تشهد منطقة الخليج الفارسي حركة رسائل مسلحة تحت الماء و فوق الماء و في السماء في هذه الأيام مع أقتراب الذكرى السنوية لحادثة أغتيال القائد الجنرال قاسم سليماني و رفيقه الشهيد ابو مهدي المهندس في يناير كانون الثاني من العام الماضي و تصاعد تلميحات القيادات الأيرانية بالانتقام من القتلة المنفذين و الأمرين و مطالبة أيران بتحقيق العدالة فيهم وهي التي رصدت أسماء 37 شخصية لها علاقة مباشرة في الجريمة و على رأس القائمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب , وقد أثبتت طهران قدرتها على جلب من ترغب بجلبه ومحاكمته على ارضها كما حصل في الاشهر الماضية عندما جلبت أربعة مطلوبين لها من أمريكا وفرنسا و باكستان ودبي , يضاف اليه أن أمام أيران تحدي أخر هو قضية أغتيال العالم الأيراني فخري زادة من قبل الموساد الأسرائيلي في الشهر الماضي فيجب على طهران أن ترد بقوة وتعاقب الكيان الصهيوني على جريمته والا فستعتبر لقمة سائغة وصيد سهل يمكن ضربه متى شاء أعداءهم وهذا خلاف ما عهدناه من الجمهورية الأسلامية التي تعتبر سلاح الردع هو الأنجع و الأنفذ عندها بل هو الأستراتيجية الأولى في حربها أمام أعدائها فأن سقط هذا السلاح سقط ما دونه , فلن تخاطر أيران بالسكوت وتقبل الضربة دون رد ولكن يبقى الزمان والمكان والكيفية منوطة بحكمة وتدبر وحساب النتائج بدقة متناهية وهذا ما سرت به مسيرة الجمهورية الأسلامية سابقاً, ولكنها بنفس الوقت لا تريد أن تجر الى مواجهة عسكرية غير مدروسة وغير محسوبة وفي توقيت يفرضه العدو عليها خاصة إنها تتعامل مع رئيس أهوج يعتبر الان كالأسد الجريح بعد خسارته في الأنتخابات الأمريكية لصالح بايدن الذي تعهد بالرجوع الى الأتفاق النووي السابق الذي خرج منه ترامب والأخير يسعى ليجعل من هذه المهمة صعبة بل ومستحيلة على خلفه بايدن من خلال حركة قد تكون متهورة في جر المنطقة الى حرب غير محسوبة النتائج و تبريرها بقصف السفارة الأمريكية في بغداد من قبل أطراف مجهولة رغم أن أمريكا لا تفتأ أن ترمي بمسؤوليتها على فصائل تابعة لأيران ولهذا زار قائد فيلق القدس أسماعيل قآني بغداد قبل ايام وقابل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي والمسؤولين العراقيين ليبلغهم إن إيران غير مسؤولة عن الهجمات التي تطال المصالح الامريكية في العراق مبرراً إن ايران لن تنجر لعمل عسكري تحدد واشنطن وقته ومكانه ,يذكر أن ترامب طالب قبل مدة في أجتماع مع فريقه المقرب بشأن هجوم محتمل على موقع نووي ايراني ولكن فريقه نصحه بعدم خوض هذا الخيار بسب التخوف من توسعة الحرب و أضرارها على المنطقة كلها , بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إن مخزون ايران من الطاقة الذرية بلغ 12 ضعف ما هو مسموح به بموجب الأتفاق النووي عام 2015 الذي أنسحبت الولايات المتحدة الأمريكية منه عام 2018وطالب ترامب الأيرانيين بعقد تفاوضات جديدة معه ولكن لم يتلقى أجابة من طهران التي تراجعت بالمقابل عن بعض الألتزامات بالبرنامج مما أتاح لفرض عقوبات كثيرة على ايران من قبل ترامب لأرضاخها لشروطه لكن دون جدوى , يبقى أن نعرف الأهداف من هذا التحرك الأمريكي عندما يرسل القاذفات B52 التي تحمل رؤساً نووية وذخيرة ثقيلة والتي أرسلت من قبل في يناير 2020 عند قيام امريكا بجريمة المطار حيث قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الطائرات أرسلت الى المنطقة لردع العدوان وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة , ومن ثم يعقبها بأرسال الغواصة النووية (يو اس اس جورجيا) ودخولها مياه الخليج والتي تحمل ما يقارب 54 صاروخ موجه توماهوك , بالأضافة الى عبور الغواصة الأسرائيلية لقناة السويس متوجهة لمياه الخليج في خطوة أستفزاية لأيران , لكن ما يلفت في هذا التحرك هو أنه تحت الأضواء الكاشفة وتناوله الأعلام و التحليل بصورة علنية بينما لم يسبق أن تكشف أمريكا أو أسرائيل عن حركة قطعاتها العسكرية بهذا الوضوح مما يعطي أنطباعاً بأن الهدف هو أرسال رسائل غير مشفرة بل مكشوفة لأيران لردعها عن الأخذ بالثأر من جريمة قتل الشهداء في بغداد أو وضع حدود و أسوار نارية لحصر نيران معركة مقبلة لتضيق حدودها كأن تكون بقصف قوات تابعة لأيران أو فصائل موالية لها أو أي هدف محدود أخر ,