استوقفني هذا العنوان على موقع ( صوت العراق ) مع انه اقرب الى الخاطرة العبثية او الخربشة الكتابية منه الى المقال ، وفي ثنايا البحث عن الكاتب لم اعثر له الا على مقالة يتيمة اخرى بعنوان ” من هم اعداء الشيعة ؟ ” كانت كلاحقتها فقيرة بطرحها ، ومعا يعبران عن ذات العقدة : العداء للآخر المختلف .
بعدها وجدتني مدفوعا بالرد ليس لأهمية مضامين المقال المتصحرة موضوعيا ، انما لكثرة ماتقيأه من سموم مثيرة للغثيان ، ولغة المكابرة الفارغة التي انتهى اليها ، ومع اننا نحترم الرأي ، حتى المخالف منه ، بغض النظر عن قيمته ، الا ان ذلك مشروط بحسن النوايا ، وضوابط التعبير ، ومعايير الحرية ، ووجدت في الرد فرصة لتوضيح الامور امام الرأي العام ، والذي نحرص على وضعه في صورة الحقائق بعيدا عن التزييف والتدليس .
يبدأ المقال بالتشكيك في اهلية الدكتور اياد علاوي لدخول كلية الطب والتخرج منها، وحتى اجادته الانكليزية ، بينما يعلم الجميع صرامة القيود والضوابط المعتمدة في التعليم انذاك ، عندما كانت الجامعات العراقية تتصدر لائحة الجامعات الرصينة في العالم ، وإن صح هذا في نطاق دراسة البكالوريوس ، جدلا ، فكيف تسنى للسيد علاوي نيل الدكتوراه في اعقد التخصصات الطبية ومن ارقى الجامعات العالمية ؟. في مكان آخر يعزف الكاتب على نغمة البعث الممجوجة لينتهي الى الادعاء بمبايعة السيد علاوي للمجرم عزة الدوري ، في استنتاج مضحك مبكي ، متغافلا عن ان السيد علاوي هو الأب المؤسس للدولة العراقية الحديثة ، الدولة التي تنهض على رفض الشمولية والدكتاتورية ، وتحترم خيارات الشعب في نظامه السياسي ، كما تناسى ان علاوي قد اختار عبر عقود طويلة مقاتلة النظام الصدامي وكان واحدا من ضحاياه !!! ، بل ان ( الكاتب ) جانب الحقيقة عندما لم يجب عن سؤال افتراضي عما يربحه نائب رئيس الجمهورية ، وهو جزء من السلطة ، من مبايعة ارهابي مطارد كعزة الدوري سيما ان علاوي من ( عبدة الدولار ) ، على حد وصفه ، اذا علمنا ان ( عبدة الدولار ) يخضعون جميع مواقفهم لحسابات الربح والخسارة ؟ .
بنفس الفهم المكرر والمغالط ، يجتر الكاتب موضوعة العلاقة بين علاوي والمخابرات الاجنبية ، فيحاكم الاحداث في غير ظروفها ، ويخلط الاوراق ، لغاية في نفس يعقوب ، فهو لايريد الاقرار بحقيقة ان وجود اي معارضة اجنبية على ارض دولة اخرى يفرض عليها التعامل مع مخابرات واجهزة الدولة المضيفة ، حرصا من الاخيرة على سيادتها الوطنية ، وسياستها الدولية ، وامنها وقوانينها ، بلحاظ ان ( التعامل ) غير ( العمالة ) ، وغايته إسقاط نظام مارق ضرب شعبه بالاسلحة المحرمة ، وزرع الارض بالمقابر الجماعية ، ومارس التجويع والتغييب ، ولم يسلم من بطشه حتى الذين توزعوا هربا على اصقاع الارض ، هذا النظام هو نظام البعث الذي لايكل الكاتب من شتيمته .
وفي نشوة انغماسه بفوضى الشتيمة يصاب الكاتب بالدوار فيطري على علاوي من حيث لايشعر قائلا ” ﺍﻳﺎﺩ ﻳﺤﻈﻰ ( ﺑﻤﻘﺒﻮﻟﻴﺔ ) ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭﺍﻷﻭﺭﺑﻲ ﻭﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﺍﻻﺳﻴﻮﻱ ﻭ (ﺍﻟﺸﻤﺴﻲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮﻱ ) ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻭﻧﺰﺍﻫﺘﻪ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﻞ ﺳﺒﺒﻪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺘﺔ ﻭﺭﻗﺼﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺒﺎﻝ . ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻢ ﻳﺤﻆ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﻴﺔ ” . ولا ادري ماالذي يجعل الكاتب حانقا على رجل بكل هذا النجاح والتقدير والمقبولية من العالم ؟ اهو عداء النجاح ام ترديد ببغاوي دون فقه لما يقول ؟
يجيب الكاتب على تساؤﻻتنا بما يكشف عن طبيعة منطقه المختل والذي يسفه كل ” الكون ” ويحتكر امتلاك المعرفه ، فيقول ” ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻳﺸﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻧﺰﻳﻪ ﻭﺣﻜﻴﻢ ﻭﻋﺎﺩﻝ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﺮﺿﻰ (ﺍﻟﻜﻮﻥ ) ﻋﻦ ﺍﻳﺎﺩ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ” .
هنا ، شهادة الكاتب لعلاوي ﻻتضاهيها شهادة ، تجب ماقبلها ومابعدها ، قبل إستفاقته من هذا السهو ليعود الى تعداد مثالب اول رئيس وزراء للعراق في حقبة مابعد التغيير فيدعي مجددا ” ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺑﺮﻳﻤﺮ ﺍﻳﺎﺩ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻮﺯﺭﺍﺀ ﺑﻌﺪ 2003 ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻷﻧﻪ (ﻣﺘﺸﻴّﻊ ) ﻭﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻋﺎﺩ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤكومية ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺗﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺛﻢ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻩ ﺍﻟﻔﺎﺷﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﻤﺘﺸﻴﻊ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ” . وللحقيقة فان مجلس الحكم ، وبالاجماع ، لا بريمر ، هو من اختار السيد علاوي لرئاسة الوزارة الاولى ، كما ان الرجل لم يعد ايا من البعثيين الكبار الى وزارات الدولة ، انما تم ذلك في عهد الحكومات اللاحقة .
ولكي يسبغ على نفسه مسحة من البطولة المزعومة مارس الكاتب نوعا من التحدي الفارغ زاعما ” ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺎﺩ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺮﺩّ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ (ﻣﻴﺴﻮﻧﺘﻪ ) ﺍﻟﺪﻣﻠﻮﺟﻴﺔ ﺍﻭ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻭﻋّﺎﻅ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﺣﻴﺪﺭ ﺍﻟﻤﻼ . ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﻌﺬّﺭ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﺎﺿﻴﻨﻲ ﺍﻳﺎﺩ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻣﺪﺣﺖ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮد ” اذ يعلم ان لا علاوي وﻻ الدملوجي سيعيرانه اهتماما ، فليس هناك مايستحق الرد ، لكنه وهو المتصدي للموضوع السياسي بزعمه فاته ان السيد حيدر الملا ليس من كتلة علاوي !!! .
وليطمئن الاخ الكاتب ان صدورنا تتسع لمثل هذه الحكايات المكرورة ، ولن نضيق على حرية التعبير
باللجوء الى القضاء ، فالكلمة الفصل لوعي شعبنا الكريم الذي يفرز الاباطيل من الحقائق ، وان ردنا يأتي في سياق التوضيح والشفافية التي نتعامل بها مع الجمهور العزيز ليس الا .