انجلى الغبار عن معترك التاخي السياسي بين القادة، وكانت النتيجة 206 كيان سياسي واكثر من 20 تحالف، جاهز لخوض الانتخابات في المرحلة القادمة حسب ما اعلنت الموفضية العليا للانتخابات، في الوقت الذي اصبح فيه المواطن العراقي يميز بين الخبيث والطيب من الساسة العراقيين، والتحالفات الانتخابية تكشف بوضوح ضبابية المشهد السياسي، بالنسبة للفرد العراقي.
مع بدأ المرحلة الاهم، مرحلة زراعة الاصوات الانتخابية على امل قطف الثمار في يناير القادم، ربما القوى التي لم تطلخ ايديها بدماء داعش واسقوط العراق، كانت قد انزوت في تحالف فيما بينها، مع غض البصر عن الوجوه الكالحة التي قادة العراق، لحرب ارهابية على مدى سنين، دفع ضيبتها الشعب العراقي الغالي والنفيس، من اجل تحرير الاراضي المغتصبة، فبين عناد بعض القوى السنية وتأجيج المعارضة السياسية للحكومة الحالية من جهه، وبين عناد رئيس الوزارء السابق في التمسك بالولاية الثالثة من جهه اخرى، نشبت على اساسه تظاهرات واعتصامات لم يتم احتوائها بالشكل الصحيح، ادى الى التمهيد لدخول داعش الارهابي، وما كان عليه الامر قبل اعلان النصر منذ اشهر مضت.
القوى السنية اصبحت الان بقاعدة شعبية غير مطمئنة للانتخابات القادمة، حيث يعيش اغلب الاسر بدون مأوى في خيم النازحين، والبعض الاخر يرى ان الايادي الشيعية التي انهت كابوس داعش هي الاولى ان تنتخب، وبالتالي فان التحالف السني في تهديد مستمر قبيل الانتخابات في الفوز من عدمه، اما القوى الحالمة بولاية ثالثة، فقد وجدت نفسها وحيدة في اعلى مراتب الرفض، او ادنى مرتبة في المقبولية عند الشارع العراقي، ان هذه القوى لم تقف مكتوفة الايدي امام وضعها الراهن، حيث ستمارس شتى انواع الاساليب السياسية القذرة وغير المحمودة، لاجل تسقيط القوى الاخرى، وحجز بطاقة العبور للحكومة القادمة.
التسقيط السياسي للقوى الصاعدة من الامور المهمة بالنسبة للتحالفات والقوى السياسية الغير مرغوب، حيث اطلقت ابواقها ومزامير الاعلام، والاقلام المؤجرة، لتخوض حرب الكترونية، من على صفحات الفيس بوك، فبين صورة مفبركة، او جزء من خطاب سياسي لاحد المسؤولين، ممكن ان يأتي بنتيجة تسقيط جيدة بالنسبة لأولئك الباحثين عن هدف تشويه او ترويش لمن دفع لهم بالمال والمنصب، اما التفجيرات والانتحاريين، ربما هي حصة الفرد العراقي، تخصص له دون غيره، حيث لانستبعد ان التفجيرات الحاصلة، هي لاغراض سياسية بحته، يتبعها اعلام وشعارات رنانة من قبل العديد من السياسين، هدفها هو تأجيل موعد الانتخابات عن موعدها المقرر، واصبحت المطالب واضحة جدا بالنسبة للقوى السنية.
البحث عن شرفاء لهم نفوذ اجتماعي واسع للبدأ بمشروع مقاطعة الانتخابات المقبلة هو غاية يسعى لأجلها قوى سياسية وتحالفات غير مرغوبة تم حجرها بسبب الامراض الخبيثة المعدية في نفسوهم، لذا لابد لنا من انهاء نزاع القوم، واجراء الانتخابات في موعدها المقرر، وحفظ دماء العراقيين التي كانت ومازالت تسيل على ارضنا الحبيبة.