23 ديسمبر، 2024 10:47 ص

بين الحين والاخر تطل علينا وجوه برلمانية اعدت نفسها اعدادا كافيا وتسلحت بالوثائق والمستندات والاثباتات، واحتاطت لكل الاحتمالات  والمفاجآت وما قد يستجد اثناء المبارزة والردح التلفزيوني امام انظار الجماهير التي تتابع تلك المنازلة من خلال شاشات الفضائيات  كما يتابع زملائهم الاخرين من اعضاء البرلمان (المحترمين جدا) تلك المنازلة ليتمرسوا ويزدادوا خبرة وتفنن من نجاحات قد يحققها زميلهم س .. وهفوات قد يقع فيها زميلهم ص..واين مكامن القوة والضعف لدى المتناظرين.. ثم يسجلوا اعجابهم بهذا الزميل الحاذق شديد الفطنة والنباهة!!!
.. في البداية يطل علينا البرلماني وهو يحيي الجميع.. من مقدم البرنامج الى الخصم البرلماني المقابل والى الجمهور المشاهد بكل احترام وكياسة وتواضع وتبدأ المناقشة والمنازلة التلفزيونية وقد يعتقد المشاهد انه سيحظى بمناقشة حضارية تتطرق لمعالجة همومه وهموم وطنه ومستقبل اجياله ومعالجة وحل المشاكل وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى، ولكن وبعد بضعة دقائق واذا نحن امام عربدة برلمانية واتهامات وتهديدات متبادلة وانفصام شخصيات عن واقعها وانفضاح زيف شخصياتها ،فكل منهم حضر وهو يحمل معه ملفات فساد مالي واداري.. ووثائق وملفات مزورة.. وسرقة اوراق من ادراج البرلمان ولجانه..
وتحايل على الادارات والمؤسسات وعمليات تزوير، والاستيلاء على اراضي وممتلكات بغير وجه حق.. وتعاطي رشى.. وكذب واحتيال واستغلال مناصب ..ومحسوبية ومنسوبية.. و ايفاد علاج وراحة واستجمام .. لا بل الادهى والامر من ذلك كله تمتع بعض البرلمانيين باجازات مرضية لممارسة الارهاب ..او ايفادات وهمية لغرض ممارسة التجارة والاشراف والمراجعة لاعمال البرلمانيين التجارية في دول الخليج او الدول الاسكندنافية ..اليس كل ذلك يدخل في خانة ( سواد الوجوه والانحطاط الخلقي وخيانة الامانة) .. ومع كل ما تقدم فالمواطن مرغم  بمتابعة تلك الحوارات المقرفة ليس من باب الحصول على فائدة ما وانما ليتوقف على مدى الخطأ الذي ارتكبه عندما انتخب وصوت لمثل هؤلاء النواب الفاشلين بكل ما لهذه الكلمة من معنى والذين كانوا يحلمون يوما ما ان يصلوا الى باب البرلمان كمراجعين .
 ولا بد للمواطن
المغلوب على امره من التحلي بالصبر وسعة الصدر وطول البال ليسمع ويتحمل تفاهات ومستويات متدنية لنوابه (الكرام) وهم يرعدون ويزبدون ويتباهون بالردح والعد، وحال لسان كل منهم يقول (خذوهم بالصوت لا يغلبوكم) فمن السب والشتم  الى كيل الاتهامات بالحرمنة والاختلاس والتزوير والقائمة تطول في هذا المجال.. الى التجريح الشخصي مع نسيان النفس والزمان والمكان وتلون الوجوه وتغيرها مع وحسب صعود وهبوط المؤشربالتناسب مع احراز النقاط الترجيحية الى جانب هذا اوذاك البرلماني.
 هنا ينقسم الردح
البرلماني ليجسد الجهوية  والمكون
الطائفي  والانتماء القومي (عربي- كردي)   ( وهات ليل وخذ عتابة) وهنا يختلط الحابل بالنابل ويضيع المواطن ويضلل ويحتار يكذب من ويصدق من.. هذا لديه وثائق مأخوذة من دهاليز البرلمان المظلمة ولجانه وشعبه المصونة – مختومة ومصادق عليها – والمقابل لديه وثائق تطعن بالاولى وتكذبها ( فاين البركة وبأية حبة..ولكن البرلمانيين يعرفون بعضهم البعض) ويتسائل الناخب العراقي الذي تحمل مشاق العملية الانتخابية البرلمانية، هل كان العشم والرجاء والامل ان تكون هذه هي الحصيلة البائسة التي افرزتها صناديق الاقتراع الانتخابية ؟ ، فبدلا من ان يسمع المواطن ممثله في البرلمان وهو يتحدث عن المشاريع المتحققة اوالتي قيد الانشاء والتحقق وبدلا من ان يسمع حصيلة دفاع العضو البرلماني عن من يمثله ويدافع عن حقوقه وحقوق الشعب العراقي بشكل عام ..نرى المواطن يسمع سيلا من الشتائم والسباب والقذف والردح البرلماني الرخيص وفي نهاية المطاف لا يمكن الحكم الا بادانة كل الاطراف المشتركة في الحوار التلفزيوني هذا ان كان يصح ان نطلق عليه اسم وصفة الحوار.