18 ديسمبر، 2024 9:07 م

رد صاعق على قرار جائر

رد صاعق على قرار جائر

خلال الاسابيع الماضية، رکزت وسائل الاعلام العالمية بصورة عامة وبيانات وأدبيات المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على موضوع المصارع الايراني الدولي”نويد أفکاري”، والذي قام النظام بإعتقاله بسبب من آرائه وتوجهاته الوطنية الرافضة للنظام خلال إنتفاضة أواخر عام 2017، ومع کل تلك المطالب والمناشدات الدولية التي حثت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على عدم إعدامه وإطلاق سراحه، لکن النظام الايراني وکعادته دائما، رفض الانصياع لتلك المطالب حيث تم تنفيذ حکم الاعدام به مما أثار موجة سخط وغضب عارم داخل إيران وفي مختلف الاوساط المعنية بحقوق الانسان في سائر أرجاء العالم.
إعدام هذا المصارع الذي إتضح منذ البداية إنها قضية ذات طابع سياسي يحاول النظام الايراني تحريفها عن مسارها وسياقها الحقيقي وتشويهها، صارت قضية رأي عام داخل إيران خصوصا بعد أن طفقت المقاومة الايرانية تسلط الاضواء عليها بقوة وتٶکد من إن النظام قد سعى ويسعى لمواجهة کل من يحمل أفکارا ومشاعرا کالتي يحملها “نويد أفکاري”، وحتى إنه وبعد إعدامه فقد بقيت هذه القضية تطارد النظام ککابوس وإن الاحتياطات غير العادية التي إتصدها النظام بعد إعدامه ولاسيما في مدينته شيراز، أثبتت مدى تخوفه من ردود الفعل الغاضبة.
لم تنجح الاحتياطات الامنية للنظام ولاممارساته القمعية في کبح جماح الغضب الشعبي الهادر على جريمة إعدام هذا المصارع بسبب أفکاره الوطنية حيث إنه وفي الساعات الأولى من فجر الأحد 27 سبتمبر الجاري، استهدف شباب الانتفاضة بمدينة شيراز المحكمة التي أصدرت حكم الإعدام على هذا البطل القومي للمصارعة الإيرانية وأضرموا النار في مدخلها. هذا مع ملاحظة إن إعدام نويد قد أثار أيضا موجة من الكراهية الدولية والداخلية بحيث قام شباب الانتفاضة طيلة الأسبوعين الماضيين في مختلف المدن في إيران بما في ذلك مدينة شيراز مسقط رأس نويد، بكتابة شعارات وتوزيع منشورات تندد هذا العمل الإجرامي للإعدام والأحكام الصادرة بالإعدام على معتقلي الانتفاضة وكتبوا “النار هو الرد على الإعدام”.
من دون شك فإن تمکن معاقل الانتفاضة وفي مدينة شيراز مسقط رأس هذا المصارع من حرق المحکمة التي أصدرت حکم الموت بحقه، خطوة تحمل الکثير من المعاني ولاسيما في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها إيران حيث يواجه النظام الايراني مشاعر رفض وکراهية واسعة النطاق يحاول جاهدا عن طريق الممارسات القمعية التعسفية کبح جماحها ولکن من دون جدوى، ولعل أهم معنى ومغزى لهذه الخطوة بإحراق المحکمة التي أصدرت حکم الاعدام، هو إن الشعب الايراني لم يعد يرضى أن يبقى ملتزما الصمت وإنه يرد الصاع صاعين على النظام.