في بادرة غاية في المسؤولية التي يمكن لرجل الدين ان يتحمل اعباءها في مقابل كل ذلك الضجيج الذي تعج به الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي ، اقدم جمع من علماء الاسلام في المملكة المتحدة ومن مختلف الطوائف على انتاج شريط فيديو بث على اليوتيوب، يظهر فيها الشيخ ابراهيم موكرا والسيد فاضل الميلاني وبقية فضلاء الجالية الاسلامية في بريطانيا يوجهون رسائل سلام الى الشباب المسلم محذرين اياهم من الاستماع الى دعاة الفتنة ممن تقمصَوا لباس الدين بالمقلوب واصبحوا ابواقا دعائية لمخططات المستعمرين الجدد ، وكذلك نبَه هؤلاء الاعلام من مغبة الانخراط في التنظيمات الجهادية المشبوهة مثل داعش على وجه التحديد ، وايقاظ النائمين من الشباب الى ادراك عمق الوقائع قبل الوقوع في شراكها من خلال معرفة ماهية هؤلاء ومن وراءهم ، ثم التذكير برسالة الاسلام وسيرة النبي الكريم القائمة على الوحدة والسلام والعدالة … واذا ما قارنا بين توجهات داعش وافعالهم سنجدهم اقرب الى الجماعات الارهابية الوحشية البربرية ،ولا يمتون بصلة الى الجماعات الدينية .وقد اثبتت وقائع سوريا والعراق ان هؤلاء صنائع غربية بيد المستعمر الجديد لكن بهيئة شرقية تنتمي الى القرن السادس الميلادي وبذات الالفاظ والخطابات لايهام العالم الاسلامي بأن زمن الصحابة قد عاد من جديد بكل منظومته السياسية من الخليفة والخلافة والرعية والبيعة …
وكان موقف المثقف العربي واضحا من كل تلك الخزعبلات ، واقواله ثابتة من الوقوف امام عجلة الزمن العربي من الرجوع الى الوراء ، وكان تشخيصه لامراض الشخصية العربية ومشاكل العقل العربي مبكرا جدا لكن من دون جدوى ولاسباب تقف فوق مستوى الطاقات ، ولا زال يؤدي دوره على اكمل وجه من فضح مخططات الصهيونية العالمية واذنابهم ، لكن الامر عندما يتعلق بالدين ستكون امكانات المثقف محدودة ، وهنا يأتي دور رجل الدين الواعي للقيام بدوره من الدفاع عن الدين ومفاهيمه من ان تشوه ، واي تشويه اكثر من ان يقف رجل معتوه كأبي بكر البغدادي على الاشهاد ويطلب من المسلمين البيعة له كخليفة للمسلمين ، وهنا نتسائل اين علماء المسلمين من كل هذا ؟ وهل وصل بهم الخنوع الى هذا الحد ؟ وهل يصح تشويه عناوين ارتبطت بالحس الديني لامة كبيرة كالامة الاسلامية بطريقة مخزية تجعل من الاكثر فتكا وانتهاكا لارواح الناس هو الاكثر استحقاقا بالخلافة والامارة من غيره .وكأنهم بذلك راضون على الخلافة الاسلامية في العراق والشام وخليفتها البغدادي بل ومؤيدون ، وهل ما نشاهده من فضائع الاعمال التي يرتكبها هؤلاء المجرمون هي احلامهم التي كانوا يمنون النفس عن دولة المدينة والخلافة الراشدة .
وكان عليهم ان يقفوا مع المرجعية الدينية في النجف من ادانة الارهاب ومحاربته بدلا من توجيه سهامهم الى قلب اخوتهم في الدين والوطن ووضع ايديهم بأيدي المجرمين القتلة بحجة الدفاع عن اهل السنة من الروافض وتحويل الصراع الى حرب دينية مقدسة سنية شيعية لمكاسب فئوية على حساب التاريخ والوطن .
نشدَ في عضد هؤلاء الاعلام ونبارك اطلالتهم البهية ومن قبلهم الاخوة رموز الجالية الاسلامية في بريطانيا ورسالتهم الموقعة باكثر من مائة توقيع تدين السفر الى سوريا والعراق لقتال اخوانهم العراقيين والسوريين ، ولعلها بادرة خير يمكن للجاليات الاسلامية في العالم من الاقتداء بها ، بل الواجب الشرعي والانساني على علماء الاسلام وفي الشهر الكريم ان
ينشروا رسائل السلام في شهر السلام ، وان يدينوا الارهاب بكل مسمياته وعناوينه وان الصراع الدائر في ارض العراق هو صراع بين الهمجية والاعتدال لا انه صراع السنة والروافض.
لمشاهدة رسائل السلام تراجع الروابط التالية :
www.youtube.com/watch?v=TJFOLbSv2wI www.youtube.com/watch?v=ufu6N1QmgeI
100 Senior British Shia-Sunni Imams denounce ISIL