رد على ”   رجال مرور تعرضوا لاعتداء حماية وزير حقوق الإنسان “

رد على ”   رجال مرور تعرضوا لاعتداء حماية وزير حقوق الإنسان “

من المعروف للجميع أن الموظف مهما كانت وظيفته في الدولة يكون ملتزماً بأداء واجبهِ المكلف بهِ على أكمل وجه دون أدنى تقاعس أو تباطيء لأنه ينتمي الى فئة تعمل من أجل المجتمع بصورةٍ عامة والدولة التي ينتمي اليها بصورةٍ خاصة. هناك قوانين شُرِعت لحماية الموظف أثناء تأدية واجبة وهي عدم ألأعتداء علية من أي جهة مهما علت مكانتها في المجتمع . من أعظم الوظائف هي تلك التي يقوم بها رجل المرور . رجل المرور موظف ميداني غير تقليدي- ليس لديهِ مكتب يجلس خلفة في ساعات الحر الشديد أو البرد القارس- هو رجل يفترش الأرض ويلتحف السماء مهما كانت الظروف المناخية أثناء تأدية الواجب المكلف به – ناهيك عن الخدمةِ الكبيرة – التي يقدمها للمجتمع بصورة عامة. لو نتصور كيف تكون الحالة في دولة لاتوجد فيها خدمة مرورية وكيف ستكون ألاوضاع في الشارع طيلة ساعات النهار؟ رجل المرور يعاني ويقاسي أشياء كثيرة على المستوى الشخصي والعملي. يتعرض الى مخاطر لاتعد ولاتحصى ومن هنا يتحتم على كل فرد أن يقدم لرجل المرور كل آيات الشكر والتقدير لأنه يساهم مساهمة حقيقية في تنظيم الحياة اليومية في الشارع على مدار الساعة.
أي إعتداء علية يعتبر إعتداء على كل الدولة العراقية . من أغرب القضايا التي سمعنا بها وشاهدناها من خلال وسائل ألأعلام المرئية وقرأناها في وسائل الأعلام الكتوبة – تلك الحادثة المخزية – التي تعرض لها رجال المرور من قبل حماية وزير حقوق ألأنسان. الغريب أن وزارة حقوق ألأنسان هي التي تعتدي على ألأنسان وتصادر حقوقة متمثلة بوزيرها وحمايته. هل يُعقل هذا؟ إن هذا لشيء غريب؟ من خلال هذه الحادثة ثبت لنا وبالدليل القاطع أنه لاتوجد هناك أي حقوق للانسان في هذا البلد الذي يعاني الويلات والنكبات. لو كان هذا الوزير قد خرج من سيارته وشكر رجال المرور لكانت أعظم لحظة في تاريخ الوزارة . اذكر حادثة قديمة حكاها لي أحد ألأشخاص الذين كانوا حاضرين لحظة حدوث تلك الحادثة. عام 1968 حينما زار أحمد حسن البكر معسكر حامية المسيب وأراد الدخول من البوابة الرئيسية للمعسكر أوقفه الحرس وأستفسر عن سبب مجيئه الى المعسكر .
حينما أخبره رئيس الجمهورية بأنه – الرئيس – ويريد الدخول الى آمرية المعسكر أخبره الحرس بأنه لايعرفه وعليه أن يخبر الضابط المسؤول للسماح له بالدخول. لم يتذمر الرئيس وأنتظر لحين قدوم الضابط المسؤول – وتم إدخال رئيس الجمهورية الى المعسكر. أرسل رئيس الجمهورية في طلب الحرس وشكره وقدم له هدية لأنه كان مخلصاً في أداء واجبه. هنا وفي زمن حقوق ألأنسان يتم ألأعتداء على رجالات المرور الواقفين طيلة ساعات النهار لتنظيم السير ناهيك عن التعب الجسدي من جراء الوقوف في مكان أداء الواجب. هل يعقل هذا؟ متى نصل الى مرحلة التعامل ألأنساني بين المسؤول الكبير والموظف المكلف لأداء الواجب. لو كنتُ في منصب رئيس الوزراء لوجهتُ عقوبة قاسية لكل ألأفراد الذين إشتركوا في ألأعتداء على رجال المرور. لم يبقَ لنا إلا القول – لو دامت لغيرك لما وصلت اليك- أرفع قبعتي لكل رجال المرور في العراق وفي العالم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات