23 ديسمبر، 2024 9:27 ص

رد على وفيق السامرائي حول هجومه على الإسلاميين في العراق

رد على وفيق السامرائي حول هجومه على الإسلاميين في العراق

نشر السيد وفيق السامرائي في صحيفة الشرق الأوسط مقالاً يتهجم فيه على الإسلاميين السنة تحت عنوان (هل يحكم الاخوان المسلمون جزء من العراق؟)

وسأكتفي بالرد العلمي وأترفع عن الإسفاف. فأقول إجمالاً: الإخوان المسلمون غير مشاركين في العمل السياسي في العراق، لذا فإن المقال لا صحة لمعلوماته من الأساس. وأتحدى السيد وفيق أو غيره أن يأتي بمعلومة تخالف هذه المعلومة. ولولا أني على يقين أنه يقصد ممثلي العرب السنة: الحزب الإسلامي والتوافق ومتحدون ما رددتُ عليه.

جاء في مقاله: (فإنهم عملوا على استغلال الفرص سعيا إلى حكم جزء من العراق، وهذا غير قابل للتحقق في ظل عراق موحد متماسك وقوي). أقول أين العراق المتماسك القوي الذي سلبت إرادته منذ زمن؟

(ومع تطور مرحلة الاحتجاجات الشعبية التي بدأت قبل نحو سنتين، وهيأت الأجواء لدخول «الدواعش»…. بدأ بقايا «الإخوان» بتصعيد الموقف الشعبي تحت واجهات دينية وعشائرية…) المعلومات مخطوءة، لأن الاعتصامات كانت مستقلة مئة بالمئة، والدليل أن الشيخ عبدالملك السعدي أثر فيها وأبعد السياسيين، والبعثيون تحالفوا مع داعش في بداية الأمر، وهي بدهية يعرفها القاصي والداني في ساحة الأنبار التي غاب عنها السيد وفيق.

(…. ساحات الاعتصام، التي كان ممكنا أن تؤدي إلى نتائج إيجابية لو تصدرت الموجة شخصيات وطنية بلباس علماني) لا اعرف من هؤلاء الوطنيون الذين يقصدهم. إذا كان يقصد البعثيين فقد كانوا موجودين بقوة في كل الساحات، إلا إذا كان يقصد السيد غسان العطية السياسي الوطني الليبرالي، ولا أظن أنه كشيعي يمكن أن يجازف ويلتحم مع ساحة الأنبار. أما إن كان يقصد نفسه فعلى الرحب والسعة، لماذا لم يأتِ إلى العراق؟

(وربما لم تأت شهادة فاصلة عن علاقة «القاعدة» بـ«الإخوان» كشهادة الظواهري، التي قال فيها إن أسامة بن لادن كان من «الإخوان المسلمين»، فلم يقتصر الانتساب عليه شخصيا، وهذا يعني أن فكر «الإخوان» كان مصدر تكوين وإلهام لـ«القاعدة». ولما كان «داعش» هو الوريث الفعلي لـ«القاعدة»، فلم يعد مجال للشك والنقاش بخصوص الربط والهوية….) والله هذه مهزلة المهازل وظلم ما بعده ظلم، لأن السيد وفيق يعلم أن القاعدة لوحدها قتلت أكثر من ألف من منتسبي مدرسة الإخوان من السياسيين والدعاة، وداعش اعتقلت أعضاء الحزب الاسلامي في الانبار والموصل وقتلت السيد اسلام عزالدين وهو قيادي في الحزب وابن شقيق النائب الاسبق نور الدين الحيالي.

(من الغريب والمثير أن يشارك شكل من أشكال فكر «الإخوان» بعملية اجتثاث حزب البعث، وهم أكثر خطورة على المدى البعيد من أفكار البعث..)!! أقول: إن الإسلاميين السنة ومن كافة المدارس الحركية وبالرغم من الأذى الذي لحقهم من البعث، لكنهم قالوا عفا الله عما سلف. ويكفي أن فصائل المقاومة الراشدة التي امتلكت السلاح قبل خروج المحتل لم تستخدمه ضد العراقيين عامة ولا البعثيين خاصة، وهم اول من اعترض على الاجتثاث. فاتق الله يا وفيق.

(…وظهرت هذه المساعي- يقصد ما يسميه تفكيك العراق- خلال مرحلة ركوب موجة الاحتجاجات والدفع نحو أقلمة العراق، تحت ذريعة المحافظة على هوية ومصالح عرب سنة العراق، والحقيقة أنهم ساهموا في سحق المناطق شمال بغداد وغربها، التي تغلب عليها صفة سنية، وأضعفوا دور الحكومة المركزية في موضوع المناطق التي سميت بـ«المناطق المتنازع عليها» مع رئاسة إقليم كردستان) الحقيقة أن العراق انقسم مجتمعياً في عام ٩٩١١ ولكوني عشت اكثر من ٥ سنوات في الجنوب اعلم يقيناً حجم المرارات التي كان يشعر بها الناس هناك إذ بدأت مرحلة التمييز على خلفية أحداث ما بعد الكويت. فلا داعي للمغالطات. والسياسيون السنة ما أرادوا تفكيك العراق، وإنما أرادوا العراق الفيدرالي كمرحلة لتهدئة الخواطر وإيجاد توازن بين المكونات. وهو أمر أقره الكرد وكثير من الشيعة ورفضته إيران. فهل أنت مع التوجه الإيراني؟

(ووصلت ببعضهم السذاجة إلى أن يتمسكوا بتحالفهم المرحلي الهزيل مع توجهات رئاسة إقليم كردستان بقولهم: إذا ضاقت بنا الخيارات فمن لنا غير مسعود وإردوغان! ما يدل على رؤية ضيقة، وقلة معرفة، وقصور في فهم الأهداف والمعادلات والمصالح المحلية والإقليمية، ويدل على ولعهم بالباب العالي وحكم السلاطين، ولم يدركوا أن تقاربهم مع رئاسة الإقليم على حساب المركز، الذي يفترض أنه يمثل هويتهم الوطنية – حتى مع وجود تحفظات مؤقتة لا يمكن أن تصمد أمام المتغيرات – يدخل تحت لافتات شديدة الخطورة). من هؤلاء الذين تحالفوا مع الكرد وتركيا؟؟!! ائتني بنموذج واحد يرقى إلى عشرة بالمئة من قوة تحالف حكومة بغداد مع إيران، واين هذا التحالف من قوة التحالف الرباعي الشيعي- الكردي؟.

(ولا شك في أن بقايا «الإخوان المسلمين» في العراق يشكلون خطرا «داعشيا» من طراز آخر، يستهدف وحدة العراق، بتحالفهم مع القوى الانفصالية والمناطقية وذيول الحنين إلى ماضي الحقبة السوداء من الاحتلال العثماني. ومن الخطر التعامل معهم برؤية عاطفية تحت ملتقيات دينية ومذهبية وطائفية وقومية إلى أن يتخلوا عن تحالفاتهم ويغيروا نهجهم، ويقطعوا صلتهم بالرابط بين «الإخوان» و«القاعدة») هذا المقطع أهون من أن يجاب عليه، فوالله لشدة سماجته لا استطيع أن أصفه إلا بأنه رسالة تملق للخليج من شخص مسلكي في الاستخبارات.

فقط أقول لك يا سيد وفيق يا من تعيش في أوهامك. حتى البعثيون في العراق أدركوا بأنهم كانوا مخطئين، وأن عليهم اليوم أن يتحالفوا مع مكونهم ليعيدوا النازحين ويخرجوا المعتقلين ويعيشوا مع جميع العراقيين بكرامة… صح النوم.