18 ديسمبر، 2024 9:35 م

ردودُ أفعال بلا افعال .. زيارة الأمير السعودي !

ردودُ أفعال بلا افعال .. زيارة الأمير السعودي !

دونما مغالاة , وبلا مباهاة , ليس بمقدوري الجزم إذا ما هنالك إمرؤٌ ما قد كتبَ نقداً وبالضد من السياسة السعودية تجاه العراق , بقدر ما كتبتهُ على مدى ربعِ قرنٍ ونيف من الزمن , مع ادراكٍ لمتطلبات المتغيرات السياسية الظرفية والزمنية .

موضوعنا هنا يتمحور حول السادة او الجهات السياسية التي ملأت وسائل التواصل الأجتماعي بعبارات وكلمات عدم الترحيب بالزيارة المفترضة لوليّ العهد السعودي محمد بن سلمان الى العراق , بالرغم منْ أنّ هذه الزيارة لم يجرِ تأكيدها بعد من المصادر السعودية , وتعقيباً على اعتراض تلك الجهات واولئك السادة وربما القادة على زيارة الأمير السعودي , فنقول : اذا كانت ممانعتهم واحتجاجاتهم المسبقة جرّاء املاءاتٍ من اطرافٍ اخرى , فلا نعلّق بشيءٍ هنا , ويكفي انهم ارتضوا لأنفسهم هذا الدور , أمّا إن كان ذلك بمبادرةٍ ذاتيةٍ منهم , فيكاد فعلاً ” شرُّ البليّةِ ما يُضحك ” , فمعارضتهم وعباراتهم قد نشروها في السوشيال ميديا ولم يرسلوها الى مكتب الأمير او منزله او السفارة السعودية , ومَن ذا الذي قال لهم أنّ وليّ العهد السعودي وطاقمه سيقرأون هذا الموقع الألكتروني او ذاك .! وبدا أنّ احتجاجاتهم موجّهة للقرّاء اكثر مما هي موجهة للجانب السعودي , ثُمّ لا ندري لماذا اباحوا وسمحوا هؤلا بتنصيب انفسهم بمكان وزارة الخارجية المختصّة بهذا الشأن .! ولماذا لم يعترضوا على وزارة الخارجية بموافقتها على ترتيب الزيارة , وهل هم اكثر فقهاً بالعمل الدبلوماسي .! وكذلك فأنّ الزيارة اذا ما تمّت فالأمير السعودس سيقابل الرئاسات الثلاث ويتباحث معهم , فهل السادة المعترضين اكثر حرصا وأشدّ مسؤوليةً من رؤساء الرئاسات , واليس الرؤساء جميعهم من الأسلاميين , فهل المحتجين اعلى درجةً دينية وفقهية من قيادات الدولة .! , والى ذلك فمن المسلّم به ومن الف باء البديهيات فمحالٌ على ايّ زائر أن يفرض رؤاه ومشاريعه على ايّ دولة , واذا ما كان هنالك ايّ تحسّس او تخوّف غريزي او سيكولوجي من زيارة الأمير السعودي فمن الطبيعي أنّ تطبّق الدولة مغزى المثل القائل ” إشتري ولا تبيع ! ” , وليتعرّف المسؤولون في الدولة ويستمعون الى ما سيطرحه وليّ العهد الزائر ويقيّمون طروحاته بدلاً من الرفض المسبق لقدومه , وماذا اذا ما كانت هنالك منفعة ومصالح اقتصادية مشتركة بين الجانبين العراقي والسعودي فلماذا نضحّي بها ونخسرها لأجل عيون اولئك المعترضين على الزيارة .! ونذهبُ هنا بعيداً ايضا ونخوضُ ” مؤقتاً ” مع الخائضين ! في افتراض أنّ الوفد السعودي قد يطرح مشاريعاً سياسية تتعارض مع مصلحة العراق الوطنية والأقليمية والدولية , فما اسهل رفضها والمصارحة حولها والكشف من خلالها على النيّات المفترضة او المبيّتة لدى الجانب الآخر .!

إنَّ إحتجاجات ومعارضة وعبارات الرفض وعدم الترحيب التي نشرتها جهاتٌ مشخّصة ومعروفة في وسائل التواصل , فأنما تعكس صورةً فوضوية ومتخبّطة عن الدولة العراقية أمام الرأي العام العربي والدولي , ومن الصعب الجزم بأنهم يدركون او لا يدركون ذلك .! , وكما أشرنا في اعلاه , فكان بوسع هؤلاء أنْ يلتقوا برئيس الوزراء ويطالبوه بعدم قبول أيّ زيارةٍ من الجانب السعودي , ومن دون ضجيجٍ إعلامي .!

وبدَورنا ” في الإعلام ” نطرح ونتساءل عن موقف هؤلاء من افتتاح قنصلية سعودية في محافظة النجف الأشرف وكذلك في البصرة .! واين كانوا ” هل داخل القطر أم مسافرين ” .! وعلامَ لمْ يكتبوا او ينشروا جملةً اعتراضيّةً بهذا الخصوص .!