19 ديسمبر، 2024 12:21 ص

رسائل الى صديق في المهجر : (وقضى صديقي نحبه في المهجر .. الرسالة الاخيرة – 18)

رسائل الى صديق في المهجر : (وقضى صديقي نحبه في المهجر .. الرسالة الاخيرة – 18)

بسم الله الرحمن الرحيم (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي(( .. صدق الله العظيم
صديقي رافد …السلام على روحك الطاهرة التي صعدت الى بارئها يوم أمس وهنيئا لك أن أسلّمتها الى خالقها وانت راكع على سجادة الصلاة في أرض المهجر.
((وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))
لقد عاش صديقي مسالماً ومات مسالماً في ديار الغربة ، وهو يحمل في باله حيرة ، وفي فمه غصة وفي نفسه ألم وعبرة على البلد واوضاعه منذ أن فتح عينيه على الحياة. غادر خارج العراق إبان ذروة الصراع والعنف  الطائفي عام 2006 ،  وكان يتحين الفرصة تلو الفرصة لكي يعود الى أحضان الوطن ، يحزم أمتعته ثم يعود ليحلها ، فمشيئة الله إختارت له أن يُتوفى بعيداً عن الاهل والوطن .
بعد أن كتبت له سبعة عشر رسالة منذ عام 2008 ، كانت آخر خمسٍ منها تتحدث عن زيارتي الى باريس  نهر شهر آب الماضي ، وردتني منه الرسالة الآتية قبل أكثر من عشرة أيام من الآن ، قال فيها : 
(( الاخ وليد العزيز …  المقالات قرأتها اكثر من مرة وهي جميلة وأنت وصفت الاماكن التي زرتها من خلال رؤيتك لها واعتقد انك رأيت فيها ما لم يرى كثير من زائري فرنسا مثلك فجمعتَ مابين مشاهدتك للمناظر واحساسك المرهف والرومانسي مستنداً الى خلفيتك الثقافية مضافاً اليها مصادرك من كتب وتراجم لاشعار رائعة وكانت التوليفة التي خرجت بها تنم عن قابلية في الكتابة والابداع .. اتمنى ان تتضمن مقالتك القادمة بعض الافكار ادناه  … والتي أعتقد ان المجتمع والدولة الفرنسية دائرين في فلكها  …. والامر لك اولاً واخيراً :-
 *اننا نمتلك  منظومة قيم دينية واخلاقية لا مثيل لها ولكن المشكلة في التطبيق فيما بيننا ( الدين المعاملة ) .
*ان مجتمعنا يتعرض الى ضغوط هائلة بسبب صراع المصالح الاقليمية  والدولية على الساحة العراقية .
*ان ارتفاع نسبة التخلف والامية في اي مجتمع او دولة لاينتج عنها نخبة مميزة وقادرة على تسيير امور البلد .
*ضرورة اشاعة روح التسامح الديني والسياسي والثقافي السلمي ونبذ العنف والابتعاد عن الانتقام .
* تعلُم كيفية الحوار مع الاخر وان هناك حق في الاختلاف دون ان يتحول ذلك الى صراع  شخصي  وتصفية  سياسية أو غيرها .
 *اهمية محاربة الفساد الاداري والمالي والابتعاد عن المحسوبية .. واعتبار ان اختيار الانسان الكفوء هو مصلحة للفرد والمجتمع .
 *اهم مقومات النجاح هو اقرار قانون للأستثمارات أسوة بالدول المتقدمة او حتى  العربية كمصر التي عُشت تجربتها وشاهدتَ أنت عند زيارتك حجم البنية التحتية المتطورة …. الاماكن الجميلة والمولات والحدائق الخضراء والملاعب  والنوادي العائلية ، هي التي تجعل الانسان يشعر بالراحة والطمأنينة وحب الحياة والنظر الى المستقبل كما تبعده عن التطرف والافكار السوداوية.
 *ان الاحزاب في فرنسا لم تشكل على اساس ديني او عرقي او طائفي ، عليه يجب اقرار قانون واضح للاحزاب في العراق .
  *مساعدة منظمات المجتمع المدني للنهوض بدورها الرقابي من خلال السماح لها بالعمل باستقلالية وعدم تسييسها خدمة للصالح العام . 
  *ترسيخ الثقافة الديمقراطية مع توسيع قاعدة المهتمين بالمصلحة العامة وتقوية الشعور بالانتماء الوطني والعمل الجماعي المنظم والحد من النزعة الفردية والانانية وتحقيق الاندماج والتعاون بين المواطنين  بغية خدمة المجتمع ككل .
  * تشجيع العمل على تكوين مؤسسات رصينة تتولى ادارة البلد بعيداً عن الاهواء الشخصية والانتماءات الحزبية والدينية والعرقية للخروج من الازمات المستديمة التي نعاني منها .
ارجو المعذرة في حالة وجود خطأ ما … لانني كتبتها من الذاكرة وعلى عجل … مع تمنياتي لك بسداد الرأي والتوفيق … مع تحياتي .
  أخوك رافد
القاهرة  23 أيلول 2012 ))

حال استلام هذه الرسالة بدأت أكتب الاجابة لأرسلها اليه ، لكنني فُجعت بنبأ وفاته قبل إكمالها ، فآثرت أن أنشرها كما هي دون تنقيحٍ أو إضافة ، لكي أجعل منها الرسالة الاخيرة ضمن سلسلة كتاباتي ( رسائل الى صديق في المهجر) ، بعد غاب عن الوجود من كنت أناشده في رسائلي ، وهذا محتوى الرسالة :
(( عزيزي رافد .. أشكرك على رسالتك التي وصلتني مؤخراً ، وما ورد فيها من آراء ووجهات نظر قيمة وتطلعات محقة ، وقد وددت أن أجيبك عنها بمقالة كتبتها ونشرتها في نهاية العام الماضي بعد زيارتي الى استراليا ، وما وجدته في من قابلت من سكان هذا البلد -الذي هو قارة متناهية الاطراف – من تمسكٍ بالمواطنة وحبٍ للبلد ، والتزامٍ وتفانٍ بالعمل ، فضلاً عن الخصال الحميدة والاطباع التي تتميز بالخلق العالي . أتمنى أن يكون ما جاء فيها من مشاهدات وآراء واستنتاجات تكفي للاجابة عن تساؤلاتك التي ضمتها في رسالتك . هذا نصها …مع التحية :

– هل تَعلّمَ الغرب ما لم نتعلمه من ديننا وتراثنا ؟ –
 (( قمت قبل عدة أشهر مع عددٍ من الزملاء ضمن وفدِ رسمي بزيارة عمل لاستراليا. هذه الدولة التي تقع في نصف الكرة الجنوبي، وبعيداً عن الاسهاب في الحديث عن طبيعتها الخلابة وغاباتتها الكثيفة والبحيرات التي تملأ قلب مدنها، فإن ما يُلفت الانتباه هو طبيعة سلوك وتعامل سكانها، هذا السلوك الذي هو تصرف وممارسة قبل كل شيء.
لقد كنت وزملائي طيلة مدة بقائنا في ذلك البلد مندهشين من اتصاف ابناءه بصفات هي أقرب الى ما حثّ عليه الاسلام في تعاليمه السمحاء والتي نادراً ما يراعيها المسلمون في سلوكهم وممارساتهم اليومية. هذا إذا ماعلمنا أن إستيبياناً نُظِمَ قيل عدة سنوات، أشار الى أن (64%) من الأستراليين يدينون بالمسيحية , ونحو (19%) منهم لا ديانة لهم (يشمل هذا الإنسانية العلمانية والإلحاد واللاأدرية والعقلية) ونحو (12%) لم يجيبوا على سؤال يتعلق بنوع الديانة التي يدينون بها (حيث كان السؤال إختيارياً)، أما المتبقي فهم من ديانات مختلفة من بينها الاسلام وبما لايتجاوز 2% من عدد السكان .
لقد أعادتني الذاكرة عندما رأيت سلوكهم وطبيعة عيشهم، الى ماقاله الشيخ محمد عبده حين سافر إلى أوربا وكان له انطباع أبداه في بعض ما سجله في مقارنة بين المسلمين والغرب حين قال عن الغرب: (وجدت مسلمين ولم أجد إسلاماً، وفي الشرق وجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين). وذلك بسبب ما كان عليه الأوربيون من إتقان للعمل وإخلاص فيه، فأخذوا مبادئ الإسلام التي تحث على إتقان العمل والايثار لا الأثرة والتسامح والوفاء والاحسان وغيرها من الصفات الحميدة، بينما أهملها المسلمون.
فالاستراليون يجيدون فن التعامل مع الغير، ويمتلكون السلوك القويم، ويتمتعون بالاخلاق الدمثة والذوق الرفيع وحسن التصرف ، وفن التصرف الراقي المقبول اجتماعياً، وحسن السلوك الذي يساعد على الانسجام والتلاؤم مع بعضهم البعض ومع البيئة التي يعيشون فيها، هذا السلوك الذي يعني حسن التصرف واللطف للحصول على احترام الذات وتقدير الآخرين – لأن أي تصرف أو سلوك يعطي بالتاكيد صورة عن الذات ايجابية أو سلبية، كما أنها تعكس طريقة التعامل مع الآخرين وكيفية التصرف معهم، وردة الفعل تجاه انفعالاتهم وتصرفاتهم – وغيرها من الخصال الحميدة  التي حَثّ عليها الاسلام
يُقال أن السجايا الطيبة أخذها الغرب – في الاساس- من المسلمين الاوائل لدى الفتوحات، سيما لدى فتح الاندلس . فهم على سبيل المثال يبدأون التحية قبل أن تُحييّهم وكأنهم يُطبّقون ما ورد في الحديث الشريف: (اذا التقيتم فابدأوا السلام قبل الكلام، ومن بدأ بالكلام فلا تجيبوه) . واذا ما التقيت أحدهم بادر الى مصافحتك قبل أن تمد يدك، ولعل الحديث الشريف أوصى المسلمين بذلك: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان الا غّفِرَ لهما قبل أن يفترقا)، ناهيك عن مراعاتهم لقواعد السلام التي أوصى بها الاسلام: (يُسّلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، القليل على الكثير ويسلم الصغير على الكبير).
أما حديثهم فهو كلمات طيبة:  (الكلمة الطيبة صدقة)، ولهجتهم في الكلام بلا تكلّف، وكأنهم قرأوا القرآن الكريم وطبقوا ما ورد فيه: (….وما أنا من المتكلفين)، وهم مبادرون في الضيافة : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) . إلا أن هذه الضيافة غير مبالغ فيها وليست متصفة بالبذخ بل بالتدبير: (…… وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين).
يتميز سكان هذا البلد بالبشاشة وإرتسام الابتسامة على الشفاه بمجرد التقاءهم بالآخرين، فهي سجية لديهم، وكأن دأبهم في ذلك ماورد في الحديث شريف: (إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق).
أما الاستئذان فهو مثير للانتباه في سلوكهم، فلا يقاطعون المتكلمين، ولايدخلون مكاناً ما إلا بعد الاستئذان ممن فيه ، وهي وصايا الله جل جلاله في محكم كتابه العزبز: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها)، كما أنهم لايتركون مناسبة صغيرة أو كبيرة إلا تهادوا فيها: (تهادوا تحابوا)، وفي مقدمة هداياهم باقات الورد التي هي الأجمل بين الهدايا. يقول الحديث الشريف: (من عُرِضَ عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح). وهم متواضعون مهما علت مناصبهم، في سلوكهم وفي ملبسهم ، ولعل الاسلام أوصى بالتواضع وقد ورد في القرآن الكريم: (ولا تصعر خدك للناس ولاتمشي في الأرض مرحاً،إن الله لايحب كل مختال فخور).
وما يلفت الانتباه ، هو أن احترام المواعيد يُعَد لديهم شيءٌ مقدس . هذه الصفة التي من يخلفها يدعى في الاسلام بالمنافق، ورد في الحديث الشريف:( آية المنافق ثلاث، اذا حدث كذب، واذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان). وما أكثر من يتصف بهذه الصفات في بلداننا للأسف الشديد.
من جهة أخرى، فإن احترام المرأة في عرفهم شيء بالغ الاهمية، إذ أنها تُقدم على الرجال في كثير من الامور، لذا نسمع باستمرار العبارة الانكليزية ” Ladies first “، فعلى سبيل المثال إذا فتح رجلٌ باب السيارة لزوجته في مجتمعاتنا ربما نراها ممارسة غريبة ، في حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس على الأرض ويضع يده ويطلب من زوجته أن تقف على رجله وتركب الناقة، وكان يُطعم زوجته أيضاً: (خير صدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته) .
وهم لا ينادون بصوت عالٍ من بعيد بل يقتربون من الشخص ويتحدثون معه أو يطرقون باب الدار او المكتب في العمل بكل لياقة وأدب ليتحدثوا بهدوء بعد الاستئذان ان وُجِدَ أكثر من شخص، وقد تكلم  القرآن عن ذلك: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون…).
ولعل عدم التدخل في شؤون الغير تُعّد من أبرز السجايا التي يتمتع بها سكان هذا البلد، التي فعلاً نفتقدها بشكل كبير في بلداننا، ولعمري هي سجية من سجايا الاسلام، يقول الحديث الشريف: (….من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
ولدى الحديث عن الرحمة، تجدهم رحماء يقدّرون الانسان الذي لديهم له قيمة كبيرة، بل ويرفقون بالحيوان أيضاً. جاء في الحديث:(الراحمون يرحمهم الرحمن)، و(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
هذه هي أخلاق الاسلام التي علّمها الرسول عليه الصلاة والسلام للمسلمين، بعد أن خاطبه الله عز وجل بالقول : (وإنك لعلى خلق عظيم)، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق).
مما وصفت لك ، نجد أنه ليس من الغريب أن مدينة ملبورن ثاني أكبر مدينة في استراليا، جاءت كأفضل مكان للعيش في العالم، بعد أن حصلت على 5.97 بالمئة، لتتفوق على مدينتي فيينا (4.97 بالمئة) وفانكوفر (3.97 بالمئة)، حسبما أظهرت أحدث دراسة سنوية تجريها وحدة الدراسات التابعة لمجلة “ايكونوميست” البريطانية حول أفضل وأسوأ الظروف المعيشية،والتي شملت 140 موقعاً في العالم.
في حين جاءت مدن سيدني وبيرث وإديليد الأسترالية بين أفضل عشر مدن في هذا التصنيف، إلى جانب تورونتو وكالجاري الكنديتين، وهلسنكي الفنلندية، وأوكلاند أكبر مدن نيوزيلندا.
كما أن استراليا تُعدّ من بين الدول المتقدمة , حيث تتبوأ المركز الثالث عشر في التقدم الإقتصادي والمركز السادس عشر في تصنيف مؤشر التنافسي العالمي 2010–2011 للمنتدى الاقتصادي العالمي، فضلاً عن أنها تُصّنف ضمن مراكز متقدمة في العديد من التصنيفات العالمية مثل التنمية البشرية، وجودة الحياة، والرعاية الصحية، والعمر المتوقع، والتعليم العام، والحرية الاقتصادية، وحماية الحريات المدنية،والحقوق السياسية.
جاء هذا التصنيف مع الاشارة الى أن استراليا لاتزال  تضم بعضاً من أفضل المدن للعيش في العالم،التي تتميز بالكثافة السكانية القليلة، ومعدلات الجريمة المنخفضة نسبياً، على الرغم من ارتفاع تكاليف المعيشة، بسبب قوة الدولار الاسترالي، إلا ان هذه المدن تتميز بمجموعة من العوامل تجعلها جذابة للغاية.
ما يعنينا هنا، ان هذه الجوانب الايجابية لم تاتي اعتباطاً، بل هي نتيجة حتمية لما يتمتع به ابناء هذا البلد من سلوك وصفات وخصال وسجايا انعكست في ممارساتهم واعمالهم اليومية، التي لو تمتع بها المسلمون مع غنى أغلب بلدانهم الذي يفوق غنى استراليا، لقفزوا قفزات كبيرة في التقدم والتطور والبناء.
ان للبيئة والتعليم دوراً كبيراً في ترسيخ القناعات بتقويم السلوكيات، فلا يكفي أن نقرأ كتابا أو نستمع الى محاضرة لكي نغيّر سلوكياتنا، بل يجب ان تتغير قناعاتنا. اذا غيرّنا سلوكنا فقط، سوف نشعر بأن ابتسامتنا لا تنبع من القلب، فمن يتصنع أو يُقّلِدْ أو يتكلّفْ يكشفه الآخرون بسهولة.
على الرغم من أن أعذارنا جاهزة بشأن الدفاع عن طباع العرب خاصة في مايتعلق بالقسوة والشدة وعدم التسامح لدى التعامل فيما بينهم أو مع الآخرين تحت مبررات شتى، منها أن تاثيرات اجواء المنطقة ذات الحرارة الشديدة، أو طبيعة تاريخنا المليء بشتى الحروب وأنواع القتل واراقة الدماء التي شهدتها اراضي هذه البلاد، لهذه الاسباب وغيرها، جعلت من بيئتنا أرضاً خصبة للسلوكيات والتصرفات المختلفة تماماً عما هو عليه الحال لدى سكان بلاد الغرب وربما حتى بلاد الشرق الاقصى.
انني أعتقد أن مجتمعاتنا بحاجة الى اعادة نظر ودراسة معمقة حول كيفية تنشئة الاجيال الحاضرة على حسن التصرف والسلوك القويم وغيرها من الخصال الحميدة التي نادى بها الاسلام منذ قرون وسار عليها الغرب دون ان نسير على منوالها ، وتدريبهم في المدارس منذ نعومة اظفارهم على تعلُم فن الاتيكيت واسلوب التعامل برفق وهدوء وتسامح مع الآخرين واشاعة ثقافة البسمة على الشفاه مها كانت الظروف التي نضعها غالباً كشماعة نعلّق عليها أخطاءنا أو سوء تصرفاتنا.))

إنتهت رسالتي التي لم يستلمها ولم يقرأها صديقي إجابةً على رسالته الاخيرة بعد أن وافته المنية.
رحم الله روحه التي أسلمها الى بارئها … وأسكنه فسيح جناته.. في أعلى المنازل .. و ان كان جسده قد رحل عن هذه الدنيا فستبقى روحه الطاهرة تسكن بيننا.
عزائنا أننا نؤمن بأن الموت نهاية كل حي والاحياء جميعا مصيرهم الى خالقهم الله تبارك وتعالى ، لا يتخلف منهم أحد . “
“كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ”..

 بغداد
في الخامس من تشرين الأول 2012