تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى العراق ،لإبلاغ حكومة المالكي استياء وقلق إدارة اوباما بما يجري في العراق من أزمات متلاحقة ،عقدت وفجرت المشهد السياسي العراق ،تهدد (ما أنجزته الإدارة الأمريكية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق بعد التغيير)ويقصد به ما أحدثه الاحتلال الأمريكي الوحشي للعراق من قتل ودمار وتهجير طائفي ممنهج ،ثبت خطأه بشهادة رموز الاحتلال والأمم المتحدة والدول التي شاركت في الغزو الجبان (ومنهم بول بريمر وولفويتز وهانز بليكس وبان كي مون وغيرهم الكثير من الشخصيات العالمية ومعاهد البحوث الأمريكية )وكلها تؤكد ورطة إدارة المجرم بوش وذيله توني بلير في غزو العراق والتي كما عبر عنها الكثير بأنها (وصمة عار في جبين إدارة أمريكا وبريطانيا والتي لوثت سمعتها الدولية )،لقد جاء جون كيري حاملا رزمة من التهديدات الأمريكية لحكومة بغداد ومن هذه التهديدات (يجب على حكومة بغداد ان توقف مرور السلاح والمقاتلين من إيران الى سوريا عبر أجوائها ،لإطالة أمد بقاء النظام السوري الموشك على السقوط ،ثم عدم قانونية إلغاء الانتخابات في محافظتي نينوى والانبار وضرورة العدول وإلغاء قرار تأجيلها فورا،لان هذه الإجراءات تسبب مشكلة لادارة اوباما وآخر التبليغات والرسائل هي النظر في مطالب التظاهرات العراقية وتلبيتها لمنع حدوث الحرب الأهلية الطائفية أو الذهاب الى انتخابات مبكرة في العراق) ،هذه هي رسائل جون كيري وإدارة اوباما الى حكومة المالكي ،وهي رسائل قوية إذا لم تكن تهديدات مبطنة أشار إليها جون كيري في مؤتمره الصحفي ولقاءاته مع رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب العراقي ، وتأتي هذه الزيارة عشية تواجد الرئيس الأمريكي اوباما في المنطقة وزيارته الى كل من إسرائيل والاردن وفلسطين،والتي أرسل من خلالها رسائل قوية جدا الى حكام طهران بعد نجح اوباما في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل واعتذار إسرائيل لأول مرة من تركيا ،وتطمين محمود عباس والفلسطينيين بقامة دولتين في الأراضي المحتلة بفلسطين (وعبر عن هذا محمود عباس وأبدى ارتياحه منها )،وعبر اوباما عن اصرارادارته على تغيير النظام السوري ودعم الثورة السورية والمعارضة بالسلاح داعيا الدول الأوربية الى مد يد المساعدة والدعم اللوجستي والعسكري لها ،إذن زيارة اوباما للمنطقة وزيارة وزير خارجيته الى بغداد رسمت سيناريو جديدا ينتظر المنطقة بعد رحيل نظام بشار الأسد الوشيك ،وعلى حكومة المالكي أن تنهي أزماتها وتلتزم بتوجيهات الإدارة الأمريكية بخصوص تعاملها مع النظام الإيراني والنظام السوري، وعرقلة إنهاء وإسقاط هذا النظام وان حكومة المالكي تعمل (عكس توجهات الإدارة الأمريكية في المنطقة وخاصة خضوعها الى أوامر ولي الفقيه الإيراني )،فهل ستلتزم حكومة المالكي بهذه التوجيهات الأمريكية لتتفادى (زعل إدارة اوباما )منها كما عبر جون كيري نفسه ،أم تذهب الى آخر الشوط بتجاهل هذه التوجيهات تماشيا مع الموقف الإيراني والسوري المناهض للسياسة الأمريكية في المنطقة ،لاسيما وان حكومة المالكي الآن في اضعف أدوارها وغارقة في الأزمات حتى أذنيها ،زيارة اوباما وجون كيري الى المنطقة لا يمكن أن تمر مرور الكرام، فإنها تبعث رسائل قوية الى من يعنيهم الأمر، وأولهم طهران التي ردت على لسان ولي الفقيه الخامنئي على اوباما قائلا(إن أي هجوم على طهران سنمحى إسرائيل من الوجود هي ويافا) وهذه أولى بوادر زيارة اوباما الى المنطقة، في ظل أجواء انعقاد مؤتمر القمة العربي في قطر،والذي ينتظر أن تصدر منه قرارات تدعم الثورة السورية وتدين الأعمال الإجرامية لنظام الأسد بعد أن حجبت مقعد سوريا عن النظام وحجزته للمعرضة …رسائل إدارة اوباما وزيارته تعطي أكثر من إشارة من اجل تغييرات كبيرة في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد ….