23 ديسمبر، 2024 7:26 ص

رد في مستوى التحدي

رد في مستوى التحدي

لايبدو إن المقاومة الايرانية قد سمحت بأن تهنأ الجمهورية الاسلامية الايرانية بالزيارة التي قام بها الرئيس حسن روحاني لفرنسا عندما نظمت في 28 کانون الثاني2016، و تزامنا مع زيارته تظاهرة ضخمة في وسط العاصمة باريس شارك فيها آلاف من أبناء الجالية الايرانية بالاضافة الى مساهمة أبناء الجاليتين السورية و اليمنية و شخصيات سياسية فرنسية و مواطنون فرنسيون، حيث طافت التظاهرة شوارع باريس و هي تردد شعارات معادية لطهران و تفضح سجلها في مجالات إنتهاکات حقوق الانسان و الاعدامات و التدخلات في دول المنطقة.

هذه الزيارة التي أتت في فترة تشعر فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية بحاجة ماسة جدا للإنفتاح على الدول الاوربية عموما و فرنسا خصوصا من أجل حل و معالجة مشاکلها المتراکمة، سعت طهران بکل مالديها من إمکانية من أجل إستغلالها على أفضل مايکون کي تظهر بإن إيران وفي ظل عهد روحاني قد طرأ عليها تغيير وهي تسير نحو الاعتدال و الاصلاح في ضوء ذلك، لکن التظاهرة الضخمة للمقاومة الايرانية قد بددت المساعي الرسمية الايرانية هذه و جعلتها هباءا منثورا.

التظاهرة التي فيها رفع صور مئات المواطنين الايرانيين الذين تم إعدامهم لأسباب سياسية أو مشبوهة الى جانب رفع شعارات بشأن إعدام أکثر من 2000 شخص في ظل عهد الاصلاح و الاعتدال ذاته الى جانب شعارات أخرى بشأن التدخلات في المنطقة، تتزامن مع موقف شعبي فرنسي يطالب الحکومة الفرنسية بفتح ملف إنتهاکات حقوق الانسان مع طهران، حيث أکدت أوساط إستطلاع الرأي بإن أکثر من 80% من الشعب الفرنسي يطالبون حکومتهم بفتح ملف حقوق الانسان مع السلطات الايرانية، والاهم من ذلك إن شخصيات فرنسية و جمع کبير من الفرنسيين قد شارکوا في التظاهرة مما جعلها رسالة ذات مضمون خاص لطهران.

المثير و الملفت للإنتباه إن هذه التظاهرة قد تم تنظيمها بدقة بالغة بحيث أثارت إعجاب الاوساط الاعلامية الدولية و جذبت إنتباه الشعب الفرنسي کثيرا والذي أقض مضجع روحاني و الاوساط الحاکمة في طهران، إن وسائل الاعلام الفرنسية و عقب نشرها لنبأ زيارة روحاني کانت تتبع ذلك بنشر خبر التظاهرة التي داس فيها المتظاهرون الايرانيون بأقدامهم على صور لروحاني و المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية، وخلاصة القول إن هذه التظاهرة قد کانت ردا في مستوى التحدي الذي بادر به روحاني عقب زيارته لباريس التي هي معقل المقاومة الايرانية. [email protected]