23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

الى خطباء المنبر الحسيني..
يقال ان سفرة الحسين واسعة .. ويراد من هذا المعنى ان كل حسيني يأخذ قدره من عطاء الحسين المادي والمعنوي ..
وارى اصحاب النصيب الاكبر في العيش على سفرة الحسين ع هم خطباء المنبر الحسيني ونتمنى لهم المزيد , لكن الحسين لم يعطهم ذلك العطاء دون مقابل فالكثير منهم يعد مكسبه ومصدر رزقه الاساسي هو ممارسة الخطابة الحسينية فعليهم ان لا يغبنوا الحسين حقه بان يأخذوا دون ان يعطوا ..
الحسين قدم دمه ونحره واهل بيته لغاية هي اسمى الغايات وهي الاصلاح (ما خرجت اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ولكن خرجت من اجل الاصلاح في امة جدي رسول الله ) وليس علينا ان نتاجر بدمه وسبي هعياله وقتل اصحابه بل علينا ان نوفيهم حقهم وذلك بان ندوا للغاية التي خرج من اجلها عليه السلام..
لو تابعنا الكثير من الخطباء ,والكبار منهم , لوجدنا انهم يسعون بجل همهم الى استدرار مشاعر الناس وغاية ما يحصلون هم ان تنهمر الدموع وتعلوا الاصوات بالصياح والعويل بل ان بعضهم تراه يلح في تصوير المصيبة اذا لم يجد تجاوبا من الحاضرين وتفاعلا لمشاعرهم مع ابياته ..
نعم البكاء من الغايات التي تستحصل من المجالس الحسينية لكن ليست اسماها ولا الغاية القصوى للمجلس ..
ان الكثير من المجالس لها جمهور يعجز اي مصلح ـ الا ما ندر ـ اي يجمعهم للاستماع الى نصائحه وخطبه وايضا لها جمهور غير مباشر وخصوصا المجالس التي تبث بصورة مباشرة على الفضائيات , فضلا عن الجمهور البعيد عن زمن المحاضرة نفسها وهو الذي يتابعها عن طريق التسجيل .. ان الخطيب الذ    ي ينطلق من مبادئ الحسين وتعيش ثورته في وجدانه هو من يوظف هذه المحاضرات لتأصيل مبادئ الحسين في هذا الجيل والذي ينعكس ذلك على مستوى طرحه في المحاضرة ومستوى ايصاله صوت الحسين للسامعين ..
الحسين ليس فقط ذلك المظلوم الذي غلب على امره وقطع نحره وقتل اصحابه . بل الحسين ذلك الثائر الذي خلد في ضمير الامة وذلك المناظل الذي لم يهادن وذلك الشجاع الذي لم يرتجف له طرف من ملاقاة الموت الحسين ذلك القائد الذين نظر اولاده وابناء عمومته واصحابه يقتلون ويجزرون كالاضاحي على مذبح الحرية ولم يتراجع عن هدفه ولم يتخلف عن غايته بنفس مليئة بالطمأنينة  لانه مطمئن انه يقدمهم الى علوهم وسموهم ورفعتهم .
فالى الاخوة خطباء المنبر الحسيني ولست اطلب منكم بل هو ما يوجبه عليكم موقفكم ومقعدكم  فانتم اعتليتم على منبر يحاسبكم اشد محاسبة ويوقفكم موقفا عظيما من التقصير بحقه وعدم بذل الجهد في ايفاءه مستحقه ..
ان الامة اليوم مليئة بانواع الانحرافات والمعاصي والظلم (الظلم الذي اعتلى على اتباع ومحبي الحسين) فلو كان هناك حسينا لثار ولو كان الف حسينا لثار لقد علمنا الحسين ان نأخذ الحق والحق اليوم مسلوب .
وظيفتكم ان توقضوا الامة من هجعتها وان ترشدوا الناس الى ما ينفعها فانتم مسؤولون ولاتفرحوا بكثرة الحضور بل ان الكثرة تزيد المسؤولية الملقاة على عاتقكم .
اذا لم تكن مجالس الحسين هي التي تشعل جمرة الثورة لدى الناس فلا مشعل لها ..
فانكم تتحملون مسؤولية عظيمة فاما ان تحملها بكلها ان ان تلقوا الحمل عن ظهورك والا انقضها ورماكم في مهاوي الردى وكانت عاقبتكم سوءا ..
واذا كانت سفرة الحسين واسعة لكم فزيدوا بسعتها على السامعين والحاضرين والمتابعين .