23 ديسمبر، 2024 5:11 ص

رد على موضوع ” …. فرانكشتاين في بغداد ….. وعشقي للقراءة والمطالعة”

رد على موضوع ” …. فرانكشتاين في بغداد ….. وعشقي للقراءة والمطالعة”

” حينما طالعت هذا الموضوع للكاتب إيفان علي عثمان الزيباري, لم تكن لدي أي نية للرد أو الحديث عن أي شيء ولكن على حين غرة وجدتُ أن هناك رغبة دفينة في أعماقي تدفعني لقول أي شيء وعن أي شيء. قبل كل شيء أود أن أقول أن أغلب كتابات السيد إيفان قد دخلت شغاف قلبي دون أن أعرف من هو هذا الكاتب والى أي مرحلة – عمرية- ينتمي؟ هل هو من جيلنا جيل الخمسينات أم من ألأجيال التي لاتزال تتربع على عرش الشباب؟ لايهمني هذا الموضوع. المهم أنني وجدتُ كاتبا كبيراً في قلمه وتعابيرة وهذا يدل على مدى الحجم الكبير الذي تلقاه الكاتب من غزارة القراءة والمعلومات الأدبية على مدى مراحل أيامهِ وحياتة. لم تربطني بالكاتب أي علاقة ولكنني شعرتُ أنه يرتبط معي في مشاعر كبيرة وذكريات جمة أعادت لي حسرات لاتعد ولاتحصى منذ أن كنتُ طفلاً حتى هذه اللحظة. تولدت لدي رغبة القراءة مذ كنت في المرحلة ألأبتدائية في حدود عام 1964 حينما دخلتُ ألأول ألأبتدائي. في ذلك الزمن توسلت الى شقيقي الكبير الذي كان في المرحلة ألأخيرة من دراستة الجامعية أن يجلب لي أي قصة تحتوي على صور ملونه. تردد في البداية لأن مصروفه اليومي لايسمح له بعبيء مادي آخر لشراء أي قصة – حتى لو كانت من قصص ألأطفال- وعلى مضض إشترى لي قصة – عروس البحر- كانت فرحتي لاتوصف ورحت أقلب الصفحات بفرحٍ غامر وسرورٍ عامر.
بَيْدَ أن تلك الفرحة لم تكتمل. راح شقيقي الذي يصغرني بسنتين – ولم يكن قد دخل المدرسة ألأبتدائية بعد- وإسمهُ – عامر- رحمه الله فقد مزقت جسده حرب الثمانينات في نفس السنة التي تخرج منها من الجامعة. وراح تحت التراب كما راح المئات من الشباب في حربٍ لم يكن لها أي مبرر سوى الغطرسة وحب الذات من رئيس دولة عراقية لم يكن همه سوى الحرب وإحتلال أراضٍ لدولٍ أخرى بحجج ألأمة العربية والبوابة الشرقية. راح شقيقي الصغير يزاحمني على تلك القصة التي لايعرف أي شيء عنها سوى أنها تحتوي على صور ملونة. إحتدم الخلاف بيني وبينه مما جعل والدي يختطف القصة من يدي ويضعها في موقد النار. ركض شقيقي الصغير الى خارج الدار وكأنه كان قد حقق أنتصاراً في ساحات الوغى. لم أبكِ وأنا أنظر الى النيران وهي تلتهم قصتي العزيزة. كان هناك شيءٌ يغلي في صدري. أنفاسي ترتفع وتهبط بغضبٍ ليس له مثيل. تمنيت أن أحرق كل العالم في تلك اللحظة كي أتخلص من لحظات الطوفان التي كانت تحيط بي من كل ألأتجاهات. ذهبتُ الى فراشي مدحورا مكسورا مهموما وغطيت راسي ورحت في بكاءٍ مرير ودموعٍ تكفي لأغراق كل مساحات البلدان الجرداء في فصل الصيف والشتاء بلا إستثناء. لم أعد أطلب من شقيقي الكبير أي قصة للأطفال فقصص ألأطفال لاتجلب لي إلا الدموع وألسنة النيران التي لازلت مرسومة في ذاكرتي وهي تلتهم كل صفحة ملونة من صفحات – عروس البحر-.
كان شقيقي الكبير يحتفظ بروايات كبيرة لكتاب تحمل أسماء عملاقة لاأفهم منها أي شيء و كنت أتهجى العناوين بشق ألأنفس – وأنا في ألأول ألأبتدائي- ” ذهب مع الريح, قصة مدينتين, عشاق فينيسيا, عذاب الحب, السأم, مغامرات كارلا, إمرأتان, وادي النسيان, أشهر المعارك الحاسمة في الحرب العالمية ألأولى , وكتب أخرى كثيرة. كنتُ أتظاهر بأنني أعرف كل هذه العناوين وأجلس في غرفتة حينما يذهب للجامعة وأظل أقلب صفحات تلك الكتب الواحد تلو ألاخر وأخاطب نفسي متى أصبح قادراً على قرائتها جميعاً؟ في السادس ألأبتدائي بدأت بمطالعة أول كتاب – عشاق فينيسيا- بجزائين كل جزء 500 صفحة.
أحيانا أتعاطف مع البطل وأحيانا لاافهم عن اي شيء يتحدث الكاتب. في عطلة الثاني متوسط قرأتها جميعاً. لم تعد هناك رواية في مكتبة شقيقي – دون أن أطالعها-. اصبحتُ مدمناً لأي كتاب جديد. المشكلة أنني لااستطيع شراء أي كتاب من نقودي الخاصة فقد كنا نعيش شظف العيش. شقيقي لايعرف أنني سرقت كل رواياته وقرأتها- كان يوجهني الى مطالعة دروسي وعدم قراءة أي شيء خارجي كي لاارسب في ألأمتحان. صراع كبير في داخلي يكاد يمزق روحي الفتية في ذلك الزمن. لو كانت لدي كل كتب العالم الصادرة من الروايات لطالعتها جميعا ولتركت مدرستي ولكن هنا ألف لكن . كنتُ أحسد كل من يستطيع شراء كتاب في ذلك الزمن. وتقدم الزمن وظلت أزمة شراء الكتاب تقض مضجعي. وقذف بي القدر يوما ما في سجنٍ من السجون لجرمٍ لم أرتكبهُ وظل الكتاب ذلك الهاجس المرعب في حياتي. وخرجتُ الى النور بعد أسقطت كل التهم ضدي وفجأة وجدتُ نفسي في شارع المتنبي ولدي نقود كثيرة ورحت أشتري وأشتري كل مايقع تحت ميولي العطشى لأي كتاب . اليوم وفي عصر الحداثة وتطور التكنولوجيا وجدتُ نفسي أمام هذا الكم الهائل من الكتب وبمجرد ضغطة زر  أجد كل شيء أمامي ولكن يبقى الكتاب الورقي له نكهة  خاصة. سابحث عن كتاب فرانكشتاين في بغداد …من يدري لعلي أجده هنا في النت وأمتع ذاتي بمطالعته….. 

رد على موضوع ” …. فرانكشتاين في بغداد ….. وعشقي للقراءة والمطالعة”
” حينما طالعت هذا الموضوع للكاتب إيفان علي عثمان الزيباري, لم تكن لدي أي نية للرد أو الحديث عن أي شيء ولكن على حين غرة وجدتُ أن هناك رغبة دفينة في أعماقي تدفعني لقول أي شيء وعن أي شيء. قبل كل شيء أود أن أقول أن أغلب كتابات السيد إيفان قد دخلت شغاف قلبي دون أن أعرف من هو هذا الكاتب والى أي مرحلة – عمرية- ينتمي؟ هل هو من جيلنا جيل الخمسينات أم من ألأجيال التي لاتزال تتربع على عرش الشباب؟ لايهمني هذا الموضوع. المهم أنني وجدتُ كاتبا كبيراً في قلمه وتعابيرة وهذا يدل على مدى الحجم الكبير الذي تلقاه الكاتب من غزارة القراءة والمعلومات الأدبية على مدى مراحل أيامهِ وحياتة. لم تربطني بالكاتب أي علاقة ولكنني شعرتُ أنه يرتبط معي في مشاعر كبيرة وذكريات جمة أعادت لي حسرات لاتعد ولاتحصى منذ أن كنتُ طفلاً حتى هذه اللحظة. تولدت لدي رغبة القراءة مذ كنت في المرحلة ألأبتدائية في حدود عام 1964 حينما دخلتُ ألأول ألأبتدائي. في ذلك الزمن توسلت الى شقيقي الكبير الذي كان في المرحلة ألأخيرة من دراستة الجامعية أن يجلب لي أي قصة تحتوي على صور ملونه. تردد في البداية لأن مصروفه اليومي لايسمح له بعبيء مادي آخر لشراء أي قصة – حتى لو كانت من قصص ألأطفال- وعلى مضض إشترى لي قصة – عروس البحر- كانت فرحتي لاتوصف ورحت أقلب الصفحات بفرحٍ غامر وسرورٍ عامر.
بَيْدَ أن تلك الفرحة لم تكتمل. راح شقيقي الذي يصغرني بسنتين – ولم يكن قد دخل المدرسة ألأبتدائية بعد- وإسمهُ – عامر- رحمه الله فقد مزقت جسده حرب الثمانينات في نفس السنة التي تخرج منها من الجامعة. وراح تحت التراب كما راح المئات من الشباب في حربٍ لم يكن لها أي مبرر سوى الغطرسة وحب الذات من رئيس دولة عراقية لم يكن همه سوى الحرب وإحتلال أراضٍ لدولٍ أخرى بحجج ألأمة العربية والبوابة الشرقية. راح شقيقي الصغير يزاحمني على تلك القصة التي لايعرف أي شيء عنها سوى أنها تحتوي على صور ملونة. إحتدم الخلاف بيني وبينه مما جعل والدي يختطف القصة من يدي ويضعها في موقد النار. ركض شقيقي الصغير الى خارج الدار وكأنه كان قد حقق أنتصاراً في ساحات الوغى. لم أبكِ وأنا أنظر الى النيران وهي تلتهم قصتي العزيزة. كان هناك شيءٌ يغلي في صدري. أنفاسي ترتفع وتهبط بغضبٍ ليس له مثيل. تمنيت أن أحرق كل العالم في تلك اللحظة كي أتخلص من لحظات الطوفان التي كانت تحيط بي من كل ألأتجاهات. ذهبتُ الى فراشي مدحورا مكسورا مهموما وغطيت راسي ورحت في بكاءٍ مرير ودموعٍ تكفي لأغراق كل مساحات البلدان الجرداء في فصل الصيف والشتاء بلا إستثناء. لم أعد أطلب من شقيقي الكبير أي قصة للأطفال فقصص ألأطفال لاتجلب لي إلا الدموع وألسنة النيران التي لازلت مرسومة في ذاكرتي وهي تلتهم كل صفحة ملونة من صفحات – عروس البحر-.
كان شقيقي الكبير يحتفظ بروايات كبيرة لكتاب تحمل أسماء عملاقة لاأفهم منها أي شيء و كنت أتهجى العناوين بشق ألأنفس – وأنا في ألأول ألأبتدائي- ” ذهب مع الريح, قصة مدينتين, عشاق فينيسيا, عذاب الحب, السأم, مغامرات كارلا, إمرأتان, وادي النسيان, أشهر المعارك الحاسمة في الحرب العالمية ألأولى , وكتب أخرى كثيرة. كنتُ أتظاهر بأنني أعرف كل هذه العناوين وأجلس في غرفتة حينما يذهب للجامعة وأظل أقلب صفحات تلك الكتب الواحد تلو ألاخر وأخاطب نفسي متى أصبح قادراً على قرائتها جميعاً؟ في السادس ألأبتدائي بدأت بمطالعة أول كتاب – عشاق فينيسيا- بجزائين كل جزء 500 صفحة.
أحيانا أتعاطف مع البطل وأحيانا لاافهم عن اي شيء يتحدث الكاتب. في عطلة الثاني متوسط قرأتها جميعاً. لم تعد هناك رواية في مكتبة شقيقي – دون أن أطالعها-. اصبحتُ مدمناً لأي كتاب جديد. المشكلة أنني لااستطيع شراء أي كتاب من نقودي الخاصة فقد كنا نعيش شظف العيش. شقيقي لايعرف أنني سرقت كل رواياته وقرأتها- كان يوجهني الى مطالعة دروسي وعدم قراءة أي شيء خارجي كي لاارسب في ألأمتحان. صراع كبير في داخلي يكاد يمزق روحي الفتية في ذلك الزمن. لو كانت لدي كل كتب العالم الصادرة من الروايات لطالعتها جميعا ولتركت مدرستي ولكن هنا ألف لكن . كنتُ أحسد كل من يستطيع شراء كتاب في ذلك الزمن. وتقدم الزمن وظلت أزمة شراء الكتاب تقض مضجعي. وقذف بي القدر يوما ما في سجنٍ من السجون لجرمٍ لم أرتكبهُ وظل الكتاب ذلك الهاجس المرعب في حياتي. وخرجتُ الى النور بعد أسقطت كل التهم ضدي وفجأة وجدتُ نفسي في شارع المتنبي ولدي نقود كثيرة ورحت أشتري وأشتري كل مايقع تحت ميولي العطشى لأي كتاب . اليوم وفي عصر الحداثة وتطور التكنولوجيا وجدتُ نفسي أمام هذا الكم الهائل من الكتب وبمجرد ضغطة زر  أجد كل شيء أمامي ولكن يبقى الكتاب الورقي له نكهة  خاصة. سابحث عن كتاب فرانكشتاين في بغداد …من يدري لعلي أجده هنا في النت وأمتع ذاتي بمطالعته…..