23 ديسمبر، 2024 12:53 ص

رسائل الرئيس ترمب الى أيران وعملائها

رسائل الرئيس ترمب الى أيران وعملائها

هل شارفتْ سفينةُ ملالي وحكام طهران على الغَرق، في المستنقّعين السوري والعراقي، لاسيّما وإن القّضاء على تنظيم داعش، أصبحَ واقعاً ملموساً،وهزيمتُه مؤكدة ، في سوريا والعراق،لهذا جاء قرار الرئيس ترمب، بالإنسحاب من الأراضي السورية مفاجئاً، بعد أن أيقنّتْ إدارة الرئيس ترمب ،عدم جدوّى بقائها في الأراضي السورية ، لتحمّي الجيش الايراني ،وحزب الله والميليشيات العراقية التابعة لإيران، بل تريد أنْ تُشغله وتستنزّفه ،لمواجهة إيران عسكرياً وإقتصادياً داخل إيران،بالرغم منْ أنّ بعض الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن، إنتقدتْ الانسحاب الأمريكي ،مثل فرنسا ،في حين أثنّتْ روسيا على الإنسحاب ،وإعتبرته فرصة ،لإخراج إيران وحزب الله والميليشيات العراقية من سوريا، وعلى لسان بوغدانوف مبعوث الرئيس بوتين ،في وقت تدخل حاملة الطائرات الامريكية جون ستينيس لأول مرة ،منذ غزو العراق مياه الخليج العربي،وكذلك حاملة الطائرات (جورج بوش) في موانيء حيفا، وحاملة الطائرات جون ستينيس، تحمل مفاعليّن نووّيين والآف الطيارين، والآف الجنود والضباط ،وهي لاتتحرّك إلاّ لغزو بلد ،وإسقاط نظامه ، كما فعلت مع العراق،وتم نصب صواريخ الباتريوت الموجهة الى ايران ،في جميع القواعد العسكرية الأمريكية في العالم والخليج العربي ،إذن التحضيرات والإستعدادات العسكرية الأمريكية ، والتحالفات العسكرية الدولية ،وإنشاء الناتو العربي ، ليستْ بلا أهداف ، أو للتخويف ، وإنما هناك سيناريو أمريكي مُعلَن ، تزامن مع أهم حدثيّن أمريكييّن هما ، إلغاء الإتفاق النووي مع إيران، وفرض حصار إقتصادي ونفطي ،هو الأقسى في التاريخ ، إضافة الى تحضيرات سياسية وإعلامية ، وفتحْ جبهة توحيّد ودعم وتسليّح وتمويل المعارضة الايرانية ،( رضا بهلوي، ومريم رجوي، وجبه الاحواز العربية، وحزب بيجاك الايراني، وغيرهم) ،وهكذا إستكمّلتْ الإدارة الإمريكية إستعداداتها لمواجهة طهران، وميليشياتها وحزب الله، بعد أنْ أنهّتْ وحّجّمتْ قوة الحوثيين، وأدخلتهم في إتفاق أممّي مع مجلس الأمن الدولي، لفرض الإستسلام، وتسلّيم السّلاح للشرعيّة اليمنّية، والدخول في مفاوضات ،بعيداً عن النفوذ والضغط والتدخل الايراني،أما في العراق ، فإن الإدارة الامريكية، أفشلّتْ مشروع إيران، لتشكيّل حكومة تابعة لولي الفقيّه، منذ سبعة أشهر، ومازال الصراع قائماً بين أجنحة المرشد الأعلى، وبين قوائم ترفضُ التدّخل الإيراني والتبعّية له ،وهذا يُعتبر نصراً أمريكياً في العراق، وفشلاً إيرانياً ، يدلُّ على إرتخاء قبضة طهران ونفوذها على الأحزاب التابعة لها ، والتي تعتبرُها طهران، أحزاباً خائنة للمذهب، وتقف في الخندق الأمريكي ضدّها، مثل قائمة النصر التي يتزعّمها حيدر العبادي والتي وصفته ايران بال(قزم)، وقائمة الاصلاح التي يتزعمها مقتدى الصدر، وبقية القوائم الاخرى كإئتلاف الوطنية والمحور والقرار وغيرها، وهكذا جاءت زيارة الرئيس ترمب المفاجئة ، ودون إعلام رئاسة الجمهورية ،وحكومة عادل عبد المهدي وإعتبروها إهانة وتجاهلاً وتجاوزاً على السيادة العراقية، لـتضرب عصفورين بحجر، حكام طهران وحكومة العراق، وتُرسل لهم، رسائل مباشرة قوّية،فالرسالة الاولى التي أرسلها ترمب، لحكام طهران ،هي أن أمريكا ستبقى في العراق طويلاً، لمواجهة الإرهاب وإيران، والرسالة الثانية هي جعل العراق قاعدة عسكرية متقدمة، لمواجهة التحديّات في المنطقة، والرسالة الثالثة هي أننا لانعترف بحكومة العراق، وهي بنظرنا بمثابة ولاية أمريكية، ندخل إليها متى نشاء ولاحاجة لنا بإعلامِهم ، ولهذا لم تَعلم حكومة عبد المهدي بزيارته لقاعدة عين الاسد، (ودخل وخرج منها )، دون أنْ يَعلم به أيَّ مسئوول عراقي، من الرئيس والى أصغر مسؤول، وهذه إهانة قويّة، وتعدُّ اكبرإنتهاك( للسيادة العراقية ) ،كما تزعم الحكومة والرئاسة،والأحزاب الموالية لإيران، فماذا أنتم فاعلون أيها العُملاء، وسيادتكم تُنتهّك يومياً ،من قبل إيران قبل أمريكا، حيث تطالب الأحزاب، بإنهاء التواجد الامريكي وغلق القواعد العسكرية ، بهكذا سهولة وسذاجة ،تطالب بقيّة أجنحة إيران الميليشياوية، من ترمب الانسحاب من العراق، وغلق القواعد العسكرية ، وأمريكا دفعت الآف القتلى ، لتضمن بقاءها في العراق ،لأطول فترة زمنية، إن خروج أمريكا الآن من العراق، لايصبُّ الا لصالح إيران وميليشياتها ، وداعش ومشتقاته ، التي ستحرقه وتغرقه في الحرب الأهلية ،ولكن زيارة الرئيس ترمب، أفصّحت بشكل لايقبل الشك، أنّ أمريكا جادة في مواجهة حكام طهران حتى اسقاطهم، وتخليّص المنطقة من إرهابهم ، التي أصبحت عبئاً ثقيلاً على المشروع الأمريكي ،ليس في العراقفقط ، وإنمّا في المنطقة كلّها، اليوم تُثبت إدارة ترمب صدقيتها، أنها لنْ تتّرك العراق، لقمةً سائغةً لإيران، مهّما كان الثمن، وإنها جادة أيضاً ،على التخلّص من أجنحة وميليشيات إيران ،ليس في العراق وحسب وانما في المنطقة، حزب الله ، الحوثيون، الميليشيات العراقية، والقصف الاسرائيلي على معسكرات وقواعد ومقرّات إيران في سوريا ،اقوى رسالة على تحجّيم إيران وطردها من سوريا والعراق، زيارة الرئيس ترمب فَتحتْ الاحتمّالات كُلّها، لمواجهة إيران عسكرياً، وقد أنهّت إستحضاراتها العسكرية والاعلامية واللوجستية وربما الضربة في نفس يوم غزو العراق في آذار، وما الاجتماع المُزمع عقدهُ مع ما يسمى المعارضة العراقية، في الخامس من كانون اول في واشنطن ،وتحضره القوى المعارضة للعملية السياسية في العراق ، وفي مقدمتها حزب البعث الذي يقوده عزة الدوري ، حسب ما تسرّب من معلومات وتصريحات من واشنطن ، هو تأكيد آخر على أن فشل العملية السياسية الموالية لإيران هي وأحزابها ، هو العقبة التي تقف أمام التغييّر القادم في إيران، لذلك فالأدارة الامريكية تدعّم وتموّل وتسلّح ،جميع القوى المناهضة للمشروع الايراني ،والتي تعمل بكلِّ قوتها على إسقاطه، وهكذا ولأول مرّة جَمعتْ إدارة ترمب، المعارضة الإيرانية ووحدّتها ضد حكّام طهران، كما جَمعت المعارضة العراقية ،التي تعمل على إسقاط العملية السياسية العرجاء الموالية لإيران، ولاءاً دينياً وعسكرياً ودمرّت البلاد وجاءت بظاهرة داعش، نحن نرى أن الزيارة ،القصد منها إيران ،وليس حكومة عبد المهدي، ورسالة تطميّن لحلفاء أمريكا ، نحو تحجم إيران وتشديّد الخناق عليها ، أمّا حكام طهران ، وبعد زيارة ترمب للعراق ،وتفقّده قواته في قاعدة عين الاسد الإستراتيجية، ليس أمامهم إلاّ ، القبول بشروط الإدارة الأمريكية ال (12) ،التي أعلنّها وزير الخارجية الامريكية ماك بومبيو ، أو المواجهة العسكرية، وهو الإحتمال الأكثر حدوثاً ،في ظل متغيرّات وتحديّات دولية وإقليمية ، هدفها تطبيّق المشرّوع الأمريكي وإسقاط المشروع الايراني ، وأولى ملامحه ،هو الإتفاق الإستراتيجي الأمريكي – التركي ، في إطلاق يدّ أردوغان في سوريا والعراق لإعادة رسم خريطة المنطقة ، في إتفاقية أسمّيناها في مقالنا السابق ترمب – أردوغان التي نراها اليوم ،متجسّدة في أكثر من مكان في سوريا والعراق…..