22 ديسمبر، 2024 8:14 م

ردحتم له حيا وتبولتم عليه ميتا

ردحتم له حيا وتبولتم عليه ميتا

شاهد الجميع فيديو البعض وهو يتبول على قبر صدام حسين تشفيا به وانتقاما منه على مافعل بالعراق..
ولكن كلنا يتذكر كيف ردح العراق كله تحت اقدام صدام حسين يوما حين كان البطل القومي وبطل الامه العربيه والقائد الضروره وغير ذلك.
العله ليست فقط في الذي ردح دون ان يتبول..
ولا العله فقط في الذي تبول دون ان يردح..
بل العله في المنافقين المتزلفين الذين ردحوا زمنا لصدام واذا بهم اليوم يردحون لغيره ثم سيأتي يوم يتبولون على قبره هو ايضا..
في يوم من الأيام في اوروبا البعيده عن الوطن حصل شجار بين اثنين من العراقيين من اهل السنه .. كان احدهم قد آزر اسامه النجيفي حين كان يصدح في بداية الامر بوحدة العراق ورفضه الفيدراليه وكل انواع التقسيم..وكان يعتبره الحامي الأول والاخير لوحدة الوطن.. ولكن حين تحول النجيفي الى داعيه للتقسيم والإنفصال رفض صاحبنا ان يعترف بذنب النجيفي مدعيا انه ربما لديه وجهه نظر لانعرفها.. ليتطور الخلاف بين الصديقين الى قطيعه بسبب مواقف السياسيين التي تؤثر على مواقف ومفاهیم الشعب..
نفس الموقف حصل بين اثنين من الكرد حين انتقد احدهم الطالباني فما كان من الآخر الا ان يغضب كثيرا ليحول الاصدقاء بينهم.. وحين سالوه لماذا انت غاضب بهذه الصوره.. هل شتم اباك؟
قال بالحرف.. لو شاتم امي وابويه واهلي وعشيرتي ولاحاچي كلمه على  مام جلال….!.!.!!.!!..
ولاداعي ان نسرد مثلا شيئا حول اختلاف الشيعه مع بعضهم البعض .. فالبدري والصدري والعصائبي والدعوي هم ابعد من ان يتفقوا مع بعض, وهم احرص على ان يتفقوا على بعض..ومع ذلك نجد انه مهما انحرف قائد هذا الحزب او التيار عن موقفه الوطني الحقيقي فإننا نجد اتباعه يميلون معه كيف يميل دون شعور بالمسؤوليه الوطنيه التي اختُزلت في شخص القائد لهذا الحزب او ذلك..

واليوم نرى الشيعي اكثر ردحا للمالكي والحكيم, والسني يردح للنجيفي والمطلك, والكردي يردح للبرزاني والطالباني .. ولكن لماذا أدمنّا الردح للضروره وهم يقودونا للهلاك لننسى الردح في الأفراح والليالي الملاح؟؟

لماذا لانؤمن انه انتهى زمن القائد والزعيم الأوحد والضروره لنؤمن بأن هذا القائد اذ تولى منصبا في الدوله فما هو سوى بخادم للشعب يؤدي واجبه مثل أي موظف مقابل راتب مجزي لااكثر…؟؟
هل وصلت بنا الأمور ان نعبد المالكي ولانرى سوى انه الوحيد المؤهل للولايه الثالثه ثم الرابعه وهكذا ولايوجد في العراق سواه رغم كل الخلاف والإختلاف الحاصل بين العراقيين بسببه؟
وهل يجب ان يرث مسرور اباه مسعود؟؟  وهل يجب ان يرث قباذ اباه جلال وان يرث عمار اباه عبد العزيز؟؟؟
وهل اصبحنا اسارى الردح لكل هؤلاء سوى اصابوا ام افتعلوا الكوارث؟

اعتقد اننا لم نتجاوز بعد المرحله الردحيه.. فقد ردح الشعب كل الشعب لصدام ولكن اليوم الشعب تطور بعض الشي ليوزع ردحه بين الكثير من القاده ويعتبرهم الضروره والأوحد والمستحقون الردح بكل قوه..
وسيبقى حالنا على ماهو عليه ان لم نتمكن من الإنتهاء من الردح لكل من هب ودب .. فتملق الشعب للقائد واختزاله كشخص بالوطن كله انما يجعل منا شعبا جاهلا لايقفه في العلم والدين والسياسه والاخلاق سوى ان يردح امام القائد سواء كان على حق.. او كان على باطل..