19 ديسمبر، 2024 3:21 ص

رد على موضوع ” حق للدولة وحق للمواطن”

رد على موضوع ” حق للدولة وحق للمواطن”

بدون تخطيط مسبق وجدتُ نفسي مدمناً على مطالعة أغلب الكتابات التي تُنشر في موقع ” كتابات” . لاأعرف لماذا؟ علماً أنني لاأهوى الخوض في المواضيع السياسية والمواضيع التي تنخرط في خلق حالة من الرعب والخوف في النفس البشرية رغماً أنني لاأستطيع أن أغير مسار – نملة- عن خط سيرها اليومي مهما كتبت وعلقت بآلاف الصفحات اليومية. ساعات الفجر ألأولى هي المكان والزمان المفضل لمطالعة أي شيء جديد يصدر في موقع – كتابات- أشعر أنني أمتلك العالم لأن جميع المخلوقات البشرية تغط في سباتٍ عميق من النوم عدا بعض أقدام العاملين التي تصدر صوتاً خافتاً قرب نافذة غرفتي البسيطة المطلة على الشارع ألأسفلتي القذر وهم يتوجهون الى ساحات العمل اليومي المرهق. سيل من المقالات ألأدبية والسياسية والتحليلات ألأقتصادية التي تنبثق عن أذهان الكتاب المفكرين في هذا الزمن الناري المرعب. أحدهم ينثر كلمات كثيرة ومقالاتٍ متعددة وهو يدافع عن عادل عبد المهدي وعبقريتة الفذة في قيادة وزارة من أخطر الوزارات ألأقتصادية في البلد وهي وزارة النفط  وفي ألأتجاه المعاكس أجد مقالات أخرى تُكيل أشد ألأتهامات لنفس الوزير النفطي – الشيعي- على حد وصف الكاتب في مقالتهِ تلك. أقف حائراً وأنا المواطن البسيط الحالم بأبسط ألأشياء التي لاتخطر على ذهن إنسان. لاأريد شيئاً سوى أن يعترف بي بلدي ويهبني جزءأً من حقوقي- ليست كلها- لأنني إذا حصلتُ على كل حقوقي سأصبح أغنى إنسان على وجة الكرة الأرضية – وهذا مالايريده لي الساسة في العصر الحجري الداينصوري ولا العصر  الحديث-. هذه هي مشكلتي كمواطن بسيط ليس له طموح سوى النوم كل ليلة في فراشٍ لايزاحمني عليه برد أو خوف أو قلق من المجهول. هل هذه الحقوق التي أطلبها كثيرة على بلدٍ عملاق غني مثل العراق؟ .
 لايهمني إن تجمعت القوات ألأيرانية عند الشريط الحدودي الشرقي بحجة الدفاع عن عدوٍ مرتقب قد يعبث بأمن بلادهم في القريب أو البعيد. ولايهمني رأي الكاتب الحاقد على عادل عبد المهدي أو رأي المدافع عن وزير النفط بأجمل العبارات . لايهمني رأي أحدهم حينما يقارن في موضوع خيالي عن أهمية رسم” نهديك على ورقٍ أبيض أقل خجلاً وأكثر شهوة” أو رأي أحدهم عن ” سياسة اللاعنف لدى الكتور مارتن لوثر كينك” أو ” هل سيشكل ألأيزيديون منطقة للحكم الذاتي وهل سيغضب ألأكراد” أم أنهم غاضبون بالفعل؟ . المعذرة أنا لاأنتقد أياً من تلك المقالات الجميلة أعلاه ولكنني وجدت ذاتي مشتتاً بين هذا الكم الهائل من المواضيع العملاقة التي لاتصب على جرحٍ أنزفه على طول سنوات الغليان منذ أن ضاع بلدي في لمح البصر ولاأعرف لماذا؟ ولو أن حقيقة ألأمر معروفة ولكن فات ألآوان ولن يستطع أي أحد أن يعيد الأمان والحب وألأطمئنان لنفوسنا القلقة. من بين كل المواضيع التي طالعتها بشغف هذا اليوم عند الفجر موضوع ” حق للدولة وحق للمواطن” للكاتب أحمد شرار. أعدتُ مطالعته عدة مرات وشعرت أنني أشعر أن هناك كاتباً ما يهتم لأمري كمواطن بسيط راح يخشى كل شيء ويخاف من كل شيء لأن حقوقة مهدورة من آلاف السنين. حاولت أن أضيف كلمة واحدة على ماذكره الكاتب ولكن دون جدوى فقد أسهب الكاتب في الدفاع عن كل شيء أفكر فيه وهو يحاول أن يناشد المسؤول ألأول في الدولة العراقية للنظر في هذا ألأمر مع العلم أن هذه الكلمات وكلمات الكاتب ” شرارة” ستكون مجرد تنهدات لاتلبث أن تختفي مع الريح دون أن يهتم لها أحد, لكن المهم في ألأمر أنها إنطلقت في الفضاء الفسيح ألأفتراضي لتعلن دوي صرخة قد تغير قوانين ومفاهيم حينما يطلع عليها مسؤول ما له دور كبير في تغيير الواقع المزري الذي يحياه الجميع هنا في جمهورية الخوف.

أحدث المقالات

أحدث المقالات