22 ديسمبر، 2024 11:14 م

رسائل ساحة التحرير

رسائل ساحة التحرير

حملت التظاهرة المليونية في ذكرى شهادة الشهيدين اللواء قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس و رفاقهما والتي أحتضنتها ساحة التحرير و سميت بمليونية السيادة والمقاومة رسائل عديدة يجب الوقوف عندها أولها الى المحتل الأمريكي بأن الجماهير العراقية ترفض الوجود الأمريكي وبكل أشكاله وخاصة العسكري منه وهذا ما حملته هتافات الجماهير ضد المحتل الأمريكي و ما حرق العلم الأمريكي وسط ساحة التحرير الا رسالة تصرخ بمن بأذنه صمم, وهذا الأمر يدل بما لا يقبل الشك أن الجماهير تقف خلف القرار الذي أتخذه البرلمان العراقي قبل عام تقريباً بأخراج القوات الأمريكية من العراق و مازالت الحكومة تماطل فيه , والرسالة الاخرى هي الى السياسيين الذين يقفوا مع هذه الجموع بأنهم يدعموهم بقوة وأن خلفهم سيل عارم من الدعم والمساندة مما يعطيهم قوة وعلو في سعيهم لأخراج المحتل فحققت هذه المظاهرة المليونية قفزة نوعية في الدعم المعنوي لهؤلاء السياسيين و بالمقابل هناك رسالة وصلت الى السياسيين المنخرطين في المشروع الأمريكي بأن هناك جبهة جماهيرية ترفض مشروعهم وأن الأمر لا يتعلق باجندات خارجية كما يروجون بل هي رغبة عراقية أصيلة ترفض المحتل و بالأولى أنها ترفض أذنابه ومخلفاته في البلد فخسارتهم كبيرة عندما يتركوا هذه الجماهير ويتخلون عن قاعدتهم وعمقهم من أجل الدولار الأمريكي , كما أن هذه الوقفة كانت تعبر بشكل واضح عن الحب الجم والكبير للشهيد اللواء قاسم سليماني (رحمه الله) في قلوب العراقيين بنفس درجة الحب للشهيد أبو مهدي المهندس بلا فرق و هذا الحب والهتاف بأسمه وسط بغداد والأمتنان لمواقف هذا الشهيد يهدم مشاريع التفرقة بين البلدين الشقيقين ايران والعراق وعملية أيجاد شرخ بين الشعبين تلك المشاريع الخبيثة التي بدأ العمل بها منذ عام 1979 م والى اليوم وبوتيرة متصاعدة , وطبعاً هذا الحب لم يأتي من فراغ وأنما هو حصاد لما زرعه الجنرال من بذور محبة وتضحية في قلوب العراقيين ,

 

لا شك أن ساحة التحرير كانت في الأشهر الماضية رمزاً للمشروع الأمريكي و أجنداته في العراق بعد أن نجح في أستلاب الواجهة من مظاهرات تشرين التي أنطلقت من أجل مطالب شرعية وحقيقية في بدايتها وعبرت عن واقع مزري يعيشه العراقيون فتعاطف معها كل فئات الشعب ولكن أرادة ومخططات أمريكا قفزت على هذه المطالب و أستطاعت بواسطة أدواتها الأعلامية من قنوات فضائية و مدونين أن تحرف هذه المظاهرات وتوجهها حسب مخططاتها الشيطانية في المنطقة , فأصبحت الشعارات التي ترفع في ساحة التحرير تصب في مصلحة أمريكا وبالضد من مشروع المقاومة حتى تحولت الى ان تنصب العداء بأتجاه أبطال الحشد الشعبي وقادته وشهدائه الذين لم تجف دمائهم بعد في معارك الدفاع المقدس عن العراق وشعبه فسقط القناع عن المنافقين وتنكشف وجوه عميلة وأجندات تخضع لأرادات خارجية بعد أن كشفت خلية يديرها ابن طحنون مدير المخابرات في دولة الأمارات التي تم التغطية عليها من قبل جهاز المخابرات العراقية كما زاد من البون والمسافة بين المتظاهرين و الجماهير العراقية بعد التصرفات والسلوكيات المستهجنة والغريبة والتي لا تمت بصلة لعادات وتقاليد وقيم المجتمع العراقي الأسلامي فأنسحبت الكثير من القوى والشخصيات الفاعلة من ساحة التحرير لتبقى بعض الخيم المرتبطة خارجياً وتحصل على تمويل خارجي أو الخيم التي تجمع عصابات وتجار مخدرات وشواذ وقد فاحت الرائحة النتنة لفساد هذه الخيم من خلال الصراع بينهم وتصفية الحسابات والشجار المستمر ومعارك السلاح الأبيض حتى وصل الأمر الى أنسحابهم جميعاً بعد أن أصبح وجودهم مضر حتى لأمريكا ومشروعها بعد تنصيبها لحكومة محسوبة عليها فأنتهى دورهم وأنقضت مهمتهم واليوم تستعيد ساحة التحرير هويتها الحقيقية هوية الحرية والأستقلال من الاحتلال و رفض الظلم والعدوان والكفر بالجبت والطاغوت ونصرة الأبطال المقاومين للمشاريع الشيطانية الأمريكية في المنطقة ,

 

كانت هتافات الجماهير بأخراج القوات الأمريكية المحتلة من أبرز شعارات هذه المسيرة المليونية وهي رسالة ليست مشفرة و لا تقبل التعمية و التشويش و التسويف بل تطرق أذان الحكومة العراقية التي تماطل و تسوف وتؤجل في العمل بجدية لأخراج المحتل الأمريكي و هو تنفيذ لأرادة السلطة التشريعية من خلال تطبيق قرار البرلمان العراقي الذي صوت بأخراج أي قوة عسكرية كانت من أي بلد كان من الأراضي العراقية , و الحكومة هي سلطة تنفيذية لأرادة البرلمان وعليها تنفيذ قراراته ولكننا لا نرى الجدية بل نرى التماهل و التجاهل بأتجاه تنفيذ هذا القرار , فكانت هذه المسيرة المليونية صفعة في وجه الحكومة الغافلة عن أرادة الجماهير و تصويب لحالة شاذة سببت للبلد الخراب والدمار والتدخل المستمر في شؤونه الداخلية من قبل الأحتلال الأمريكي فهل تعي الحكومة هذه الصفعة و ترجعها الى رشدها والى شعبها ؟