربما انسحب وفقاً لإتفاق سري لتنفيذ مطلب حل البرلمان فهل ممكن بعد اعتصامات طالت نحو خمسة اسابيع وتصريحات وتحليلات ومواقف تذهب دون فائدة؟ كما تلتها مواجهات مسلحة ورمي طلقات متسلسلة وقاذفات وهجوم مستمر طوال الليل ، ادى إلى وقوع قتلى وجرحى فرضت على الجميع اللجوء فعلياً إلى التهدئة واولهم الصدر بعد صدور توسلات إلى ضرورة مسك السلمية بذريعة الحفاظ على دماء العراقيين ، نعم نريد الحفاظ على دماء المواطنين لكننا نريد كرامتهم وحقوقهم ، التي ستذهب هباء دون تغيير حقيقي جذري ، لكن السؤال كيف نتخلص من الفساد؟ الذي يحاربه الجميع ! فلو كان الجميع نزيهون ويحاربون الفساد من المفسد هل أنا أم حضرتكم أيها القراء الكرام ! ؟ .
وبعودتنا لقرار وتوجيه الصدر بالإنسحاب نرى أنه علَّق القضية تاركاً الأمر مفتوحاً … لأنه ألقى كلمات سريعة بوجه غاضب وترك المكان ، ولم يقل لنا ماهي اجراءاته بشأن نتائج الإعتصام من أجل فك البرلمان من قبل القضاء أو اللجوء إلى حل نفسه بنفسه.
إن مايثير غضب النفس ويُقلق من المستقبل ويؤذي القلب هو أن حكم العراق بات في دائرة حرب وصداع وصراع شخصي يدفع ثمنه غالبية الناس ممن تلقوا ظهر يوم ١٩ اب خبر حظر المركبات قبل ساعات قليلة من حدوث الإشتباكات وكان يفترض على القيادة الأمنية منح المواطنين وقتاً للعودة إلى منازلهم على الأقل قبل فرض الحظر بصورة سريعة ، أما في الليل بحسب ماذكره بعض المواطنين فأن الطلقات التي تناثرت على المنازل القريبة من منطقة الإحتراب الذي سماه البعض بالفوضوي تلك أيضاً مصيبة ، والمصيبة الأكبر لو كانت قد استمرت الملحمة لأيام، فكيف يتصرف المواطن الذي يكسب قوته ومعيشته من عمله اليومي؟
قبل أسابيع كان من المؤمَّل أن يربح الصدر الجولة وتخضع القوى لقرار قمع الفساد ، أما قبل يومين بخروج الإعتصام من السلمية مع تصاعد دخان الإحتدام بين انصار التيار وقوات الحشد بدا المصير والموقف مجهول وغير متوقع ، وبالفعل برز الصدر على الشاشات داعياً للإنسحاب ولكن هل هذه هي النهاية؟
ماجرى ذهب وعدَّى ورحم الله القتلى الشهداء لكن المشكلة الأعظم والأمر الأهم هو صراع قوتين أو جهات على الحكم بتدخل دول وشخصيات دينية لجعل العراق فريسة وساحة مغنمة ، من يعلم أحياناً الإنفجار يولّد الهدم وأحياناً أخرى يولد البناء والعلاج ، والله أعلم ماسيحدث مع حكم العراق الذي فسدت فيه الولاءات الملوثة وأصحاب الجهل والعصابات والسكراب والمحراب .